سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الملاعب المُعشّبة والصالات الرياضيّة حاجة مُلِحة وضرورية

قامشلو/ جوان محمد ـ

مازالت العديد من المدن بمقاطعة إقليم شمال وشرق سوريا تفتقر للملاعب والصالات الرياضية المناسبة لاحتضان البطولات والمواهب التي تتواجد في الإقليم، وحتى الآن لا توجد خطة حقيقية لمعالجة هذه القضية التي مازلنا نكتب عنها منذ سنوات.
وعدنا للكتابة عن هذه القضية كونها هامة بقدر ما هو هام تنظيم البطولات في المقاطعات، علماً لا بطولات ناجحة بالشكل المطلوب طالما مازلنا نفتقر للبنية التحتية المناسبة من ملاعب وصالات رياضية بمدن المقاطعات كافة.
وفي حديثنا لم نُشِر لمقاطعة معينة ضمن إقليم شمال وشرق حتى لا يظهر إننا نُفضل منطقة على أخرى لا أبداً، ودائماً نسعى لخلق التوازن بالمطالب المُحقة للمجالس الرياضية بالمقاطعات السبعة، التي تتبع إدارياً لإقليم شمال وشرق سوريا، وحتى بحسب متابعتنا بأن المقاطعات كافة يلزمها منشآت رياضية تكون قادرة لاستيعاب الكتلة البشرية الرياضية لديها.
وأهم ما يُتطلب حالياً من الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا، هو وضع برنامج يتم الاستناد عليه وتطبيقه على أرض الواقع، وأن لا نرفع شعارات فقط، مثلما رُفِع في السابق من قبل بعض المجالس الرياضية في المقاطعات ولم يُنفذ منها إلا القليل القليل.
ويتواجد اليوم سبع مقاطعات ضمن الهيكلية الإدارية في إقليم شمال وشرق سوريا، وهي مقاطعة عفرين والشهباء ومنبج والفرات والجزيرة ودير الزور والرقة والطبقة، والبعض منها هي مدن بحالها ولديها أرياف، والبعض الآخر هي عبارة عدة مدن وبلدات وتم اعتبارها مقاطعة.
ولكن بشكلٍ عام هناك افتقار للملاعب المُعشّبة الكبيرة، وهي معضلة لم تجد ضالتها بعد، كما يلعب عدم توفرها إلى توقف الحركة الرياضية لكرة القدم لأشهر في بعض المرات وتبقى بحسب أحوال الطقس وهطول الأمطار كون غالبية الملاعب الكبيرة هي ترابية، ولذلك إما تلك البطولات تتوقف أو تُلغى.
وعلى السويّة نفسها؛ الصالات الرياضية هي الأخرى التي تحتضن العديد من الألعاب مثل الطائرة والسلة والتايكواندو والكاراتيه والبعض من الألعاب الأخرى، فهي أيضاً غير متوفرة في الكثير من المدن، وكل ذلك يلعب دوراً كبيراً في نقص البطولات واندثار المواهب التي لا تلقى مكاناً مريحاً لممارسة هواياتهم فيها، بالإضافة إلى صقل موهبتهم الرياضية للألعاب المذكورة، علماً باتت البيوت الرياضية والمراكز التدريبية الخاصة، هي البديلة لهذه الصالات في بعض المدن، وحتى أصبحت بعض الملاعب المغطاة الصغيرة بديلاً للملاعب الكبيرة وباتت هي التي تنظم البطولات وحتى أكثر من المجالس الرياضية نفسها.
يشار إلى أنه حصلت بعض الخطوات في بعض المدن لإنشاء ملاعب مُعشبة كبيرة، ولكنها توقفت مثل عامودا بالعام 2018 بمقاطعة الجزيرة، وفي كوباني منذ سنوات يتم بدء العمل ومن ثم يتوقف، وبدون إيضاح الأسباب من قبل الجهات المعنية حتى، ناهيك عن العمل على إعادة تأهيل لبعض الصالات ودخولها للخدمة فترة وخروجها عن الخدمة بعد مدة ليست بطويلة!، مثل ما حصل لصالات قامشلو الرياضية التي دخلت الخدمة في شهر كانون الثاني الماضي، وأصبحت خارج الخدمة مجدداً في شهر نيسان الماضي! ويوجد مثلها العديد من الأمكنة الرياضية الأخرى، وكل ذلك يدل على عدم منح أصحاب الاختصاص القيام بإعادة وإنشاء هذه الصالات والملاعب ولهذا السبب نرى أنها لا تدوم طويلاً.
وحتى البعض من الرياضيين باتوا ينظرون للقضية كأنها حلم وقد لا يتحقق مثل مشاهدة ملاعب مُعشبة كبيرة في كوباني وعامودا وأرياف دير الزور، وحتى ملعب ترابي كبير في تربه سبيه بمقاطعة الجزيرة، ونذكر مجدداً بأن أغلب المقاطعات ومدنها بحاجة لملاعب معشبة كبيرة وصالات رياضية مناسبة كي تكون قادرة لاستيعاب هذا الكم الهائل من الرياضيين المتواجدين في إقليم شمال وشرق سوريا، وطبعاً بات الأمر حالياً مرهوناً بالاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا، والذي تشكّل في شهر أيار من العام الماضي، والذي يتطلب مده من قبل الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا بالميزانية الكافية لبناء الملاعب والصالات، ولكن أن تسلّم إلى يد خبراء ومختصين في هذا المجال وليس منحها لمن لأي كان، وذلك حتى نشهد نتائج إيجابية وملاعب وصالات تبقى لعقود من الزمن لا صالات تدخل الخدمة عدة أشهر وتعود كما كانت خارج الخدمة سابقاً.