سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

 المكتبات العامة تستغيث، فهل من مُجيب؟

تقرير/ غاندي إسكندرش

روناهي/ كركي لكي- أوضحت كليشان مرعي مديرة مكتبة “أحمد خاني” في مركز آرام ديكران للثقافة والفن، برميلان أن المكتبات العامة ومن ضمنها مكتبة أحمد خاني باتت خاوية من الرواد، وأن الإقبال على قراءة الكتب باتَ شبه معدوم وأن الكِتاب يعيش في زمن الاحتضار.
باتت المكتبات العامة تعيش في حالة غربة موجعة، وتتحسر على الأيام الخوالي التي كانت فيها تعج بالرواد، لكن في زماننا أضحت الرفوف التي تنضح بالكتب تناشد القُراء، وتبعث برسائل الاستغاثة للجيل القديم علّهم يسعفونها ويعيدوا لها بريقها وينقذونها من الأفول. حول ظاهرة عزوف الناس عن القراءة وارتياد المكتبات العامة كان لصحيفتنا لقاء مع مديرة مكتبة أحمد خاني في رميلان كليشان مرعي.
 خيرُ جليس في الأنام كتاب:
“من يسعى إلى بناء شخصية مثقفة، ويصقل من عقله، ويوسع من مداركه الفكرية، والعقلية، ويتزود من زاد الثقافة، ويبحر في التاريخ، والشعر، والأدب عليه أن يعطي للقراءة حقها من وقته” بهذه الكلمات بدأت مديرة مكتبة أحمد خاني  كليشان مرعي حديثها معنا، وقالت: “يوجد في المكتبة أكثر من 6000 كتاب، وهي كتب منوعة تاريخية، سياسية ثقافية، اقتصادية، دينية، ومجلات دورية، وفي كل حين نقوم بتزويدها بأحدث الإصدارات، لكن للأسف عدد الذين يرتادون المكتبة يُعدون على الأصابع، ويقتصر على أولئك الذين يعملون في الحقل الثقافي فقط”، وأضافت كليشان: “هناك أيام تمر على المكتبة دون أن يدخلها أحد، وهناك مئات الكتب التي لم تنل فرصة ملامسة اليد على غلافها”، مشيرة بقولها: “هناك انهيار كبير في مستوى القراءة، وأن مقولة  خير جليس في الأنام كتاب قد باتت من الماضي وحل محله الهاتف النقال”، وهو الآن من يؤنس الإنسان في وحدته وإن غذاء الروح تحول من قراءة الكتب إلى الهواتف المحمولة وغيرها من وسائل الترفيه، منوهة بقولها: “إن هذه الظاهرة السلبية تنذر بنوع جديد من الأمية، وتهدم الإنسان ثقافياً، وتجعله مشتتاً من الناحية الفكرية، وتفقده ملكة الانتماء إلى الوطن وتاريخ الأجداد”.
 الأسباب والحلول الممكنة:
وبيّنت كليشان أن أهم أسباب انحسار القراءة بشكل عام، وبالدرجة الأولى التكنولوجيا التي باتت في متناول يد الأطفال قبل الكبار، فالحصول على أي معلومة يحتاج فقط لكبسة زر، فالهاتف الجوال، وتطبيقاته المختلفة أصبح يملأ فراغ الناس ويلهيهم عن فتح الكتب، وكذلك عدم تشجيع الأسر أبناءها على القراءة، والمطالعة يساهم في تعمق الأزمة، ومن الأسباب أيضاً ابتعاد المدارس عن الترويج للقراءة، فتستطيع المدرسة بطرقها الخاصة أن تحفّز القراءة لدى الطلبة من خلال إرسال الطلبة إلى المكتبات العامة، ومطالبتهم بإعداد حلقات بحث عن الكتب بعد قراءتها، ومن الأمور التي تبعد المرء عن القراءة ذكرت كليشان الظروف الاقتصادية الهشة التي تعيشها أغلب الأسر، فالبحث عن تأمين لقمة العيش بات له الأولوية في ظل الضائقة الاقتصادية المُعاشة، وطالبت كليشان بأن تلتفت هيئة الثقافة والفن إلى هذا الأمر الخطير وتلجأ إلى البحث عن الحلول من خلال حث وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة والمقروءة على تشجيع الناس على القراءة، وتقيم المزيد من معارض الكتب في كافة المدن، وتلجأ إلى تنظيم فعاليات محفّزة على القراءة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الهجمات، والغزو الثقافي الذي يستهدف وجودنا.