سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المساج بديل فعال لعلاج آلام أسفل الظهر

محمد صالح حسين –

كشفت دراسة علمية حديثة أن جلسات (المساج ) أو التدليك، قد تكون علاجاً فعالاً لآلام أسفل الظهر، مقارنة بالعلاجات الطبية التقليدية، والتي ينفق عليها العالم ما لا يزيد ١٥٠ مليار دولار سنوياً  .
وتعد مشكلة آلام أسفل الظهر ثاني أكثر المشكلات الصحية مجهولة المصدر، المتعلقة بالأعصاب شيوعاً في العالم، بعد الصداع وفقاً لتقرير الصحة العالمية.
ودائماً ما ينصح الأطباء مرضى آلام أسفل الظهر العلاجات معتادة، تتضمن أدوية لتخفيف الآلام ومضادات التهابات غير ستيروئيدية وحتى الستيروئدية، ومضادات التشنج العضلي والمرخيات، وكذلك علاج فيزيائي عن طريق بعض التمارين الرياضية للظهر، كما يحرصون على تثقيف المرضى حول الأسباب المحتملة لآلام الظهر، وطرق الوقاية منها في المستقبل.
وذكرت الدراسة، الصادرة عن مجلة ( آنلز أوف إنترنال مديسن) أن الكثير من مرضى آلام أسفل الظهر يسعون إلى العلاجات البديلة، لتخفيف الآلام، وأكدت أن التدليك ( المساج) واحد من أكثر البدائل شعبية، حيث يزور مراكز المساج ما يزيد على ١٠٠ مليون سنوياً، أكثر من ثلثهم يبحثون عن طريقة لتخفيف آلام أسفل الظهر ولم تجد الدراسة سوى دلائل طبية محدودة ، تشير إلى الأسباب تخفيف التدليك لآلام الظهر المزمنة ، لكن المرضى أكدوا أن التدليك أكثر فعالية وسرعة من العلاجات الطبية التقليدية ، فضلاً عن آثارها الجانبية على الكبد والمعدة والكلى ويعمل على زيادة ضغط الدم وارتفاع نسبة سكر الدم، ناهيك عن آثارها المدمرة على الهيكل العظمي.
وشملت تلك الدراسات أكثر من أربعمئة شخصاً، في الفئة العمرية بين ٢٠ إلى ٦٥ عاماً، مصاباً بآلام أسفل الظهر مجهولة السبب، تم تقسيم عشوائياً إلى ثلاث مجموعات، ١٣٣ مشاركاُ خضعوا للعلاج بأدوية تقليدية دون تدليك، بينما تلقى ١٣٢ مشاركاً تدليكاً للعضلات والهيكل العظمي.
أما المجموعة الثالثة والأخيرة فقد تلقى أعضاؤها جلسات (الاسترخاء والتدليك) وهو ما يسمى أيضاً ( المساج السويدي) ويهدف إلى إنتاج حالة عمو مريحة.
واستمر العلاج لمدة عشرة أسابيع، خضع فيها المشاركون في مجموعتي تدليك إلى ساعة تدليك مل أسبوع، وبعد ذلك أجابوا على استبيان، يضم أسئلة عن معدل الألم ومدى تكراره من ١٠ أسابيع و٢٦ أسبوعاً، ٥٢ أسبوعاً.
وكشفت الدراسة أن كلا النوعين من التدليك أديا إلى تقليل معدل الألم، وتحسين حركة المرضى؛ من العلاجات المعتادة بعد عشرة أسابيع، وتحسين في الوظائف الحركية للجهاز العظمي ومرونته بعد ٢٦ أسبوعاً من جلسات المساج.
ولم تشر الدراسة فوائد أو الأسباب المؤدية إلى ذلك، لكن الباحثين تكهنوا، بأن التدليك (المساج) يؤدي إلى تحسين في الأنسجة، ويساعد في تحفيز استجابة الجهاز العصبي.
مما أشارت الدراسة إلى احتمال آخر، هو أن تعرض المريض إلى بيئة مريحة للأعصاب، يؤدي إلى التحسن الذي شعر به المرضى في كلا المجموعتين.