سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المؤامرة الدولية تتجدد على الفكر الديمقراطي بعد 20عام

تركيا شنت عدواناً همجياً على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من شهر تشرين الأول باستهداف المدن والقرى الآمنة التي تحررت من مرتزقة داعش وروَّى ترابها آلاف الشهداء من أبناء المنطقة، في سبيل الحرية والتخلص من ويلات مرتزقة داعش في المنطقة بقيادة قوات سوريا الديمقراطية التي ضمت تحت رايتها كافة الشعوب المقهورة في المنطقة.
توقيت انطلاق العدوان تزامن مع الذكرى العشرين للمؤامرة الدولية لاعتقال القائد الأممي عبد الله أوجلان في التاسع من تشرين الأول عام1998م ولم يكن محض الصدفة، بل كان فيه رسائل متعددة من قبل دولة الاحتلال التركي والدول التي شاركت في العدوان، ونفس التاريخ ولكن من عام 2019م بدأت مؤامرة جديدة ولكن على فكر هذا القائد الأممي الذي جعل من المنطقة آمنة وتعيش كافة الشعوب ضمنها وتؤمن بوحدة المصير وتطبيق فكره الحر التعددي، واليوم نرى هذا الحجم من التآمر من قبل الدول على قضية شمال وشرق سوريا تعيدنا الذاكرة إلى تلك المؤامرة التي انتهت باعتقاله ونقله إلى معتقل انفرادي في قاعدة عسكرية وسط البحر، ولكن السؤال ماهي نتائج المؤامرة الدولية عام 1998م؟؟ الجواب أن هذا الفكر استطاع أن يصل إلى مناطق واسعة من الشرق الأوسط وبل في كثير من أنحاء العالم والتأثير على العالم من بين جدران هذا المعتقل في محاربة الرأسمالية العالمية والمركزية الإقصائية.
وبالعودة إلى المؤامرة الحالية هل ستكون النتائج كما وضعها اللاعبين الأساسين الذي كانوا هم اللاعبين في مؤامرة 1998م، وخاصة الدول التركية التي تنادي بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن حدودها، ولكن الحقيقة هي لا تقاتل قوات سوريا الديمقراطية كقوة عسكرية، ولكن هي تقاتلها من أجل الفكر الديمقراطي الحر التعددي، طبعاً نتائج هذه المؤامرة ستكون أكبر من نتائج المؤامرة السابقة على الصعيد الداخلي فقد شاهدنا مقاومة الكرامة ورص الصفوف على المستوى الداخلي من كرد وعرب وتركمان في صف واحد لدحر العدوان، وتسطير أروع دروس البطولة أمام أقوى جيوش الناتو، أما الصعيد الدولي فقد كان هناك مواقف على الصعيد العربي والاقليمي والدولي ترفض هذا العدوان وتؤكد وقوفها إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، النتيجة الأهم أن هذا الفكر ومن يعتنقه أصبح له مؤيدين بشكل أكبر داخلياً وخارجياً.
مصطفى الخليل