سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المقاتلات بالحسكة: “الانتصار على مرتزقة داعش كان بإرادة المرأة الحرة”

تقرير/ دلال جان –

روناهي / الحسكة – أشارت المقاتلات في الحسكة؛ بأن الانتصار على مرتزقة داعش كان بإرادة المرأة الحرة، وبفكر وفلسفة القائد أوجلان وبنهج الأمة الديمقراطية، وأكدنَ على دور المرأة الريادي في شمال وشرق سوريا على حلِّ الأزمة في سوريا.
 بعد خوض شعوب شمال سوريا غمار الحرب لمدة خمس سنوات ضد أعتى المرتزقة، التي ساندتها قوى إقليمية في المنطقة وخاصةً تركيا التي كانت تسعى إلى إقامة إمبراطوريتها العثمانية لتسيطر على مناطق من سوريا والعراق بهدف نهب ثرواتها واستعباد شعوبها، ووقف المد الديمقراطي الذي يناضل شعوبه من أجله، وكانت لوحدات حماية المرأة الدور الريادي في القضاء على هؤلاء المرتزقة، وسطّرت ملاحم من البطولة والفداء في المعارك ضد هذا الفكر المتطرف، الذي كان يسعى إلى استعباد المرأة أولاً، ومن خلالها استعباد المجتمع برمته، وقد التقت صحيفة روناهي بعدد من مقاتلات وحدات حماية المرأة وعضوة من الأسايش لتعبرنَ عن آرائهن عن الانتصار على مرتزقة داعش، وتحرير شمال وشرق سوريا من رِجسهم.
بطولات وحدات حماية المرأة نالت إعجاب العالم الحر
وفي هذا السياق ذكرت لنا المقاتلة في وحدات حماية المرأة آواز ولات بالقول: ” المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، وتقع على عاتقها حماية مجتمعها إلى جانب الرجل، ولتعرّض قيمنا ومجتمعنا لهجمات المرتزقة، كان لابد من وجود قوة تواجه هذا التطرف، فكانت وحدات حماية الشعب والمرأة هما الجواب على هجمات هؤلاء التكفيريين الذي كانوا يستهدفون المرأة بالدرجة الأولى، من أجل القضاء على إرادتها وإعادتها إلى حياة الظلام والجهل، وهذا ما تجلى في ممارساتهم اللاأخلاقية في المناطق التي احتلوها، حيث تم تحويل المرأة إلى سلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة، وحطموا إرادة المرأة الحرة، وهذا ما لم تقبله المرأة في مناطقنا، ورفعت راية المقاومة والنضال في وجه هذا الفكر المتطرف، واستطاعت المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا أن تحقق الانتصارات عليهم، ونالت إعجاب العالم الحر من خلال بطولاتها، وأصبحت مثالاً يُحتذى به، وقدوةً لكل نساء العالم من أجل حريتها وكرامتها”.
بفكر الأمة الديمقراطية تمكنت المرأة من تحقيق إرادتها
وأشارت في السياق ذاته المقاتلة دلجين زانا بالقول: “لقد عانت المرأة من الحرمان والاضطهاد كثيراً في مجتمعات الشرق الأوسط أكثر من غيرها، لأسباب عديدة منها العادات والتقاليد القديمة الموروثة والسلطة، والنظرة الدونية إليها، حيث تم فرض حالة من العزلة على المرأة الشرقية وإنكار أي دور لها في بناء المجتمع وتطوره، مما جعل هذه المجتمعات تعيش حالة من الفقر والتخلف والجهل؛ لأن المجتمع الذي لا تمتلك  فيه المرأة حريتها يكون مجتمعاً متخلفاً ولا يملك أي من مقومات التطور والتقدم، ومع انطلاقة الثورة في روج آفا والشمال السوري بأفكار قائد الأمة الديمقراطية عبدالله أوجلان، الذي جعل من المرأة القوة الأساسية والمحركة لتطور أي مجتمع وحريته، فكانت المرأة سبّاقة إلى تبني هذا الفكر والانضمام إلى مسيرة النضال، من أجل نيل حقوقها وحريتها، وبالتالي تحقيق الإرادة الحرة لها في تقرير مصيرها، فأسست العشرات من التنظيمات النسائية الخاصة، بها إلى جانب مشاركتها في جميع المؤسسات والهيئات التي تم تأسيسها خلال الثورة في روج آفا وشمال سوريا، وكانت وحدات حماية المرأة القوة الأساسية التي دافعت عن المرأة، ولتمثل الإرادة الحقيقية لها في تقرير مصيرها، حيث رفعت راية المقاومة والنضال في وجه كل أشكل الظلم والاضطهاد الاجتماعي ضد المرأة من جهة، والمقاومة ضد الفكر المتطرف المتمثل بداعش التي هاجمت المنطقة بكل شراسة”.
وتابعت دلجين بأن داعش العدو الأول للإنسانية وخاصةً المرأة، حيث أعلن عن فكره المتطرف إزاء المرأة وتعامل معها على أنها معدومة الفكر والإرادة، وسلب كل ما لديها في المناطق التي سيطر عليها هذا الفكر، وكانت وحدات حماية المرأة القوة الأساسية التي ردت على هذا الفكر المتطرف وحاربته بكل قوة في أكبر عملية انتقام للمرأة ضد هذا العدو على مدى قرون، فكان الانتصار العظيم على هذا العدو والقضاء عليه أكبر إنجاز للمرأة في العالم بأجمعه، وليس للمرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا.
واختتمت دلجين قائلةً: “نهدي هذا الانتصار إلى جميع نساء العالم، ليضاف إلى مقاومة ونضال المرأة من أجل حريتها وحقوقها”.
لا يمكن تجاهل دور المرأة في حلِّ الأزمة السورية
وحول هذا الموضوع بينت عضوة أسايش المرأة أفين أحمد بالقول: “تستطيع المرأة أن تفتخر بنفسها الآن، بعد هذا الانتصار الكبير على المرتزقة ذوي الفكر المتطرف والذين يعادون المرأة في المقام الأول، وكانت لوحدات حماية المرأة الدور الأبرز في القضاء على داعش وفكره المتطرف، فقد كان نضال المرأة من أجل الحرية والديمقراطية شاقاً وطويلاً، وقد توج بالنصر وبإرادتها الحرة تمكنت من تقرير مصيرها ومصير مجتمعها الذي تُعد هي الجزء الأساسي منه، فالمرأة الحرة هي التي تساهم في بناء مجتمع حر ديمقراطي”.
وأردفت أفين بأن الثورة في روج آفا والشمال والشرق السوري والتي سميت بثورة المرأة هي حقيقة ساطعة، لهذا لا يمكن تجاهل دور المرأة في تقرير مصير سوريا، حيث يجب مشاركة المرأة في أي مشروع حل للأزمة السورية، ويجب أن يؤخذ رأيها في الحسبان في معادلة الحل السوري، لأن تجاهل دور المرأة في حل الأزمة السورية سيكون له تداعيات كبيرة على الديمقراطية، وبناء المجتمع الحر.