سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المكتبة الوطنية في الرقة.. حارسة التراث الثقافي للأجيال القادمة

تُعدّ المكتبة الوطنية، التي أُسِّست من هيئة الثقافة والآثار في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الرقة، ومجموعة من المثقفين والأدباء في الرقة، من أهم الصروح الثقافية، الّتي يرون أنها ستحافظ على ثقافة القراءة والابتعاد عن السيطرة الالكترونية على العقول والاستخدام الخاطئ لها، في ظل الغياب التام لهذه الثقافة منذ سنوات خلت.
ولأن المكتبات الثقافية كانت ولا تزال ركناً أساسياً في الحفاظ على التراث الثقافي لأهالي الرقة وعموم سوريا خلال القرن الماضي والحالي. ومع ذلك، فإن التقدم التكنولوجي والرقمي قد أدى إلى خلق هوة بين القارئ وعالم الكتب، ما يستدعي إعادة التفكير في كيفية تعزيز العلاقة بينهما في عصر المعلوماتية.
تداركا للموقف وتحسبا لطغيان الاندماج الخاطئ في عوالم التواصل الافتراضي وإعادة الرونق لثقافة القراءة والتصالح مع الكتاب وفي زمن قياسي، بفضل جهود متواصلة أثرت المكتبة الوطنية رفوفها بأكثر من 17 ألف كتاب، بهدف تعزيز ثقافة القراءة في المنطقة.
وفتحت المكتبة الوطنيّة أبوابها أمام المثقفين، والقراء في الثالث من تشرين الأول، وتزامن افتتاحها مع الذكرى السادسة لتحرير الرقة من مرتزقة داعش.
تم إنشاء المكتبة الوطنية في مدينة الرقة في أحيائها القديمة، بالقرب من متحف الرقة فضمت 17 ألف عنوان باللغات العربيّة والكرديّة والأجنبية، كما تحتوي المكتبة على صالتين للقراءة، وساحة، وفندق صغير.
وللحديث عن المكتبة، التقت وكالة هاوار مع أحد روّادها، الكاتب والباحث مصطفى المصطفى: “المكتبة اليوم من خلال الكتب الموجودة فيها تستقطب الفئات كلها، إذ يأتي إليها الشعراء والكتّاب والباحثون، بالإضافة إلى عقد فعاليات، وأمسيات شعريّة؛ كي تكون ساحة ثقافة ومنبر تنوير في المجتمع”.
وأشار المصطفى إلى أهمية القراءة في تعزيز الثقافة، ودورها في تطوير الفرد من الجوانب كلها، وكسب المعلومات: “تحوي هذه المكتبة الآلاف من الكتب، ولها دور فعّال، وسيزداد الإقبال على المكتبة مع الأيام لأنها حديثة عهد ولم تنل حظها من الإعلان والدعاية”.
وعن دور المثقفين في إحياء ثقافة القراءة قال: “مهمتنا جذب المثقفين وغيرهم، في سبيل زيادة الوعي وتبادل المعرفة، والثقافة من خلال قراءة الكتب، وسيكون لدنيا خطط لعرض بعض الأفلام الوثاقيّة، والسينمائيّة العالميّة الّتي تعدّ نمطاً للتطور، والحضارة البشرية”.
وحول أهمية المكتبة الوطنيّة تحدث الرئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في الرقة حسن مصطفى: ” تمّ افتتاح المكتبة عام 2023 من هيئة الثقافة والآثار بعد أن كانت محتويات هذه المكتبة ضمن مكتبة المركز الثقافي، ولكن نظراً لزيادة عدد الكتب اضطررنا للانتقال إلى هذا المكان، وتمّ تأمين بعض الكتب، والمراجع الأدبية، والأجنبية عن طريق ممثليات الإدارة الذاتية في الدول الأوروبية، وبعض الدعم من جهات فرنسية، التي تهتم وتدعم الأدب والثقافة إضافة إلى كتب علم النفس، ونأمل في الأيام القادمة أن نزيد عدد الكتب من خلال حملات التبرع، التي نقوم بها، ونأمل أن يصل عدد الكتب إلى 100 ألف كتاب في السنة المقبلة”.
وأضاف: “لا شك أن افتتاح المكتبة له خصوصية بالنظر لكون الرقة كانت عاصمة الثقافة الإسلامية والثقافة السورية والقصة السورية على مدى سنوات، لذلك كنا حريصين على افتتاح المكتبة لأهالي الرقة لاهتمامهم بالجانب الثقافي”.
وأشار “شهدت الرقة العديد من المهرجانات التي كانت تنظم ليس فقط على مستوى سوريا بل مستوى الوطن العربي، وكانت تستضيف الكثير من المبدعين، والكتّاب والقرّاء ليس من سوريا فقط، وإنّما من دول الجوار، والوطن العربي، لذلك نحن حريصون على أن نعيد ألق مدينة الرقة ودورها الثّقافي”.