سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المنشآت الصناعية في حلب عاجزة عن العودة للعمل.. وانتقادات للحكومة السوريّة

لاتزال المنشآت الصناعية والمعامل في ريف مدينة حلب الشمالي عاجزة عن العودة للعمل وإطلاق عجلة الإنتاج، نتيجة ما تعرضت له من دمار وسرقة محتوياتها خلال السنوات والأشهر القليلة الماضية، من قبل المرتزقة وسط انتقادات للحكومة السورية من جهة عدم قدرتها على إعادة الحياة والعمل لهذه المنطقة.
تسبب دخول الحكومة السورية قبل ثلاثة أشهر إلى مناطق كفر حمرة وحريتان وعندان، بعد اشتباكات عنيفة مع المرتزقة، بدمار كبير في هذه المناطق، ولا سيّما في المنشآت الصناعية والمعامل التي جرى نهب آلاتها ومعداتها، بالإضافة لتعرّضها للقصف من قبل الطيران الحربي والمدفعية.
غياب المبادرات لإطلاق العجلة الصناعية
ووضع الدمار والنهب أصحاب المنشآت أمام تحديات يصفها بعضهم بـ “الكبيرة”، خاصةً بعد فشل محاولة البعض منهم في تخطيها، بسبب الأوضاع الاقتصادية ووسط ما يعتبرونه “تجاهل الحكومة السورية”، بالتزامن مع غياب “أي مبادرة لإطلاق العجلة الصناعية”.
وقال محمد بكري سكر، وهو صاحب معمل نسيج وتصنيع ستائر يقع في الجهة الشمالية الشرقية من بلدة كفر حمرة، لـ “نورث برس” إنه عاد إلى معمله في البلدة بعد سيطرة الحكومة السورية على المنطقة. ويتابع: “لكن لم أجد سوى الدمار، فحتى محتويات المعمل كانت قد سرقت”.
أضاف سكر: “حاولت جلب آلات جديدة وإعادة تشغيل منشأتي، لكن اصطدمت بالواقع المرير فإدخال الآلات وإعادة التشغيل يحتاج سلسلة من الإجراءات التعجيزية”.
وقال: “علي دفع مبالغ كبيرة تحت بند إكراميات للجهات المعنية، ناهيك عن أنّ المنطقة لا زالت خالية من السكان ومن حركة العمل، لذلك عزفت عن تشغيل المعمل بانتظار تبدل الأحوال وتغير الأوضاع اقتصادياً لصالح الصناعة الحلبية”.
وقال في السياق ذاته نائب رئيس غرفة صناعة حلب مجد ششمان للوكالة نفسها إنه: “من الليرمون ووصولاً لتل رفعت بريف حلب الشمالي، تتوزع مئات المعامل والمرافق الصناعية الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، ولطالما كانت هذه المعامل تعتبر من أعمدة الصناعة في حلب، كما كانت تعتبر الأهم والأكثر إنتاجاً قبل إنشاء المدينة الصناعية في الشيخ نجار”.
“تركيا لعبت دور سلبي في التدمير والسرقة”
وأضاف: “مع دخول الحكومة السورية حاول الكثير من الصناعيين إعادة تشغيل معاملهم، ولكنهم اصطدموا بواقعٍ مريرٍ، وبنتائج كارثية لتواجد المرتزقة في منشآتهم وقيامهم بسرقة الآلات والمعدات، بالإضافة إلى الدمار الحاصل نتيجة القصف، وغياب أي مشروع للحكومة لتأهيل هذه المنطقة الصناعية الهامة”.
وحول هذا الموضوع اتهم صفوان خالد وهو صاحب معمل بسكويت في ريف حلب الشمالي تركيا بلعب “دور سلبي” في التدمير وسرقة آلات ومعدات المعامل والمصانع.
لكنه عبّر عن استغرابه من الحكومة السورية ودورها في تأخير وعرقلة عودة المنشآت الصناعية إلى العمل، وتابع بالقول: “لاتزال جميع الخدمات غير متاحة، لا الماء ولا كهرباء، لاسيما الخطوط الصناعية”.
وقال خالد إنّ الحكومة السورية “لم توفّر بيئة استثمارية ملائمة، تمكننا من استيراد معدات وآلات وتأهيل معاملنا دون فرص ضرائب ورسوم ودفع رشاوى للجان الحكومية المسؤولة عن الصناعة”.
وأضاف: “ما نطلبه هو الجدية من قبل الحكومة السورية في التعاطي مع ملف المعامل والمنشآت الصناعية، خاصة على جانبي الطريق الدولي شمال حلب نظراً لعددها الكبير ونوعيتها”.