المرأة الريفية.. تتغلب على شظف العيش بالعمل

تقرير/ وفاء الشيخ –

روناهي/ قامشلو ـ كانت المرأة على مر العصور ومازالت منتجة في عملها سواء في البيت أو في المجالات الاقتصادية بمختلف أنماطها، فهي المسؤولة عن تربية الأطفال ورعايتهم وتحمل مسؤولية المنزل، وفي الوقت نفسه؛ وإلى جانب دورها كأم وزوجة تقوم بعملها خارج المنزل جنباً إلى جنب مع الرجل، بل وكانت مهامها الإنتاجية تفوق أحياناً مهام الرجل. فنجد أن النساء الريفيات يعملن في الزراعة بكامل فروعها حيث يخرجن مع بزوغ الفجر للعمل في الأراضي حتى تبلغ الشمس أشدَّ حرارتها رغم التعب والمشقة. التقت صحيفتنا بالفلاحة رغدة السامر من مدينة قامشلو؛ قرية «ذبيان» وهي تعمل في الأرض تحت أشعة الشمس الحارة لتدير المنزل وتساهم مع زوجها في الحياة المعيشية، وتأمين لقمة العيش، وحدثتنا قائلة: «مع بداية فصل الصيف تبدأ المواسم الزراعية، ونخرج للعمل في الأراضي كجمع الخضار أو تنظيف الأعشاب الضارة وقطاف القطن، والعديد من الأعمال الأخرى، البعض منا يعملن في أرضهن بغية توفير مصاريف التي تُدفع لعمال وأخريات لا يمتلكن أرضاً فيعملنّ باليومية في أراضي الآخرين، وأنا الآن أعمل وعائلتي في أرض حجمها مئة دونم مقابل مبلغ مالي يسد بعض احتياجاتنا المعيشية، وأخرج منذ الصباح الباكر إلى الأرض، وأبدأ بتنظيف الأعشاب الضارة حتى الظهيرة، لأعود لطفلي الصغير الذي يبلغ من العمر سنتين، وأحضر ما تيسَّر من الطعام لعائلتي، وفي بعض الأحيان نعود للعمل بعد تناولنا الطعام مباشرةً لأن صاحب الأرض يحدد لنا فترة إنجاز العمل، وأشعر بالتعب الشديد عندما لا يكون هنالك استراحات، وعلى الرغم من كل ذلك أتحمَّل الجهد والإرهاق لرعاية عائلتي».
وبالتالي نجد أن المرأة الريفية يقع على عاتقها الدور الأكبر في الزراعة وتبذل جهداً كبيراً لتغطية كل واجباتها، وفي الوقت نفسه تعمل خارج المنزل لتوفير لقمة العيش، ولها قدرة إنتاجية تذهل الرجال، فالمرأة دائماً مليئة بالنشاط والحيوية، وهي نبراسٌ مضيءٌ للأجيال القادمة.