المراكز التدريبية مجرد إعلانات فقط؟

قامشلو/ جوان محمد ـ

تعتبر المراكز التدريبية الرياضية من أهم الركائز لاستقطاب المواهب وصقلها وتنميتها، ومن هذا المنطلق الجميع ينتظر خطوة حقيقية من الاتحاد الرياضي على هذا الصعيد، وليس فقط أن تتلخص القضية في المنشورات والإعلان عن فتح مراكز، وعلى أرض الواقع لا مراكز ولا من يحزنون؟.

قد يكون طعم الحقيقة مراً إن قيل ولكن سيبقى أفضل من عدم قول الحقيقة، لا نستطيع أن نخفي أهمية فتح المراكز التدريبية، لدرجة أن الاتحاد هو من قام بالإعلان وعلى فترات عن قرب فتح مراكز تدريبية ومنها التايكواندو والريشة الطائرة في قامشلو، لكن مازلنا ننتظر ترجمة الأقوال إلى أفعال، ولكن متى؟.

لماذا ننشر ونُعلِن عن خطوة لم نتأكد منها أنها ستنفذ؟ لماذا الاتحاد لا يخرج ويشرح الأسباب بعدها في حالة الخطوة لم تتم؟ بالمقابل يُتطلب من الاتحاد الرياضي فتح مراكز تدريبية واستغلال العطلة الصيفية وهذا ما جاء في عددنا السابق من صحيفتنا “روناهي”، وذكرنا أيضاً عن استغلال فرصة تشكيل منتخب لألعاب القوى في إقليم الجزيرة للرجال والسيدات، وذكرنا بأننا سوف نركز في تقرير آخر على أهمية هذه المراكز.

طرحنا في السابق فكرة أن تكون هناك مراكز ويكون رسم التسجيل والانتساب بأسعار رمزية وتكون كراتب بسيط للمدربة والمدرب، لأنه لا يوجد في الوقت الحالي مدربات ومدربين قادرين للتطوع وإن وجِدوا فهم لن يسدوا العدد المطلوب، لذلك أخذ اشتراك رمزي من الأهالي لقاء تسجيل أطفالهم أمر جداً عادي، ولكن الاتحاد الرياضي يرفض الفكرة ليأتينا إذاً بالأفضل.

الاتحاد لا يرحمنا ولا يخلي رحمة الله تنزل علينا

في العطلة الصيفية يكون تواجد الأطفال والمراهقين في المراكز التدريبية أفضل من انتشارهم في الشوارع، والأهالي قادرون على دفع رسوم اشتراك رمزية للعلم فُتحت مراكز ترفيهية خاصة ومن ضمنها فقرات رياضية والتسجيل لكل طفل شهرياً 125 ألف ما عدا المواصلات، وهذا مبلغ كبير ويعني بأن الترفيه والرياضة باتت للأغنياء لذلك تقاضي مبلغ 5000 ل.س من المنضمين للمدرسة أمر عادي جداً ويتطلب الإسراع في تطبيق هذه الخطوة لأنها ستعود بالفائدة على الجميع.

وعلينا ألا ننسى بأن المراكز التدريبية تلعب دوراً هاماً في رفد النجوم والمواهب وصقلها في الوقت نفسه، وخاصةً إنها تستوعب الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، وظهرت تجربة المراكز التدريبية في عام 2017م، وانتهت بعد عام وكانت عبر مشروع صدى بإشراف من جمعية سوريا الأمل بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة.

وتم استغلال الصالات بإستاد شهداء الثاني عشر من آذار من بقامشلو واحتضنت لمدة عام كامل الفئات العمرية للعديد من الألعاب الرياضية مثل: كرة القدم ـ الطائرة ـ السلة ـ الكاراتيه ـ الشطرنج ـ الطاولة ـ وكانت لكلا الجنسين، وكان الختام بأولمبياد رياضية وهي الأولى من نوعها بعد قيام الثورة في سوريا بمدينة قامشلو من قِبل مشروع صدى ولاقت نجاحاً كبيراً.

يتطلب تطبيق الأقوال بالأفعال

وبعد تجربة ناجحة إلى حدٍ ما لجمعية سوريا الأمل في قامشلو بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة عبر مشروع صدى، فنحن نحتاج لتكرار التجربة مع الحفاظ على الاستمرارية وليس فقط الإعلان عنها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بينما على الأرض لم نشهد مراكز يتم دعمها بكل ما يُتطلب، لا وبل منها فقد تم الإعلان عنها، ولم نراها! مثل مركز تدريب التايكواندو في قامشلو في العام الماضي، فقد أعلن الاتحاد الرياضي عن نيته لفتح مركز لتعليم رياضة التايكواندو القتالية، وإلى يومنا هذا لم نشهد هذا المركز؟.

وهنا نسأل لماذا الإعلان عن افتتاح مراكز يبقى بالاسم فقط؟ وإلى متى هذا الأمر؟، فعلى الشاكلة نفسها تسير قضية مركز تدريب الريشة الطائرة في قامشلو، حيث تم الإعلان عن فتح المركز، بينما على أرض الواقع لا مركز ولا من يحزنون! المركز مازال ينتظر إفراغ مشالح الأندية المتواجدة في ملعب شهداء الثاني عشر من آذار حتى يحوّلوها إلى مركز للريشة الطائرة، ولكن متى سوف يحصل ذلك؟ لا أحد يعلم.

إن الإعلان عن فتح مراكز يتطلب الكثير من العوامل لنجاحها، منها تأمين كادر متمكن ومختص، وتقديم الدعم اللازم من المستلزمات الرياضية والتدريبية، والانتباه لقضية الهندام واللباس الموحد، وليس كما شهدنا بعض المراكز التابعة للاتحاد كأنهم في سوق البالة، حيث البعض منهم كانوا يأتون للمركز بلباس غير رياضي حتى، والأهم تهيئة الأجواء المناسبة للتدريب من خلال التدفئة أو الأجواء البادرة طوال فترات التدريب صيفاً وشتاءً، بالإضافة إلى الاستمرارية وعدم توقف هذه المراكز في حال إن افتُتحت بالطبع.