المعهد العالي للميكاترونيك.. جانب آخر للتعليم والتطور التكنولوجي في جامعة روج آفا

تقرير/ عادل عزيز – 

روناهي/ قامشلو- يعتبر المعهد العالي للميكاترونيك من المعاهد العالمية التي اُفتتحت مؤخراً في إقليم الجزيرة في مدينة قامشلو ضمن جامعة روج آفا, كخطوة ريادية نحو التطور العلمي والتكنولوجي.

تم تأسيس المعهد العالي للميكاترونيك في إقليم الجزيرة بمدينة قامشلو سنة 2019م، وبدأ بتدريس أول دفعة من الطلاب بتاريخ 1-12-2019، ويضم المعهد العالي 14 طالباً من عفرين وكوباني وإقليم الجزيرة، وللمعهد نظام الفصول الدراسية، ولمدة ثلاث سنوات مقسمة على ستة فصول، ومجموع المواد التي يتم تدريسها هي 50 مادة ما بين اختصاص وغير اختصاص.

مصطلح “الميكاترونيك” (Mechatronics) استخدم أول مرة في اليابان من قبل تيتسورو موري Tetsuro) Mori) عام 1969م، وهو كبير المهندسين لشركة يازكاوا (Yaskawa) واستُخدم بعدها في أوروبا قبل أن ينتشر في كل أنحاء العالم.

أغلب المواد التي يتم تدريسها في المعهد هي علمية مقارنةً بالمواد النظرية، وأيضاً معهد الميكاترونيك هي أتمتة الهندسة الميكانيكية، وتعتبر دمج بين أربع أقسام رئيسية للميكاترونيك وهي: الهندسة الميكانيكية والإلكترونية والكهربائية والحاسب الآلي.

“هدفنا إعداد طلبة ذوي قدرات علمية عالية”

وبهذا الخصوص كان لصحيفتنا لقاءً مع الإداري في المعهد العالي للميكاترونيك الدكتور “كسرى حرسان”، والذي أوضح بأن هدف المعهد العالي للميكاترونيك هو تخريج طلبة يتمتعون بخبرات علمية وكفاءات عالية بهدف تصنيع الآلات وأنظمة إنتاج مرنة تكفل الحصول على إنتاجية أعلى أو حسب الطلب، كون معظم الأجهزة والمعدات الحديثة في جميع المجالات الصناعية تتطلب هذه الأقسام، وفي أغلب هذه المجالات تكون هذه الأقسام مدمجة باختصاص واحد ألا وهو اختصاص الميكاترونيك.

مجالات كثيرة للعمل

ويذكر بأن هناك الكثير من المجالات للعمل فيها بعد تخريج الطلبة من المعهد العالي للميكاترونيك ومنها: – المنشآت الصناعية الحديثة – العمل في المخابر الحديثة – العمل على إدارة الورشات المهنية الحديثة – صيانة وإصلاح الأجهزة الحديثة.

تخطي مرحلة الصعوبات

وفي السياق ذاته التقينا مع مدرس مادة الفيزياء للمعهد العالي للميكاترونيك “صبري كنعان رشيد” وهو خريج جامعة حلب منذ عام 2010 م، حيث أوضح لنا بأنه كان هناك بعض الصعوبات من ناحية فهم المواد من قبل الطلاب، فقد كان أساس بعضهم ضعيف بعض الشيء إلا أنهم تجاوزوا هذه المرحلة بعد تدريسهم وإعطائهم المحاضرات ولوحظ استجابة من قبلهم للمعلومات بالشكل المطلوب.

نظام دراسي يقارن بجامعات الهندسة

وتابع رشيد بالقول: “نستطيع القول بأنهم يتَّبِعون في المعهد نظام دراسي ينافس المستوى الدراسي لجامعات الحكومة السورية للهندسة، والمنهاج هو لهندسة الميكاترونيك، وهناك خطط للترقية من مستوى المعهد إلى مستوى الهندسة في المستقبل”.

إنشاء مخبر عملي في العام المُقبل

وأضاف مدرس مادة الفيزياء للمعهد العالي للميكاترونيك “صبري كنعان رشيد” بأنه في البداية كان هناك صعوبة في تأمين المخابر الفيزيائية، وتم تدريس مادة المخابر التي يجب تدريسها بشكل عملي نظرياً، إلا أنه وبجهود إدارة المعهد يتم العمل على تأمين المخابر من قبلهم خلال العام المقبل، بالإضافة لتجهيز مخبر عملي لتنفيذ التجارب للتعليم العملي، وستكون التجارب ما بين ثمانية إلى 12 تجربة بين النظري والعملي.

“التشجيع وراء حُبنا للميكاترونيك”

وفي مقابلة أخرى التقينا مع الطالب في المعهد العالي للميكاترونيك “زكريا دقوري” وهو من أبناء مدينة عامودا، حيث أبدى سعادته وترحيبه بفتح معهد ميكاترونيك بقامشلو، وأشار بأنه يعتبر الأول من نوعه على مستوى إقليم الجزيرة.

وفي بداية حديثه قال: “كان هدفي هو دراسة مادة الإنكليزي وسجلت في المفاضلة أدب إنكليزي والميكاترونيك، وتم اختيار دراسة الميكاترونيك في المفاضلة، ولم أكن أعرف في البداية ما هو معنى ميكاترونيك، ولكن بفضل الأساتذة جعلونا نحب هذا المعهد، ونتخطى الصعوبات والعقبات التي كان تواجهنا بداية الدخول إلى المعهد، وتشجيعهم لنا حببنا أكثر به كونه مميز من حيث التعليم النظري والعملي، ولم نجد أي صعوبة في المواد أو الامتحانات”.

دراسة زاخرة بالمعلومات

وأكمل زكريا دقوري بأن حبه للمعهد جاء بعد مقارنته بجامعات الحكومة السورية، من حيث التكاليف والنظافة ومعاملة الأساتذة مع الطلاب في إعطاء المحاضرات، واعتبار المعهد البيت الثاني لهم كونهم يشعرون براحة نفسية كبيرة، وما حققوه من فائدة دراسية لهم، وأخذ الكم الكبير من المعلومات، كما يوفر التكاليف عليهم مقارنةً بالجامعات الحكومية السورية من ناحية تكاليف السفر والرسومات الجامعية على حد قوله.

التهجير لم يمنعه من إكمال الدراسة

 وفي لقاء آخر التقينا مع الطالب “لوند حج يوسف” وهو مهجر من عفرين، فبعد إكمال دراسته الثانوية بدأ يدرس في المعهد بقامشلو، حيث أكد لنا بأن اختياره لمعهد الميكاترونيك كان من حبه له، وأكثر ما جذبه له هو تعدد المواد في قسم واحد مثل الكهرباء والإلكترون والميكانيك والحاسب الآلي، وتابع يوسف بالقول: “تم تأمين السكن الجامعي لنا من قبل إدارة الجامعة في قامشلو، كما أن أساتذتنا محترفين في إعطاء المحاضرات ولديهم خبرات علمية كافية ونظام الدراسة هنا متقدم كثيراً مما يفتح الباب للكثير من التعلم وأخذ الخبرات”.

واختتم الطالب لوند حج يوسف بتمني النجاح والمزيد من التقدم للطلبة، كما شكر الأساتذة وإدارة المعهد على منحهم فرصة للتعليم والتطور التكنولوجي وتأمين السكن لهم.

يهدف التعليم إلى التأكد من نقل المعرفة العالمية المتطورة والمهمة من جيل إلى آخر، وتنمية المعارف الجديدة، كما أن التعليم يهيئ الطلبة للنجاح في المهن التي تتطلب معرفة ومهارات عالية، ولذلك فإن التعليم المتطور هو الهدف الأساسي لمعاهد التعليم العالي والجامعات.