سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المخدرات فخ آخر لتدمير النساء والشباب في أفغانستان

أكدت “صالحة عبد الله”، إحدى النساء التي أدمنت المخدرات منذ ثماني سنوات بسبب العنف الأسري على أن النساء يستطعن إنقاذ بعضهن من المصائب إن قدمن الدعم لبعضهن.
يعد إدمان المخدرات جانبا خطرا لمعاناة الشباب، والأطفال في أفغانستان خلال العشرين عاماً الماضية، ومن أجل إسكات الشباب الواعي في البلاد، ساعدت حكومة طالبان العصابات على زراعة وإنتاج المخدرات، كما شجعت بعض الشباب على الإدمان عليها.
زراعة المخدرات في أفغانستان تحتل المرتبة الأولى 
وتحتل أفغانستان المرتبة الأولى في العالم بزراعة وإنتاج المخدرات، رغم أن حركة طالبان تدعي أنها تراجعت خلال عامين من حكمها، لكن هذا الادعاء خاطئ، فبحسب الإحصائيات المقدمة لعام 2023، أصبحت أفغانستان من أكبر منتجي المخدرات في العالم، وعندما استولت طالبان على الحكم في البلاد قامت بضرب مدمني المخدرات، الذين كانوا يجوبون الشوارع وبعض الأحياء ليلاً ونهاراً وجمعوهم جميعاً في مكان واحد، وقال الشخص الذي عينته طالبان، ليكون رئيساً لهذه المهمة في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام المحلية الأفغانية “عندما نهاجمهم يموتون جميعاً، وليست مشكلة إذا ماتوا أثناء ضربناهم “.
وفي عام 2019، أعلنت وزارة الصحة الأفغانية أن ما يقرب من 2.5 مليون شخص مدمنين على المخدرات في أنحاء أفغانستان، منهم 850 ألف امرأة، و150 ألف طفل وأغلبية المدمنين هم من النساء والأطفال من شمال وغرب أفغانستان الذين يعيشون في القرى.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات في تقريره لعام 2023 أن عدد مدمني المخدرات في أفغانستان وصل إلى أربعة ملايين. لكن؛ عدد المراكز الصحية في المنطقة اختفى بعد حكم طالبان، والمراكز المتبقية لا تملك المعدات اللازمة لعلاج المدمنين، وتتراوح عائدات طالبان من زراعة وإنتاج المخدرات في عام 2022 ما بين تسعة إلى 14%.
البطالة والفقر سببان رئيسيان للإدمان 
وكان السبب الرئيسي لزيادة الإدمان على المخدرات هو البطالة والفقر، وحاول بعض الشباب الهجرة إلى إيران للحصول على عمل، ولأنهم يواجهون عملاً شاقاً، فإنهم يلجؤون إلى الإدمان للتخفيف من الألم، الذي يشعرون به، أو يتم تشجيعهم من أصحاب العمل، كما تم تشجيعهم من حكومتي كرزاي وغاني وصولاً إلى طالبان.
تقول صالحة عبد الله إحدى النساء، اللواتي أصبحن مدمنات منذ ثماني سنوات “عندما كنت مراهقة كانت لدي صداقة مع إحدى الفتيات، كنت أواجه العنف المنزلي بعد فقدان والدتي، كان أخي وأبي يضربانني بشكل مستمر، كانت صديقتي هي الشخص الوحيد التي كنت أخبرها بكل شيء، وما الذي أواجهه”، لافتةً إلى أنها “في إحدى الأيام شجعتها صديقتها على استخدام “الأفيون” لكي أنسى آلامي، وبعد بضعة أشهر أصبحت مدمنة وكنت أشتري منها المخدرات دائماً”.
وأوضحت أنه بعد عامين اكتشفت أن هذه الفتاة تتعاون مع إحدى العصابات، التي تنتج المخدرات، وكل ما يسعون إليه هو علاج الفتيات المشردات مثلي، وتشجيعهن على الإدمان على المخدرات “أصبحت مدمنة هكذا وأصبحت حياتي أسوأ من ذي قبل”.
وعن كيفية العلاج من الإدمان على المخدرات قالت: “تزوج والدي بعد وفاة والدتي، عندما علمت بإدماني على المخدرات ساعدتني للإقلاع عنه، وأنقذني وجعلت حياتي أفضل، عندها فهمت جيداً أننا نحن النساء، يمكن أن ننقذ بعضنا من المصائب إذا دعمنا بعضنا”.
وكالة أنباء المرأة