“المؤامرة الدولية على القائد أوجلان فشلت بمقاومة الشعب وإرادته” 

كوباني/ سلافا أحمد ـ

أشارت سعاد شيخ دمر، وهي واحدة من النساء اللواتي التقين القائد عبد الله أوجلان: إن للقائد أوجلان فكراً وفلسفة عظيمة، بعيدين كل البعد عن الذهنيات والأنظمة، التي تفرضها السلطات الدكتاتورية الحاكمة على العالم، وأكدت، أن الهدف من العزلة المشددة على القائد أوجلان هي لفصل فكره الحر عن شعبه المطالب بحريته وحرية شعبه المظلوم.

أثناء تواجد القائد عبد الله أوجلان في سوريا منذ الثاني من تموز عام 1979 وحتى التاسع من شهر تشرين الأول عام 1998م حظي المئات من أهالي روج آفا بفرصة اللقاء به، حيث كان القائد أوجلان أثناء تواجده في سوريا ينظم الكثير من الاجتماعات لأبناء روج آفا، لتوعيتهم أكثر حول القضية الكردية وتطورها، وأهمية الوحدة الكردية في أجزاء كردستان الأربعة، وتعريفهم بالمفاهيم السياسية والإبادة الممارسة بحقهم على مر العصور.

فيما لا تزال الذكريات التي تركها القائد عبد الله أوجلان في روج آفا راسخة بذاكرة من رافقه، والتقى به أثناء وجوده في الأراضي السورية في تسعينات القرن الماضي، فبالمؤامرة الدولية على القائد منذ أكثر من 24 عاما لم تتمكن الدول الدكتاتورية أن تنسي الأشخاص الذين التقوا به أثر اللقاء، حيث بقي فكره الحر والديمقراطي وذكرياته الجميلة معروفا ومحفوظا عندهم.

وكان من ضمن الأشخاص الذين يرون أنفسهم محظوظين بالتقائهم بالقائد العظيم عبد الله أوجلان، المواطنة “سعاد شيخ دمر” من مدينة كوباني، عام 1994 في العاصمة السورية دمشق.

فمع انتشار فكر وفلسفة القائد أوجلان الحر والديمقراطي في أجزاء كردستان الأربعة، كانت حصة روج آفا كبيرة، ما جعل للقائد تأثيراً على عائلة المواطنة سعاد شيخ دمر من كوبلك، لتكون منعطفا ببداية مسيرة نضالها في سبيل نشر هذا الفكر الديمقراطي.

الديمقراطية والسلام رسالة القائد

وتقول سعاد في لقاء خاص لها مع صحفيتنا “روناهي”: إن فرصة لقائها بالقائد أوجلان كانت منعطفا تاريخياً في حياتها ومسيرتها النضالية.

لقد انخرطت عائلة سعاد مع الفكر الأوجلاني في أوائل التسعينات، فبدأت رحلة سعاد في معرفتها لنفسها وحقوقها المسلوبة، وبعد عمل دام لأكثر من أعوام في منطقة كوباني، اتجهت سعاد إلى مخيم معصوم قورقماز في لبنان، هي وخمس وعشرون امرأة من بنات جلدها، لتتلقى التدريب الفكري.

وعقب الانتهاء من الدورة التدريبية، التي دامت لشهراً، توجهت سعاد ومع رفاقها إلى العاصمة السورية دمشق، للالتقاء بالقائد أوجلان.

وعن لقائها بالقائد أوجلان تقول سعاد، إنها التقت به عام 1994، وقالت: “بينما كنا في قاعات التدريب في دمشق، وكنا نترقب حضور المدرب، وفجأة دهشنا بمجيء القائد عبد الله أوجلان لإعطائنا الدروس الفكرية، وهنا كانت الصدمة الجميلة، والتاريخية في حياتي”.

 والتي وصفت لحظة التقائها بالقائد أوجلان باللحظة الجميلة، حيث لازال حضوره راسخاً في مخيلتها على مر هذه الأعوام.

وتحدثت سعاد قائلة: “أعد نفسي محظوظة جدا؛ كوني من الأناس القلائل، الذين تمكنوا من رؤية القائد، وقد عشت لحظة الالتقاء به شخصياً”، وأشارت أن: “للقائد أوجلان فكراً وفلسفة عظيمة، بعيدة كل البعد عن الذهنيات والأنظمة التي تفرضها السلطات الدكتاتورية الحاكمة على العالم، بل العكس فلسفة القائد أوجلان تنادي بالحرية، والديمقراطية، والسلام والمحبة، لأطياف ومجتمعات العالم كافة”.

المؤامرة حِيكت للقضاء على الشعب الكردي

وأضافت: “القائد دوماً في نقاشه كان يركز على قضية تحرر المرأة، كان يعدّ حرية المجتمع تكمن في حرية المرأة من العبودية والاستبداد، كان يرى شخصية المرأة الكردية الريادية والقيادية سبل الحياة، وكان هو الأول من طالب بحرية المرأة بشكل عادل وحقيقي”.

ولفتت أن: “فلسفة القائد أوجلان فلسفة عظيمة تعجز عنها الكلمات بوصفها، القائد أوجلان كان دوما يسلط الضوء على حقيقة المرأة وتاريخها، الذي سلبته السلطات الدكتاتورية، والسلطوية”.

وأضافت سعاد: “كان القائد أوجلان يعرف، من النظرة الأولى للإنسان، أماكن الضعف في شخصيته ويعالجها، حيث كان طبيباً وقائداً وجندياً، فقد كان يرى نفسه فدائياً لشعبه، الأمر الذي جعل الشعب يلتف حوله، ويتعلق به، لأنه يعدّ الدواء لجروحنا، التي فعلها أعداؤنا بنا على مر العصور”.

وأكدت، أن انتفاضة القائد أوجلان لم تكن من أجل الشعب الكردي فحسب، وإنما كانت لأجل كافة الشعوب المظلومة والمضطهدة.

وقالت: “كان لفكر وفلسفة القائد أوجلان تأثير كبير على مجتمعات العالم، لأن الناس يرون في فكر القائد أوجلان الحقيقة، والحرية، والديمقراطية الحقيقة، التي كانوا يطلبونها، ولتتمكن تلك السلطات الفاشية من إخماد روح المقاومة والنضال، الذي بدأه الشعب الكردي على خطا فكر وفلسفة القائد أوجلان، والقضاء على تأثيره على العالم، وقد حاكت دولة الاحتلال التركي بدعم من العديد من الدول الأخرى مؤامرة تقضي باعتقال القائد أوجلان”.

وواصلت حديثها: “الهدف من المؤامرة الدولية، التي أحيطت بالقائد أوجلان وتمكنت من اعتقاله في الخامس عشر من شباط عام 1999، هو القضاء على قضية الشعب الكردي ومطالبه، والقضاء على فكر القائد أوجلان عبر حبسه في معتقلاتهم”.

يوم الانتفاضة والمقاومة

وأكدت: “مقاومة الشعب الكردي، الذي عاهد قائده بالاستمرار على خطاه، أفشلت أهداف تلك المؤامرة الدولية، وحوّل الشعب اليوم الأسود لاعتقال القائد أوجلان ليوم عالمي للانتفاضة، والمناهضة ضد دكتاتورية الدولة التركية وأعوانها”.

وأضافت: “بعد معرفة الدول المتآمرة على الشعب الكردي وعلى قائدهم، أن المؤامرة فشلت، ولم يستطيعوا فصل فكر القائد أوجلان عن شعبه في أجزاء كردستان الأربعة، لجؤوا إلى خطة أخرى، وهي فرض عزلة مشددة على القائد أوجلان تمنعه من الالتقاء بذويه، وبمحاميه”.

وأشارت “سعاد شيخ دمر”، إلى أن ممارسات الدولة التركية بحق القائد عبر فرض عزلة مشددة عليه، صُنّفت ضمن جرائم وانتهاكات بحق الإنسانية جمعاء، فتمارس تركيا أفظع أنواع الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الكردي وبحق قائدهم، وسط صمت دولي مخز عار عن الإنسانية.

والجدير بالذكر: أن القائد عبد الله أوجلان تعرض لمؤامرة دولية اعتقل على إثرها، بدأت بخروج القائد من سوريا في التاسع من تشرين الأول عام 1998، ليتم اعتقاله بتواطؤ دولي مشترك في الـ 15 من شباط عام 1999 في العاصمة الكينية نيروبي.