سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المفقودون والمخفون قسراً… أعقد قضايا الأزمة السوريّة

بدرخان نوري

تعاني عوائل ضحايا الحروب والأزمات الكبيرة حالة صدمة بفقدِ أحد أفرادها حياته، ولكنها سرعان ما تستعيد نمط حياتها الاعتياديّ، إلا أنّ عوائل المخفيين قسراً تعيشُ سلسلة أزمات، وتتأرجح آمالهم ما بين حدين بأقصى درجات التباين، يمكن اختزالهما بكلمتين “الحياة والموت”؛ ذلك لأنّ الإخفاء القسريّ عنوانٌ تندرج في إطاره مختلف التكهنات، وبذلك كان ملف المخفيين قسراً أحد أعقد القضايا التي أفرزتها الأزمة السوريّة، وتتجاوز قضايا النزوح والمخيمات والهجرة، وتستدعي جهوداً كبيرة وتضافر المعلومات لكشف مصير عشرات آلاف المفقودين لدى جميع أطراف النزاع في سوريا.

خارج الحماية القانونيّة

تُرتكب عمليات الاختفاء القسريّ على أيدي وكلاء أجهزة الدولة أو أشخاص يتصرفون نيابةً عنها أو الجماعات المسلحة، مع إصرارهم على رفض الإقرار بذلك وتعمّدهم إخفاء مصير المختفين وأماكن وجودهم، ما يجعلهم خارج مظلة الحماية التي يوفرها القانون لهم. وغالباً تتبع عمليات الاختفاء القسريّ نمطاً معيناً يتمثّل بعدم عرض الضحايا أمام المحكمة واتخاذ إجراءات قانونيّة أو تنظيم تقارير تُثبت ارتكابهم جرائم أو ما يبرر إيداعهم مرافق الاحتجاز السريّة، حيث لا يمكن للمؤسسات القانونيّة أو الإعلاميّة مراقبة أوضاعهم، فيما يتعرضون لسوء المعاملة التعذيب وحتى الموت.

وفقا للإعلان المتعلق بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسريّ، الذي اعتمدته الجمعية العامة في قرارها 133/47 المؤرخ 18/12/1992، يحدث الاختفاء القسريّ عند “القبض على الأشخاص واحتجازهم أو اختطافهم رغماً عنهم أو حرمانهم من حريتهم على أي نحو آخر على أيدي موظفين من مختلف فروع الحكومة أو مستوياتها أو على أيدي مجموعة منظمة، أو أفراد عاديين يعملون باسم الحكومة أو بدعم منها، بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة، أو برضاها أو بقبولها، ثم رفض الكشف عن مصير الأشخاص المعنيين أو عن أماكن وجودهم أو رفض الاعتراف بحرمانهم من حريتهم، ما يجرد هؤلاء الأشخاص من حماية القانون”.

ويُعَرَف الاختفاء القسريّ بثلاثة عناصر متراكمة (حدّدها التقرير A/HRC/16/48/Add.3)، وهي: الحرمان من الحرية ضد إرادة الشخص المعني، وضلوع مسؤولين حكوميين، على الأقل بالقبول الضمني، ورفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده.

نصّ كل من نظام روما الأساسيّ للمحكمة الجنائية الدوليّة، والاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسريّ، التي اعتمدتها الجمعية العامة في 20/12/2006، على أن “الاختفاء القسريّ” يُوصف بجريمة ضد الإنسانيّة عندما يُرتكب ضمن هجوم واسع النطاق أو منهجيّ على أي مجموعة من السكان المدنيين، ولا يخضع بالتالي لقانون التقادم. وجاء في المادة 5 من القرار الأمميّ 133/47 الذي تم اعتماده في 23/11/20210: “تشكل ممارسة الاختفاء القسريّ العامة أو المنهجيّة جريمة ضد الإنسانيّة كما تم تعريفها في القانون الدولي المطبق وتستتبع العواقب المنصوص عليها في ذلك القانون”.

وجاء في تقرير نشره موقع الأمم المتحدة في 30/8/2022 “لقد أصبح الاختفاء القسريّ مشكلة عالمية ولم يعد حكراً على منطقة بعينها من العالم. فبعدما كانت هذه الظاهرة في وقت مضى نتاج دكتاتوريات عسكريّة أساساً، ويمكن اليوم أن يحدث الاختفاء القسريّ في ظروف معقدة لنزاع داخليّ، أو يُستخدم بالأخص وسيلة للضغط السياسيّ على الخصوم”.

وتحيي الأمم المتحدة، سنوياً، اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسريّ، في 30 آب، لتسليط الضوء على محنة مئات الآلاف الذين اختفوا في اثناء النزاعات أو فترات الاضطهاد فيما لا يقل عن 85 بلداً في العالم.

منصةً لأُسر المفقودين في شمال وشرق سوريا

أعلنت رابطة “تآزر” للضحايا، الخميس 6/6/2024، إطلاق منصة تُعنى بشؤون أسر المفقودين في شمال سوريا.

وقال عباس موسى منسق “منصة أسر المفقودين”: إنَّ “المنصة لا تمثل كياناً بحد ذاته، بل تعتبر مساحة للتنسيق وتبادل المعلومات والتجارب”. وأضاف في تصريح لنورث برس، بأنّ المنصة مستقلة في أعمالها وسيتم إدارتها من قبل منظمة “تآزر” ريثما يتم تطويرها ليقوم أعضاؤها بإدارتها.

ويبلغ عدد أعضاء المنصة الجديدة نحو 500 عضواً وعضوة، وستعمل مع أُسر وذوي المفقودين قسريّاً لدى جميع أطراف النزاع في سوريا، وفق موسى. وجاء على موقع منظمة “تآزر” أن المنصة “تتبنى نهجاً مسؤولاً وشاملاً لدعم أُسر المفقودين/ات دون تمييز، مع اعتبار قضية المفقودين/ات كقضية ذات عمق إنسانيّ وبعيدة عن التأثيرات السياسيّة”.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن عز الدين صالح، المدير التنفيذي لرابطة «تآزر للضحايا» قوله إن معالجة قضية المفقودين والمعتقلين والمخفيين قسراً، في النزاعات طويلة الأمد، مثل النزاع السوري المستمر منذ عام 2011، قد تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً، ليقول: «جميع الأطراف متورطة في ارتكاب الجرائم، وعدم تعاونها مع الأسر والمؤسسات والهيئات التي تعمل من أجل الكشف عن مصيرهم، يزيد من التحديات التي تواجه عملنا وعمل المؤسسات الدولية ذات الصلة».

وأكد أن إنشاء “المؤسسة المستقلة” لإجلاء المفقودين التابعة للأمم المتحدة و”منصّة أُسر المفقودين” وغيرهما من الجهود، ثمرة نضال استمر سنوات قادته منظمة “تآزر” مع أسر وروابط جمعيات الضحايا السوريّة وشركائها من منظمات المجتمع المدني، وختم: “يعكس هذا الدور ضرورة استمرار عائلات المفقودين في قيادة الجهود الهادفة للكشف عن مصير أحبائهم. لا بد من استثمار الزخم الدولي الحالي والإرادة السياسية لدعم جهود تلك الأسر السوريّة”.

وجاء إنشاء هذه المؤسسة المستقلة استجابةً لجهود بذلها سوريون من الضحايا والناجين/ات من الاعتقال التعسفيّ والاختفاء القسريّ وعائلات الأشخاص المفقودين/ات، حسبما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعا القرار إلى أن تشمل المؤسسة المستقلة على عنصر هيكليّ يضمن المشاركة والتمثيل الفاعليّن للضحايا والناجين/ات وأسر المفقودين/ات في عمل المؤسسة. كما دعا القرار إلى العمل مع المنظمات النسائيّة وغيرها من منظمات المجتمع المدنيّ على نحو مُنظَّم ومُستدام.

 لجنة المفقودين في شمال وشرق سوريا

أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في 29/8/2023، تشكيل “اللجنة المعنية بالمفقودين في شمال وشرق سوريا”، وذلك استجابة لدعوة من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنّت قراراً في الشأن في 29/6/2023. وقالت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبر بيان، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إنه سوف يتم لاحقاً “الإعلان عن تاريخ بدء عمل اللجنة وكيفية التواصل معها”.

ووفقاً لبيان الإدارة الذاتية “تتكون هذه المؤسسة من لجنة مركزية مركزها مدينة قامشلو، ولجان فرعية في شتى مناطق الإدارة الذاتية”. وأشارت إلى أن: “هذه اللجنة ستقوم بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بالبحث ومتابعة مصير المفقودين من مناطق الإدارة الذاتية، منذ بداية الأزمة السورية لدى أطراف النزاع في سوريا”. وشدد البيان على أن عمليات البحث “ستتم بعيداً عن التمييز على أساس الجنس أو القومية أو الدين أو المذهب”. وفي 7/2/2024 أعلنت دائرة العلاقات الخارجيّة في الإدارة الذاتيّة، أنّ اللجنة ستباشر عملها في 10/2/2024، وقال المحامي خالد عمر الناطق باسم اللجنة المعنية بالمفقودين في شمال سوريا، في 8/2/2024، إنهم يواجهون تحديات كتكوين قاعدة بيانات والوصول إلى مناطق السيطرة الأخرى، وذلك بعد أشهر على الإعلان عن تشكيل اللجنة المعنية بالبحث عن آلاف المفقودين.

وقال المحامي خالد عمر، إنّهم سيكونون على تواصل مع مؤسسة الأمم المتحدة حين تباشر أعمالها في سوريا، وأنّ لجنتهم هي الجهة المختصة في مناطق الإدارة الذاتية والتي ستنسق وتتعاون مع أيّة جهات أخرى سواءً كانت مؤسسات حكوميّة أو غير حكومية، محليّة أو إقليميّة أو دوليّة. وأضاف أنّ التنسيق مع اللجنة الدوليّة سيكون بشكلٍ خاص حول مفقودين في سجون ومعتقلات “حكومة دمشق”. وأضاف: أنّهم سيتواصلون مع قوات سوريا الديمقراطيّة التي تحتجز مرتزقة “داعش” لمتابعة أي معطيات ومعلومات تفيد بالكشف عن مصير المفقودين ممن خطفوهم.

وعن المقابر الجماعية التي وُجدت بعد طرد مرتزقة “داعش”، ذكر الناطق باسم اللجنة بأنهم سيتعاونون مع مؤسسات مختصة بالطب الشرعي والتشريح، آملاً بتجهيز مختبرات مختصة بفحوص الـ DNA وفحص الجثث. وشدد على أنَّ اللجنة بصدد إنجاز قاعدة بيانات كمرحلة أولى، مؤكداً أنّ “ملف المفقودين شائك وقد يستغرق وقتاً طويلاً”.

وتأخذ قضية المفقودين والمخفيين أبعاداً أكثر تعقيداً مع إضافة ملفات المختطفين على يد مرتزقة الاحتلال التركيّ في المناطق التي تحتلها تركيا، ولا تتوفر أرقامٌ واقعية عنهم، فيما تنقل سلطات الاحتلال من وقت لآخر بعمليات نقل سريّة لمعتقلين سوريين إلى أراضيها لتتم محاكمتهم أمام المحاكم التركيّة.

قرارٌ أمميّ لكشف مصير المفقودين والمختفين قسراً

اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتاريخ 29/6/2023، القرار رقم A/77/L.79 القاضي بإنشاء المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا؛ بهدف توضيح مصير الأشخاص المفقودين في سوريا وأماكن وجودهم، وتقديم الدعم الكافي للضحايا والناجين/ات وأسر المفقودين. ودعت الجمعية العامة الدول وأطراف النزاع في سوريا إلى التعاون الكامل مع المؤسسة الجديدة المستقلة التي قضى القرار بإحداثها، طبقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدوليّ.

وصوّتت 83 دولة لصالح قرار إنشاء مؤسسة مستقلة للكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين في سوريا وصوّتت 11 دولة ضده، وامتنعت 62 دولة عن التصويت. وعارضته كل من روسيا والصين، ووصفه سفير حكومة دمشق لدى الأمم المتحدة بسام صبّاغ “تدخلاً صارخاً في شؤون البلد الداخليّة”. وانتقد المندوب المصريّ مشروع القرار وأنّه “لم يقدم إجابات كافية حول آليّة عمل المؤسسة وتعريف مفهوم المفقودين في سوريا”. وأعلن الاتحاد الأوروبي دعمه مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنشاء مؤسسة خاصة للكشف عن مصير المفقودين.

كما علّقت منظمة هيومن رايتس ووتش و100 منظمة حقوقية على مشروع القرار بالقول “إن إنشاء هذه المؤسسة الجديدة التابعة للأمم المتحدة سيكون خطوة مهمة نحو تقديم إجابات طال انتظارها لعدد لا يحصى من العائلات السوريّة التي عانت منذ فترة طويلة من الخسارة وعدم اليقين”. وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى ضرورة دعم إنشائها في تصويت الجمعية العامة، “ينبغي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ضمان تمويلها بالكامل من الميزانيّة العادية للأمم المتحدة، وأن يكون لديها كل الدعم والموارد اللازمة لأداء مهمتها”. ووصفت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا قرار إنشاء المؤسسة بأنّه “تاريخيّ”.

وبحسب تقديرات مختلفة للأمم المتحدة، فإنَّ عدد المفقودين في سوريا منذ عام 2011 يبلغ نحو 100 ألف شخص، لكن هناك مفقودون قبل هذا التاريخ، ويعتقد أنَّ الأرقام الفعليّة أعلى من ذلك.

حِراك دوليّ سابق

أدان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139، الذي تمّ تبنيه في 22/2/2014، عمليات الاحتجاز التعسفيّ للمدنيين وتعذيبهم في سوريا، ولا سيما في السجون ومرافق الاحتجاز، فضلاً عن عمليات الخطف، والاختطاف، والاختفاء القسريّ، وطالب بالإنهاء الفوريّ لهذه الممارسات، وإطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين بصورةٍ تعسفيّة بدءاً بالنساء والأطفال، وكذلك المرضى والجرحى وكبار السن، بما يشمل عاملي “موظفي” الأمم المتحدة والصحفيين. ومع ذلك، لم تُتخذ خطوات ملموسة لتنفيذ هذا الجانب من القرار، وفشلت جولات متعددة من المفاوضات السياسيّة في تحقيقِ أيّ تقدم.

بعد عام 2016، بدأتْ تتشكل روابط الضحايا والناجين/ات وأُسرهم/ن وشرعتْ تأخذ على عاتقها مسؤولية المطالبة بأحبائهم/ن المفقودين/ات. أطلقتْ 10 روابط منها، في وقت لاحق، ميثاق الحقيقة والعدالة الذي أوضح رؤية الضحايا لعدالة قريبة المدى مرتبطة بإجراءات عاجلة مُنقذة للحياة، مثل إطلاق سراح المعتقلين/ات وتحديد مصير المختفين/ات قسريّاً، وعدالة بعيدة المدى مثل جبر الضرر ومحاسبة الجناة. تجسيداً لهذه الرؤية، تمّ إطلاق دراسة حول ضرورة إنشاء آلية مخصصة لكشف مصير المفقودين/ات في سوريا بعنوان “إنّهم بشر، ليسوا أرقاماً“.

وبتاريخ 24/12/2021، صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 228/76 الذي طلب من أمين عام الأمم المتحدة إجراء دراسة بالتشاور مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان حول كيفية تعزيز الجهود، بما في ذلك من خلال التدابير والآليات القائمة، لتوضيح مصير ومكان وجود المفقودين/ات في سوريا، والتعرف على الرفات البشرية وتقديم الدعم لأسرهم/ن.

بعد أشهر، جاءت الدراسة المنشودة لتلبّي تطلعات العائلات، وأوصت بإنشاء مؤسسة معنية بكشف مصير المفقودين وبدعم الضحايا. والتزمت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها 230/77 الصادر بتاريخ 15/12/2022، باتخاذ المزيد من الإجراءات لمعالجة مسألة المفقودين، مع ضمان إشراك الناجين وعائلاتهم في جميع مراحل العمليّة.

في 30/8/2023 وبمناسبة اليوم العالميّ للمفقودين والمخفيين قسراً، شددت منظمة العفو الدوليّة على ضرورة الكشف عن مصير المفقودين في أربع دول عربية (لبنان وسوريا والعراق واليمن).

رابطة تآزر

أُسست رابطة “تآزر” في 11/3/2021، بجهود مجموعة ناشطين في شمال وشرق سوريا؛ بهدف مساندة الأصوات المحلّية من مختلف التوجهات والعمل معهم، وإنشاء منبر ومساحة تساعد الضحايا على تمثيل أنفسهم بنفسهم والمطالبة بحقوقهم. وتعمل الرابطة على توفير مساحة آمنة وموثوقة للضحايا وأسر المفقودين والمختفين قسريّاً للتواصل وتبادل المعلومات والتجارب. كما تعزز الوعي بحقوق الإنسان في حالات الفقدِ الغامض والاختفاء القسريّ، وأهمية المشاركة الفاعلة والقياديّة للضحايا والناجين وأسرهم في مساعي كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.

وتسعى الرابطة إلى تنظيم حملات وأنشطة لرفع الوعي وتعزيز التضامن مع أُسر المفقودين والمختفين قسريّاً في شمال وشرق سوريا، والضغط على المجتمع الدوليّ للتحرك من أجل معالجة هذه القضية وتحقيق العدالة للضحايا.