سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المرأة في ثورة التاسع عشر من تموز.. من تجاوز التحديات إلى قيادة التغيير

روناهي/ منبج –

أشادت الرئيسة المشتركة لمكتب التدريب في المجلس التنفيذي بمقاطعة منبج “زهيدة إسحاق”؛ بدور المرأة في تخطي الذهنية الذكورية والمجتمع، مشيرةً إلى قدرة المرأة على تجاوز التحديات الشخصية والاجتماعية من خلال ثورتها في روج آفا، وتشكيل حركة نسائية ديمقراطية حقيقية في المنطقة
تحرُّر المرأة مرتبط بتحرُّر المجتمعات، لكن الأنظمة الرأسمالية حولت المرأة سلعة، يمكن بيعها وشراؤها. والأنظمة الرجعية عملت على تعزيز العادات والتقاليد لتمنع المرأة من أداء دورها.
أما مع بداية ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، فقد حققت المرأة نجاحاً شاملاً في المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية. وأثبتت رؤيتها وتصميمها في تحقيق تغيير إيجابي في حياة المرأة والمجتمع بأسره من خلال تحديد مصيرها وتأثيرها في صنع القرارات.
تاريخ كفاح المرأة من الظلم إلى النضال
وفي هذا السياق؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الرئيسة المشتركة لمكتب التدريب في المجلس التنفيذي بمقاطعة منبج “زهيدة إسحاق”: “الصراع بين المرأة والرجل هو أحد أقدم أشكال الصراع في التاريخ، حيث تشير الأدلة الأنثروبولوجية إلى أن العالم بدأ بمرحلة السيادة العمومية للمرأة، قبل أن تفقد المرأة هذه السيادة تدريجياً. هذا التراجع في مكانة المرأة ظل مستمراً في ذهنية المجتمعات عبر الحضارات، والأديان المختلفة، حيث لم تنل المرأة حريتها وحقوقها حتى في العصور الحديثة”.
وتابعت: “على الرغم من مساهمات المرأة البارزة في الثورات والنضالات في العالم عموماً والشرق الأوسط خصوصاً إلا أنها لم تنل الحقوق الممنوحة لها إلا مؤخراً في ظل التحولات الديمقراطية، التي شهدها العالم. وفي سوريا تحديداً، دفعت المرأة أغلى الأثمان في ظل الأنظمة المتعاقبة، والفوضى العارمة، حيث تعرضت للقمع والتعذيب والاعتداءات الجسدية والجنسية من الجماعات الإرهابية المرتزقة”.
وأردفت: “هيمنة الرجل على العادات والتقاليد والعلاقات العشائرية والعائلية والمجتمع والدولة، خنق إرادة المرأة وحصر دورها على الطاعة العمياء والإنجاب وخدمة المنزل، ناهيك عن تصاعد مشاكل التعصب الجنسي والقومي والسياسي والاجتماعي والبيئي في شمال وشرق سوريا إلى مستوى لا يمكن المجتمع تحمله، مما دفع المجتمع إلى المطالبة بطرق ديمقراطية للحل”.
وأضافت: “حركة حرية كردستان منذ عام 1980 كان لها إرث نضالي في مجتمع روج آفا، وأحدثت تغييرات اجتماعية وخلقت هوية سياسية للشعب والمرأة. فتحت ثورة روج آفا صفحة جديدة في تاريخ المرأة، فقد تركت النساء منازلهن وشاركن في الثورة، تزامناً مع بدء مقاومة نسائية في كوباني لإرساء حلول للأزمات السياسية والاجتماعية”.
قوة المرأة في تحطيم القيود وبناء المجتمع
وعن دور المرأة النضالي أكدت زهيدة أن: “إرادة المرأة حطمت قوالب الذهنية التقليدية لهيمنة الرجل والاستعمار، وأحيت من جديد علاقاتها مع الحياة والمجتمع والسياسة، حيث كانت النساء رائدات حركة حرية المرأة في شمال وشرق سوريا، ومهما تكن حياة المرأة والعلاقات الوطنية مختلفة لكن كان من الضروري أن تقوم المرأة بالنضال في الجهات كلها”.
وأشارت إلى أن: “هناك أمثلة لها معنى هام في هذا المجال لقد ألهمت بعض الشابات القصص، التي كانت تروى حول المرأة الكردية المقاومة التي تستمد إلهامها من القصص والروايات وكذلك المرأة الثورية في روسيا أو من أنشطة النساء الفلسطينيات والجزائريات في مواجهة الاحتلال”.
وشددت: “نحن نساء قادرات على القيام بكل الأعمال والمهام ونملك المبادرة على تطوير قدراتنا. حكايات الجدات وتجارب الأخريات تثبت أننا نستطيع تفعيل هذه القدرات، فقط نحتاج إلى الإيمان والثقة وإلى خلق مساحات آمنة بأماكن العمل تدعم خياراتنا وتحتضن إبداعاتنا دون تسخيف أو تحطيم أو تخويف؛ لأن الشعور بالأمان شرط من شروط الإبداع”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمكتب التدريب في المجلس التنفيذي بمقاطعة منبج “زهيدة إسحاق” حديثها: “نحتاج لتعميم مبادئ الحماية من أشكال العنف والاستغلال وتبنيها من الأفراد والمؤسسات والمجتمع. نحن نمضي قدماً جنباً إلى جنب مع الجميع لنبني بيوتاً وإعطاء أمل للأجيال القادمة”.