المقاومة والصمود سلاحان رفعهما الأهالي في وجه الاحتلال التركي

قامشلو/ دعاء يوسف –

في ظل مواصلة تركيا المحتلة هجماتها الجوية عبر مسيراتها ضمن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والاستياء الشعبي حيال الصمت الدولي على هذه الهجمات، أكد أبناء المنطقة استمرار مقاومتهم لهذا التصعيد، مطالبين بحظر جوي على سماء المنطقة.

مع عودة الهجمات الجوية التركية المحتلة، واستهداف البنى التحتية، تطول يد المحتل ومرتزقته على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا مع صمت دولي قاتل، فتحوم اليوم الطائرات المسيرة في سماء المنطقة ليلاً ونهاراً، فترتكب أبشع الجرائم والانتهاكات بالجملة بحق أهالي إقليم شمال وشرق سوريا، حيث استهداف المنطقة أصبح شبه يومي، فدب الرعب في قلوب المواطنين.

هذا وقد كرر الاحتلال التركي منذ أيام هجماته على البنى التحتية والمراكز الخدمية، والحيوية في إقليم شمال وشرق سوريا؛ ما سبب انقطاع الكهرباء في العديد من المناطق، حيث خيم الظلام بظلاله على المنطقة إلا أن نور المقاومة، التي يبديها الأهالي في الساحات يبدد غيمة الاحتلال، فقد صدحت حناجرهم مطالبة بإيقاف عدوان الاحتلال التركي، وتكاتفوا منتفضين في وجه العدوان، فيما أصم العالم آذانه لسماع أنين الأطفال، وصرخات أمهات الشهداء بسبب الجرائم، التي يرتكبها الاحتلال التركي بحق شعوب المنطقة.

فكان لصحيفتنا “روناهي” لقاءات مع أهالي مدينة قامشلو، الذين استنكروا استمرار الدولة التركية هجماتها، وارتكابها أبشع المجازر بحق شعوب المنطقة واستباحة سماء روج آفا، وأكدوا في الوقت نفسه أنه لا يمكن كسر إرادة الشعوب المتمسكة بالحرية والعيش الكريم.

ضمير دولي نائم واحتلال تركي جائر

قالت المواطنة “خالصة يونس” من قامشلو: “إن الاحتلال التركي منذ مئات السنين يستهدف الشعوب في المناطق المجاورة له، ويعمل على توسيع أراضيه على حساب غيره، وستبقى هذه المحاولات تلقى رفضاً كبيراً من قبلنا”، مبينةً أن: “الاحتلال التركي يسعى لتصدير أزماته الداخلية إلى الخارج”.

وتابعت خالصة: “يعمل الاحتلال التركي على استهداف الأراضي الآمنة، وقتل الأبرياء، ويريد العالم منا آلا نحرك ساكناً، ونحن نرى أطفالنا وأرضنا وأمننا يسلب منا، العالم يستطيع أن يغلق آذانه على صرخاتنا، ولكن نحن لن نسلم أرضاً سقيت بدماء أولادنا”.

فيما أدانت خالصة استهداف البنى التحتية للمنطقة وعدته أسلوباً إجرامياً تتبعه الدول المحتلة للاستيلاء على المنطقة: “إن تصاعد الهجمات التركية في الفترة الأخيرة، واستهدافها المستمر لنا هو استمرارية لسياسة الاستعمار، فقد احتلت عدة مناطق عنوة، وهي الآن تسعى لتحول المنطقة إلى بؤرة حرب بعد أن حل الأمن عليها”.

وشددت خالصة في ختام حديثها، على ضرورة تحمّل الدول الضامنة مسؤولياتها في حماية إقليم شمال وشرق سوريا، ومحاسبة دولة الاحتلال التركي على جرائمها: “إن الدول، التي دخلت الأراضي السورية لحماية المواطنين، لم تبدِ أي موقف حبال ما يجري، وفضلت الصمت على ما يحدث لنا، معطية الضوء الأخضر لتركيا لترتكب المجازر بحق الأبرياء والعزل”.

وناشدت المواطنة “خالصة يونس” في ختام حديثها منظمات حقوق الإنسان، والعالم، أن يوقظا ضميرهما النائم منذ سنين، لمشاهدة المجازر والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي على المنطقة: “إن عدوان تركيا المستمر عمل جبان، وإن دل على شيء فإنما يدل على عدم قدرة تركيا على مواجهتنا وجهاً لوجه”.

حظر جوي حق وليس مطلباً

فيما أشار المواطن “أمين محمد” من مدينة عفرين المحتلة، إلى أن هذه الأفعال ليست بغريبة على الاحتلال التركي: “إن أفعال الاحتلال ليست

بجديدة علينا، فقد مارست مرتزقة الاحتلال التركي العديد من الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق المحتلة، من تعذيب واغتصاب واختطاف وقتل، فتاريخهم ملوث بالمجازر والانتهاكات، واليوم تمادت تركيا وأصبحت تهاجم المناطق الآمنة بالطائرات المسيرة دون أي رادع”.

وبيَّن أسباب تكرار الهجمات على المواطنين: “تستهدف تركيا منازل المدنيين والمؤسسات المدنية، وهو ما يخالف القانون الدولي، لترهيب السكان ونشر الخوف، وإدخال الهلع في قلوب الأهالي، وإجبارهم على ترك مناطقهم، ولكن أهالي المنطقة خالفوا توقعات أردوغان، وخرجوا للساحات مطالبين بالعدالة”.

وقد زاد على هذا محمد، وهو يشارك أهالي مدينة قامشلو في استنكار هذه الهجمات بالبيانات والمسيرات دون خوف من مسيرات الاحتلال التركي: “كيف للأمم المتحدة والعالم الصمت على ما يجري، فليس من حق الاحتلال قتلنا عنوة دون رادع، ولكننا، نحن شعوب أمنت بالحرية، خرجنا لنكون الرادع لهذا العدوان، فكلنا أيمان بقواتنا ولن نستسلم حتى ننال النصر”.

دعا المواطن أمين محمد في ختام حديثه المجتمع الدولي القيام بواجبه ومسؤوليته الأخلاقية والقانونية لردع الاحتلال التركي: “على العالم إيقاف هذه الهجمات، والقيام بحظر جوي على مناطقنا، التي باتت مباحة للمسيرات التركية، فمن حقنا حفظ أمان مناطقنا، والحظر الجوي ليس طلباً نتمناه من المجتمع الدولي بل حق لنا ونريده”.

المقاومة سبيل لمواجهة الاحتلال التركي

فيما انتقد المواطن يحيى سليمان تخاذل المجتمع الدولي، وصمته جراء ما يجري في شمال وشرق سوريا: “إن الصمت الدولي تجاه ما يحدث من جرائم تركية في المنطقة، يبين لنا أنه شريك في إبادة شعوب المنطقة، وعلى المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان وقف هذه المجزرة الجارية بحقنا”.

ونوه إلى أن شعوب شمال وشرق سوريا قد اتخذت حرب الشعوب الثورية منهجاً لها، للوقوف في وجه الاحتلال وهجماته: “سنقف إلى جانب قواتنا العسكرية والإدارة الذاتية، ونبطل هدف أردوغان في إبادتنا”.

وشدد سليمان على أن استهداف المنشآت الحيوية والبنية التحتية في شمال وشرق سوريا، يرقى إلى مستوى جرائم الحرب: “يبدو أن سكوت الدول عن ردع تركيا سيجعلنا عرضة دائماً للطائرات المسيرة”.

كما أكّد سليمان أنّ أهالي شمال وشرق سوريا سيقاومون، ويظلّون صامدين مهما استخدمت دولة الاحتلال التركي أسلحة ثقيلة في هجماتها: “نحن سنقاوم تركيا، والأطراف المتحالفة والمتواطئة معها”، مختتماً: “هذا الأسلوب ليس بغريب عن دولة اشتهرت بوحشيتها، فاستخدامها المسيرات في الهجوم على المنطقة، دليل دامغ على جبنها، فهي غير قادرة على مواجهتنا، لذلك تحاول النيل من سبل العيش في شمال وشرق سوريا سعياً لإفراغها من سكانها”.