قامشلو/ دلير حسن ـ
عادت خطورة المتممات الغذائية للواجهة من جديد عندما فقد شقيقين حياتهما في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، وذلك بعد تناولهما متمماً غذائياً “بروتين” كان مغشوشاً، بحسب ما صرح به عم الشابين.
وتضاربت الأنباء عن الأسباب الحقيقية لوفاء الشقيقين نوار وكرم زيدان في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، ولكن بحسب عم الشابين لصحيفة الوطن المقربة من الحكومة فقد أكد أن أسباب الوفاء ناجمة عن تناولهما لمتمماً غذائياً مزوراً باسم ماركة شهيرة.
تفاصيل الحادثة
وأضاف مأمون زيدان، إنه عند إسعاف الشاب المرحوم نوار إلى مشفى تشرين تم إجراء كافة الفحوصات والتحاليل اللازمة وتبيّن أن لديه أعراض الإصابة بمتلازمة غيلان باريه بشلل أعصاب ويتم علاجه عن طريق البلازما، ولكن للأسف لم يستجب للعلاج، وبعد حوالي 30 يوماً تعرض شقيقه كرم لـ “كريب” أنفلونزا قوية تم إسعافه لمشفى خاص وتم إجراء كافة الفحوصات اللازمة والصور الشعاعية ولم يتبين السبب، ثم تم نقله إلى دمشق وإجراء فحوصات بعدة مشاف عامة وخاصة وبعد تخطيط الأعصاب تم البت بأنها عوارض غيلان باريه، وتم البدء بالعلاج بالبلازما، مع تحسن طفيف.
وتابع قائلاً: لكن عندما تراجعت حالته استشرنا أحد الأطباء المختصين وأعلمناه بأن أخيه توفي بنفس المرض، فجزم بأن المرض لا يعدي ولا بد من استقصاء ما تناولاه من مأكولات أو أي شيء قد يسبب تسمماً غذائياً في الدم، ليقول المرحوم كرم بأنه تناول المتمم الذي تناوله شقيقه قبل فترة من العبوة نفسها، وذكر بأنه تناول ملعقتين بكأس من الحليب على مدى يومين، ليبدأ العلاج الجرثومي ولكن جسده لم يستجب ودخل العناية المشددة وتوفي بعد عدة أيام.
قضية قديمة تتجدد
وتعيد حادثة وفاة الشقيقين نوار (28 عاماً) وهو محامي وكرم (26 عاماً) وهو مهندس، خطورة المتممات الغذائية للواجهة من جديد، وخاصةً مع ارتفاع الأسعار للمواد بشكلٍ عام، مما يستدعي الكثير من الشبان الذين يمارسون رياضة بناء الأجسام للانجرار لتناول مواد رخيصة ومنها تكون باسم ماركة مسجلة وشهيرة، ولكنها مغشوشة.
المتممات الغذائية التي تلزم لمن يمارسون رياضة بناء الأجسام هي ممنوعة في مناطق سيطرة حكومة دمشق، ولذلك يتم تهريبها من العديد من دول الجوار، ومنها لبنان وقبرص وتركيا، وبدون أي رقابة صحية، وعليه لا يعرف المادة الأصلية من المغشوشة، ولذلك أصبح حياة الكثير من الشبان عرضة للموت بسبب غياب الرقابة على البيوتات الرياضية في مناطق حكومة دمشق، في الوقت يزداد عدد من يحبون ممارسة هذه الرياضة لبناء أجسامهم لأسباب كثيرة سوف نأتي لذكرها في سياق التقرير.
وأكدت صحيفتنا “روناهي” في العديد من التقارير السابقة عن خطورة المتممات الغذائية التي يتناولها من يمارسون رياضة بناء الأجسام في مناطقنا، وأن عدم وجود رقابة على البيوتات والمراكز الرياضية أمر بغير مكانه، ويشكل ذلك خطراً حقيقياً على حياتهم في ظل إغراء بعض المدربين لمن هم مسجلين في نواديهم، بمنحهم عضلات بارزة، خلال فترة قصيرة، وذلك عبر إعطائهم متممات بشكلٍ عشوائي، وبدون أي دراية على مخاطر استخدامها وبدون استشارة أخصائيين، لأنه ليس كل من حصل على الشهادات للتدريب في رياضة بناء الأجسام والترخيص للمراكز الرياضية هم مخولين لمنح ممارسي رياضة بناء الأجسام المتممات المطلوبة للجسم وللإنسان على الحصول على جسم ذو عضلات بارزة.
إن البحث عن جسم للتباهي به بعضلات بارزة أمر يعشقه على وجه الخصوص فئة الشباب، وخاصةً مع بلوغ سن المراهقة، ولا يهمهم الطريقة التي يحصلون فيها على هذا الجسم، ولذلك يتردد الكثير من الشبان للتسجيل في الصالات والنوادي الرياضية الخاصة، ولكن يستغل هذا الأمر بعض من المدربين بطرق غير علمية وعملية، وفي إقليم الجزيرة حتى الآن لا رقيب على هذه الصالات، ولكن إلى متى؟.
