المكان الذي حوّله داعش إلى ظلام أجدر بإقامة محكمة دولية عليه

حوّل حياتهم إلى ظلام دامس، مارس عليهم أشدّ أنواع العذاب دون رحمة أو شفقة، فدّمر، وقتل، ونهب، وهجر.. وأمدت لحظاتهم بالجحيم. واليوم من المكان نفسه الذي شعشع بالنور؛ يناشدون المجتمع الدولي بمحاسبة هؤلاء المجرمين… إنهم أبناء شمال وشرق سوريا الذين عانوا الويلات تحت ظلم مرتزقة داعش أثناء سيطرته على مناطقهم، واليوم يتوقون إلى إنشاء محكمة دولية على أراضيهم لمحاسبة معتقلي داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية….

مركز الأخبار ـ يتمسك أهالي وإدارة شمال وشرق سوريا بمطلب إقامة محكمة دولية في مناطق الإدارة الذاتية لمحاسبة معتقلي مرتزقة داعش الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية إبان معاركها ضد المرتزقة، إلا أن المجتمع الدولي لا يتحرك أمام هذا المطلب؛ ما يخلق ردود فعل غاضبة في الشارع الذي يطالب بمحاكمة الدواعش أمام أنظاره.

وفي هذا السياق، يقول أهالي مقاطعة كري سبي (تل أبيض)، إحدى أكثر المناطق التي نالت نصيباً كبيراً من انتهاكات داعش على مدى سنوات من سيطرته على المنطقة، أن داعش ألحق الأذى بهم لذلك هم الأحق والأجدر بمحاكمة المعتقلين من المرتزقة.

يقول المواطن كيلو أحمد، وهو من سكان ناحية سلوك التابعة لمقاطعة كري سبي: “نفذ داعش حكم القصاص بحق أبنائنا وأمام أنظارنا في ساحات هذه البلدة “بلدة سلوك” وكنا عاجزين عن فعل شيء, نُهبت ودُمرت البنية التحتية لمدننا لتصبح مدن أشباح، ليس هنالك شيء سوى السواد، لقد سُبيت نساءنا وتم جلدهن أمام أعيننا”. وطالب أحمد بإقامة محكمة دولية أمام أنظارهم يتم فيها إصدار قرارات وأحكام بحق الذين شردوا أبناء المنطقة وقتلوهم ونهبوا ثرواتها، واختتم حديثه بالقول: “ليس من حق أحد أن يصدر الحكم بحقهم أكثر منا، نحن الأجدر بإصدار الحكم”.

أما ياسر عواد الرهيب، فهو أيضاً من سكان ناحية سلوك؛ تحدث لوكالة أنباء هاوار؛ قائلاً: “أتحدث عن رأيي ورأي جميع السوريين الذين عاشوا تحت ظلم مرتزقة داعش، وأريد إيصاله للمجتمع الدولي وللجهات المعنية بمكافحة الإرهاب, إن ذاك العنصر الذي مارس أبشع الجرائم بحق الإنسانية لا يُحاسب، نحن لا نقبل بهذا، فنحن من تحولت حياتنا إلى ظلام حالك بسببهم، نحن من فقد الأخ أو الوالد أو الجار أو الصديق بسبب ظلمهم”.

وتابع الرهيب قائلاً: “دوار النعيم في مدينة الرقة يشهد على جرائم داعش، فبأي حق سنسامحهم, رأيت بأم عيني طفلاً صغيراً لا يتجاوز عمره العشرة أعوام وهو يتوسل لهم بقوله “عمو لا تقتلني”، فقتلوه بكل وحشية رمياً بالرصاص في رأسه, جعلوني أفقد الذاكرة عندما سجنوني بتهمة التدخين، حيث قاموا برمي أحد السجناء الذين كانوا برفقتي بالرصاص في رأسه، لقد ضربت رصاصة بالقرب من أذني، فكيف سنسامح هؤلاء المجرمين”. وأكّد: “من حقنا الشرعي نحن كمواطنين في شمال وشرق سوريا أن نحاكم من دمر منطقتنا”.

وناشدت المواطنة نجاح خليل الخلف، وهي إحدى نساء مدينة كري سبي (تل أبيض)، بدورها الأمم المتحدة للتحرك وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة مرتزقة داعش المعتقلين في سجون الإدارة الذاتية. وأشارت إلى أن هؤلاء المرتزقة كانوا سبب إلحاق الدمار بسوريا وقتل أهلها كبيراً وصغيراً دون شفقة، لذا يجب محاكمتهم هنا لينالوا الجزاء العادل.