المدافئ في الشدادي أسعار خياليّة والصيانة أفضل الحلول المتاحة

الشدادي/ حسام دخيل –

مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، يُعدُّ الحصول على مدفأة أمراً حيوياً للسكان في جنوب الحسكة، إلا أن تركيب مدفأة والحصول على الدفء في شمال وشرق سوريا، لا يخلو من المُنغّصات على غرار كل الجغرافية السوريّة.

فإن ارتفاع أسعار المدافئ الجديدة يجعل الأمر صعباً على عددٍ كبيرٍ من السكان حتى على ميسوري الحال منهم، خاصةً في ظل انخفاض الدخل وارتفاع نسبة التضخم على وقع الأزمة الاقتصادية التي تتأثر بها البلاد من أقصاها إلى أقصاها.

ارتفاع رهيب في أسعار المدافئ والمواطن في حيرة

المواطن علاء الخلف /30/ عاماً وهو أب لطفلين وينحدر من قرية الحريري بريف الشدادي، يقول: “هذا العام انتقلت إلى بيتٍ جديد، في السابق كنت أسكن عند أهلي، واليوم أنا مضطر إلى شراء مدفأة لمنزلي، ولكن لهيب أسعار المدافئ التي تعمل على المازوت، وهي الأكثر استخداماً في المنطقة، أسعارها مرتفعة جداً، حيث يصل ثمن الواحدة منها إلى /50/ دولاراً، وهذه تعتبر من الفئة الاقتصادية، فهناك مدافئ يصل ثمنها إلى أكثر من ذلك بكثيرٍ، بحسب الحجم والماركة والجودة”.

ويضيف: “لا أعرف كيف سأجمع ثمنها، فالبرد قد داهمنا ودرجات الحرارة انخفضت كثيراً، والأطفال لا يتحمّلون، والراتب لا يكفي لسد احتياجات المعيشة المرتفعة، ربما سأضطر لشرائها بالتقسيط، فلا خيارات أخرى متاحة، سيرتفع ثمنها عليّ، ولكن سيتقسّم على أربعة أشهر”.

بينما يحملُ المواطن “بسام المناف”، مدفئة قديمة قد ثبّتها على المقعد الخلفي لدراجته النارية، ويحمل أمامه قطع صيانة لها، متوجهاً إلى فني مختص بصيانة المدافئ.

ونشطت هذه المهنة في السنوات الخمسة الأخيرة، بعد انخفاض جودة المحروقات التي تؤثر بشكلٍ كبير على المدافئ من جهة، ومن جهة أخرى بعد الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد على خلفية فرض قيود على سوريا وفرض قانون قيصر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول المناف: “صيانة مدفأة قديمة بمبلغ خمسين أو مئة ألف ليرة سوريّة، أفضل من شراء واحدة جديدة بمليون ليرة، بالنهاية الغاية واحدة وهي الحصول على الدفء في موسم الشتاء، فقد اعتدنا على هذا الأمر طيلة سنوات الأزمة المنصرمة”.

ويضيف: “يبلغ ثمن التنور الجديد للمدفأة /70/ ألف ليرة سوريّة، وتضاف إليها عشرة آلاف ليرة سوريّة أجرة عامل الصيانة، وبذلك تكون المدفأة قابلة للعمل مرةً أخرى”.

بينما يبلغ ثمن البوري الأسود بطول 1 متر نوعية جيدة /24/ ألف ليرة سوريّة، والبوري الأبيض /1/ متر /15/ ألف ليرة سوريّة، وثمن العكس الأسود /15/ ألف ليرة سوريّة، والعكس الأبيض عشرة آلاف ليرة سوريّة، بحسب “فراس العبد الله” وهو صاحب محل لبيع المدافئ ومستلزماتها في مدينة الشدادي جنوب الحسكة.

ويضيف العبد الله: “يتراوح سعر المدافئ من 350 ألف ليرة سوريّة، وهي المدفأة صغيرة الحجم، أو ما يُطلق عليها محلياً اسم “الصوبا الفلاحية”، ويصل إلى المليون ليرة للمدافئ ذات الجودة الجيدة وتحمل اسم ماركات معروفة على مستوى سوريا”.

وأشار إلى الإقبال على المدافئ ذات الفئة السعرية المتوسطة والتي تتراوح أسعارها من 450 إلى 500 ألف ليرة سوريّة، جيد نسبياً، فهي ذات حجم مناسب وجودة جيدة، وتعتبر الخيار الأمثل لغالبية الأهالي في ظل الظروف الصعبة الحالية.

سبب غلاء أسعار المدافئ

وعن سبب ارتفاع أسعارها يقول العبد الله: “إن سبب ارتفاع أسعارها يعود إلى غلاء المواد الأولية الداخلة في تصنيع المدافئ بالإضافة إلى غلاء أسعار المحروقات، وتضاف إليها أسعار الجمركة بالنسبة للمدافئ التي تُصنع في حلب وتدخل إلى مناطق شمال وشرق سوريا، فضلاً عن ارتفاع أجور النقل بعد قرار رفع سعر المحروقات الأخير في مناطق شمال وشرق سوريا”.

وتخصص الإدارة الذاتية 300 لتر من مادة المازوت لكل عائلة بسعر مئة وخمسة آلاف ليرة سوريّة، وتوزع عن طريق المجالس المحلية ولجان المحروقات في كل منطقة.