سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المرأة المعلم الأول ومنشئ الحرف والحضن الآمن للغة من الاندثار   

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

إذا قُدِّر لشعب أن يحيا أمجاده الخالدة، وأن يكون تراثه كاملا محفوظا في وعاء لغته الأصلية، فلا بدّ من أناس، يحملون هذا الإرث، ويعلمونه للأجيال من بعدهم، فكانت المرأة الكردية لها الفضل الكبير والهام في الحفاظ على هذه اللغة، عبر العصور، والدهور السابقة، فهي التي علّمت الأجيال لغتهم، وأودعت فيهم حبّ اللغة؛ حتى صارت لغة المناهج في المدارس، والجامعات، ولغة الشعراء والكتاب، فحُقَّ ليوم الخامس عشر من أيار أن يكون اليوم التاريخي للغة الأم؛ بفضل ملهمة الحرف والحفاظ عليه، وهي المرأة المثقفة الواعية.
“اللغة الأم” لم يأتِ هذا المصطلح من فراغ، فالأم هي الرائدة، والمدافعة الأولى عن اللغة، ففي وقت حرم فيه الكرد من النطق بحروف لغتهم الخاصة، مرغمين على العيش في أوطانهم غرباء، لم تتنازل الأم “شيخة رسول عنتر” عن تعليم أطفالها حروف اللغة الكردية.
وترى شيخة، أن تعليم الأولاد لغتهم الأصل، سبب وجود الكرد في هذه الأرض، لأن الحكومات المتعاقبة حاربت اللغة الكردية ومنعت ظهورها وانتشارها؛ فحرمتهم لغتهم، وعاداتهم، وثقافاتهم، ومارست السلطات عليهم أشد أنواع الحبس والظلم آنذاك في محاولات لطمس الهوية الكردية، واقتلاع الجذور الكردية.
وبالرغم من أساليب القمع، والظلم التي عانى منهما الكرد، كان للأمهات في ذلك الوقت دور كبير في الحفاظ على آخر رمق من اللغة الأصلية، فلم تتوقف ألسنتهن عن تعليم أولادهن التكلم بلغة أجدادهم، وهذا ما بينته شيخة: “لقد عشقوا لغتهم، التي تعلموها في صغرهم، واليوم نرى أننا بحفاظنا على هذه اللغة كتبنا تاريخاً جديداً للكرد”.
عانت شيخة الكثير في سبيل الحفاظ على اللغة الكردية، وذلك عندما التحق أولادها بالمدرسة، متسائلين لماذا لا يعرفون حروفا للغتهم كما العربية، ولماذا لا يتعلم رفاقهم لغتهم، كما هم يفعلون: “لقد كان توضيح تلك السياسات كلها لهم في ذلك العمر، أمراً صعباً جداً، فلا يوجد سبب واحد، لمنعهم من تعلم لغتهم، والتحدث بها كغيرهم”.
وتابعت شيخة: “في السابق كانت تتم معاقبة من يتحدث بلغته الأم في المدرسة، وكان هذا من أنواع التعذيب، وبهذه الطريقة كان الأهالي يحرمون من طبيعتهم، التي خُلقوا عليها، وهذا ماكنت أحاول الابتعاد عنه، لذلك لم تغب اللغة الكردية الأصلية، عن أجواء منزلي، وبتلك الطريقة حافظت على لغة أطفالي من الضياع والاندثار”.
لم تندم يوماً أم الشهداء، وأم اللغة الكردية شيخة أنها عرفت أولادها على لغتهم الأصل، وعلقتهم في حب الوطن، فقالت: “أمي كردية، وقد جذبتني إلى الاهتمام والارتباط بلغتي، كما فعلت مع أولادي”، وكلما وقفت شيخة على قبر أولادها، وهي ترى الإنجازات، التي وصلت إليها الثورة، والحرية، التي بدأ يتمتع بها الكرد بجهود شبابها، وحبهم لوطنهم المرتبط بلغتهم الأم، تشعر بالسعادة فما كان بالغد حلماً أصبح حقيقة، واللغة التي كانت حبيسة المنزل أصبحت تشارك اللغات الأخرى شوارع شمال وشرق سوريا.

إكمال مسيرة الأمهات
بعد سنوات عديدة من حظر اللغة، تم إعادة عملية تعليم اللغة الأم في روج آفا، وإرساء قواعدها وأسسها، وتوجه المعلمون المتخصصون من مخمور إلى روج آفا، وبدؤوا بتعليم اللغة الأم، في ذلك الوقت رحب الأهالي بهذا التعليم بحماس كبير، وكان معظمهم قد عانوا من آلام القهر، والإجبار على التحدث بلغة مختلفة عن لغتهم الأم.
وقد التقت صحيفتا أيضاً مع معلمة الأدب الكردي وخريجة اللغة والأدب الكردي من جامعة روج آفا “ناديا علي” والتي حدثتنا عن القيود، التي كبلت اللغة الكردية في الماضي: “لقد كانت اللغة الكردية سابقاً مقتصرة على المشافهة، وذلك لأسباب سياسية من قبل الدول المستعمرة، التي منعت التحدث باللغة الكردية، ومُنعت أن تكون لغة الكتابة، والتعلم للشعب الكردي”.
وتابعت ناديا: “وفي الوقت الراهن ومع بداية ثورة روج آفا، وبفضل دماء الشهداء كان علينا أن نحارب ونناضل بأقلامنا من أجل جعل اللغة الكردية لغة الكتابة، والتعليم، أي اللغة الرسمية في المدارس، وخطونا خطوات عظيمة في سبيل رفع مستوى اللغة الكردية، وتعلم الطلاب الكرد للغتهم الأصل”.
وزادت ناديا: “منذ بداية ثورة الشعوب، ونحن نضع إمكاناتنا في خدمة اللغة الكردية، وذلك لأن اللغة هي الهوية القومية للشعب، ومن حقنا أن نتعلم وندرس بلغتنا مثل جميع شعوب العالم”.
أما فيما يتعلق بدور المرأة، فقد بينت ناديا أن “المرأة لعبت الدور الأساسي في الحفاظ على جذور اللغة، فقد كانت السباقة في تعليم اللغة لأطفالها من خلال أغاني التراث، التي كانت تدندنها الجدات وتناقلتها الأمهات، وتسارعت المعلمات والنساء لتعلم اللغة الكردية، من أجل تعليمها للأطفال في المدارس، وهذا واضح في عدد المعلمات الكبير”، ونوهت: “نحن مدينون لأمهاتنا فقد حافظن على لغتنا من الضياع، وهذا الحب الذي زرعته الأمهات قطفته المرأة في نشر اللغة الكردية؛ لتصبح لغة الكتابة، والتعليم في المدارس والجامعات”.
واختتمت المعلمة ناديا علي حديثها موضحة دور اللغة في تقدم الشعوب: “إن حضارتنا لا تتقدم إلا من خلال اللغة، فلكل أمة حضارة، والأمم التي لا تحافظ على لغتها مع مرور الزمن ستكون من الأمم المنسية”.

لغتنا هي الرابط بيننا وبين تاريخنا
لم يتوقف دور المرأة على تعليم اللغة الكردية، في المدرسة والمنزل والجامعات فقط، فالأم والمعلمة والكاتبة، كلهن سعين إلى إعادة إحياء اللغة الأصلية بحروفها، فسطر قلمهن أسمى معاني الكلمات من مؤلفات شعرية، وقصصية، كما هو الحال مع الكاتبة “بشيرة درويش” التي انتقلت من الكتابة باللغة العربية إلى الكردية، وقد ألفت ثلاثة كتب باللغة الكردية، شرحت فيها ما عانى منه الكرد، وعرفت المجتمعات على الثقافة الكردية، وجمال كلماتها، وحروفها.
وفي يوم اللغة الكردية ترى بشيرة أنه “بالرغم مما وصل له الأدب الكردي، ما زلنا في أول الطريق، فلم يكن مسموح لنا التحدث بلغتنا، بل أن فولكلورنا وثقافتنا الكردية بقيتا قيد الكتمان، ومع قيام ثورة روج آفا دخل شعاع الأمل إلى المجلدات، التي كتبها الكتاب في الخفاء لتبصر تلك الأوراق، والكلمات النور”.
وكتبت بشيرة بالكردية منذ سنوات إلا أنها كانت ترى ضعفاً في لغتها الأم، حتى طبعت أول كتاب باللغة الكردية كاسرة حاجز الخوف: “في ثورة روج آفا حصلت على فرصة جديدة للتعلم والغوص في أعماق هذه اللغة، ونشر كتبي بلغتي الكردية بكل فخر، فوقفت أقرأ ما أكتب بحروف لغتي كأني أعود لبلدي المسلوب مني مرة أخرى”.
وترى بشيرة أن اللغة مثل الأم والأطفال لا يمكن عيش أحدها دون الآخر، لذلك شجعت الكتاب على كسر حاجز الخوف من الكتابة بالكردية كما فعلت، واختتمت الكاتبة بشيرة درويش حديثها متمنية أن يتعرف العالم على الثقافة واللغة الكردية: “في السابق كنا نعاني من ظلم القمع، واندثار للغة، واليوم بيدنا الفرصة لنشر هذه اللغة، والثقافة العريقة، التي تربطنا بجذورنا ووطننا”.
في يوم اللغة الكردية نرى أن المرأة استطاعت بنضالها الحفاظ على لغتها الأصلية في زمن عانت من الاندثار على يد السلطات الحاكمة، واليوم نجد أن هذه اللغة في أوج ازدهارها بفضل كاتباتنا، وشاعراتنا بالإضافة إلى المعلمات اللواتي حملن على عاتقهن تعليم الأطفال لغتهم الأصل، ولا يمكننا أن ننسى الدور الكبير، الذي قدمته الأمهات لمنع قمع اللغة الكردية، والجدير بالذكر أنه حُدّد يوم 15 أيار يوماً للغة الكردية؛ لأنه يصادف تاريخ إصدار أول عدد لمجلة “هاوار” الأدبية الكردية، التي أسسها جلادت بدرخان في دمشق، وصدر عددها الأول في 15 من أيار 1932.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle