قامشلو/ جوان محمد ـ
مع اقتراب الانتهاء من الموسم الدراسي، وبدء العطلة الصيفية، نُعيد للواجهة الملف السنوي المُعتاد، وكما العادة ليست هناك آذان صاغية ولا جواب!، ملف فتح مراكز تدريبية للألعاب كافة وفي القسمين الشرقي والغربي بمدينة قامشلو إلى متى يبقى طي النسيان؟
الكثير من الأطفال لديهم مواهب رياضية، وهم بحاجة لرعايتها وتنميتها وتطويرها، وهذا الأمر لا يكون إلا عبر المراكز التدريبية، واحتضان الأطفال في الملاعب والصالات الرياضية أفضل من مكوثهم في الشوارع ضمن الأحياء التي تتسم بطابع معماري طيني وعربي كما يُقال، أما من يقطنون الشقق السكنية، فهؤلاء أطفالهم محرمون من اللعب حتى في الشوارع بسبب عدم وجود مساحات للعب غير كرة القدم فقط، حيث أغلب الألعاب الأخرى لا يستطيعون ممارستها إلا عبر مراكز تدريبية وصالات رياضية مخصصة.
وفي حال توفرت مساحات صغيرة قد نشهد مثل ما فعل أطفال في حي القابي في القسم الغربي من مدينة قامشلو، وقاموا بصنع شبكة للعبة الكرة الطائرة واستخدموا كرة القدم للعب بدلاً من الكرة المخصصة للعبة، وحتى تواصل معنا وقتها مع إدراج منشور عن هؤلاء الأطفال أحد مُحبي وخبراء لعبة الكرة الطائرة لرفدهم بكرة للعبة، ولكن الأطفال توقفوا بعد فترة، وعادوا إلى لعبة كرة القدم مجدداً.
المراكز حاجة مُلحّة وضروريّة
وكل ذلك يوحي بأن مناطقنا بحاجة لمراكز تدريبية، وليس فقط بمدينة قامشلو، ولنبدأ من هذه المدينة ونعمم التجربة على باقي المناطق ونؤكد بأن هناك خبرات ومدربين جاهزين للتعاون مع الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة الذي يقع على عاتقه فتح هذه المراكز قبل الجميع، ولكن بسبب تقاعسه اضطرت بعض النوادي لفتح مراكز تدريبية أو بمسمى آخر مدارس رياضية مثل مدرسة الأسايش لكرة السلة، وطبعاً لعبة الكاراتيه تُمارس في صالات رياضية مختلفة في المدينة، ولكن فتح مراكز تدريبية ضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار سوف يستقطب مواهب كثيرة غير المتواجدة حالياً ويمارسونها.
مشروع صدى وإيجابيّته
وبدأت تجربة المراكز التدريبية في عام 2017 من قِبل مشروع صدى الذي كان برعاية منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” وإشراف مباشر من جمعية “سوريا الأمل” وبالتنسيق مع الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، ودامت لعام واحد، وتوقفت وتبخرت الفكرة لسنوات، ولكن لماذا؟
ومع انطلاق مشروع صدى الذي تضمّن فتح مراكز تدريبية رياضية واعتمد على خيرة من المدربين في مدينة قامشلو، وهذه المراكز كانت ضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو، وكانت سابقاً عبارة عن غرف فارغة ومكب للمُخلّفات والنفايات وصالات مغلقة لا يُستفاد منها إلا باستثناء البعض منها.
ورغم أن بداية فتح هذه المراكز كان عام 2017 في شهر آب وسط درجات حرارة مرتفعة، ولكن المتدربات والمتدربين انضموا للمران في هذه المراكز وتحدوا مع مدربيهم كل الظروف الصعبة صيفاً وشتاءً ولعام واحد، وهكذا المئات ابتعدوا عن الشوارع والأمور السيئة والتزموا بتعلّم الرياضة وممارستها.
نقطة هامة نود التركيز عليها بخصوص مشروع صدى ألا وهي جمع كل هؤلاء اليافعات واليافعين من عمر 10 إلى 23 سنة، وتدريبهم على مختلف أنواع الرياضات، والتي كان البعض منها شبه متوقف في إقليم الجزيرة، كان ذلك خطوة رائدة وإيجابية أكثر ما هي سلبية ويتطلب أن نكون إيجابيين وننظر إلى النصف المملوء من الكأس.
وضم مشروع صدى مراكز للألعاب الفردية والجماعية ولكلا الجنسين، وهي “كرة القدم، السلة، الطائرة، الطاولة، الشطرنج، الكاراتيه”، وعلى مدار سنة كاملة تقريباً كانت التدريبات مستمرة واستطاعوا تنمية المواهب وصقلها وإبعاد المتدربات والمتدربين عن مساوئ الشارع، وكانت الخطوة الأولى من نوعها في المنطقة ككل. بعد عام من قضاء الاتفاق المبرم بين الاتحاد واليونيسف وجمعية سوريا الأمل، تأمل الجميع استمرار الخطوة والمشروع، ولكنه توقف ولم يُمدَّد له، ولن نخوض في تلك التفاصيل كثيراً ولكن بعدها نام الاتحاد الرياضي ولم يفتتح المراكز وبقيَ من بقي من تلك المواهب مع الأندية وتبعثر الباقي، وتلك الأحلام التي كان يحملها المتدربون والمتدربات تبخرت بجرة قلم.
وحتى الآن مشروع صدى الرياضي ما زال في ذاكرة الكثيرين ورغم ظهور بعض السلبيات ولكن حمل في طياته لوحات جميلة في استاد شهداء الثاني عشر من آذار وملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو، والذي اختُتم بإقامة أولمبياد رياضية دامت لأسبوع كامل، وكانت في بداية شهر حزيران من عام 2018، وتضمنت سابقة هي الأولى من نوعها، بوجود لاعبين من كلا الجنسين في فريق واحد لألعاب كرة القدم والسلة والطائرة (فرق مختلطة) إلى جانب فرق للذكور وأخرى للإناث، وكانت تلك الأولمبياد الإعلان عن نهاية المشروع، لا تطويره أو تبنيه من قبل الجهات المعنية في الرياضة.
