سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

اللغة الكردية مستودع للقيم الاجتماعية ومرآة تعكس الانتماء إلى الهوية..

استطلاع/ غاندي إسكندر –

روناهي/ كركي لكي- أكد مدرسو اللغة الكردية بمناسبة يوم اللغة الكردية أنهم سيحمون لغتهم الأم من خلال إحيائها والتصدي لكل محاولات صهرها.
إن وجود أي أمة أو قومية مرتبط بوجود لغتها، وتعتبر من أغلى الممتلكات، وأبرز ملامح الهوية، وهي التي تضفي على المجتمع طابعه الخاص، وتعد اللغة الكردية أحد أهم اللغات أصالة لأنها قاومت جميع مساعي الحاقدين الذين دأبوا على وأدها منذ فجر التاريخ، وأن ثباتها أمام التحديات الجسام التي تعرضت لها هي التي أثبتت أصالتها، وفي يوم عيدها الذي يصادف الخامس عشر من شهر أيار كانت لنا وقفة مع حماتها ومنيري دروبها وحاملي رسالتها من مدرسيها ومؤلفي ألف بائها.
“إن فقدنا لغتنا فقدنا أحد أهم مقومات وجودنا”
بدايةً لابد من معرفة سبب تحديد يوم الخامس عشر من أيار يوم للغة الكردية، ففي هذا التاريخ منذ ثمانية، وثمانين عاماً وتحديداً في عام ألف، وتسع مئة، واثنين، وثلاثين صُدرت أول مجلةٍ باللغة الكردية تحت مسمى “هاوار” على يد جلادت بدرخان بهذه الكلمات بدأ الكاتب، والأكاديمي اللغوي، ومؤلف كتاب باقة ورد من بستان اللغة الكردية برادوست ميتاني حديثه معنا، وبين ميتاني بقوله: “إن لغتنا مستودع لقيمنا الاجتماعية، ومرآة تعكس انتماءنا لهويتنا وإن فقدنا لغتنا فقدنا تاريخنا، سنفقد وجودنا كشعب، حيث يقول القائد عبد الله أوجلان “لغتنا بدننا علينا أن نحافظ على بدننا”، وكي نكون لائقين بلغتنا علينا حمايتها، وإيقاف محاولات التتريك والتفريس والتعريب”.
مبيناً أن كيفية صونها يتمثل في طريقة انبعاثها من خلال زيادة ممارستها من قبيل إحياء التراث الأدبي الكردي من أمثال شعبية، وحكم السابقين وكتب الأدباء، وتطوير مراكز الأبحاث اللغوية، والمراكز الإعلامية، مؤكداً بأنه حينها سنسد الطريق على أعداء الشعب الكردي الذين إلى الآن يريدون منا أن ننطق ونفكر ونؤلف ونمارس حياتنا بلغتهم على حد تعبيره. 
لغتنا جزء لا يتجزأ من شخصيتنا
وفي السياق ذاته أوضحت مدرسة اللغة الكردية في مدرسة “الشهيد جيا” بكركي لكي نجمة محمد بقولها: “لغتنا جزء لا يتجزأ من شخصيتنا، فبعد ثورة التاسع عشر من تموز “ثورة روج آفا” أستطيع أن أقول، وبكل صراحة أن حلمي الذي طالما راودني منذ نعومة أظفاري أن أكون  ممن يحمون لغتهم من خلالها تدريسها لأحفاد كاوا قد تحقق، فبإمكاني الآن أن أكتب، وأقرأ وأسرح بخيالي، وأتعلم، وأعلّم بلسان أمي”.
وأضافت بأنه قبل ثورة روج آفا كان لها اهتمامات باللغة الكردية من خلال قراءتها لأشعار سيدايي تيريش، وجكر خوين، وغيرهم لكن بعد الثورة الفكرية واللغوية التي تميزت بها ثورة تموز سنحت لها الفرصة أن تتعلم اللغة الكردية بطريقة أكاديمية، وذلك بعد افتتاح معاهد اللغة الكردية تلك المعاهد التي نهلن من ينبوعها، ونقلن ما تعلمنه إلى المدارس.
واختتمت مدرسة اللغة الكردية في مدرسة “الشهيد جيا” بكركي لكي نجمة محمد بالقول: “حقيقةً أقولها أحسست أنني قد ولدت من جديد في اليوم الذي أمسكت فيه الطبشورة وكتبت به أول حرف بلغتي على السبورة”.
“سأصون لغتي من خلال غرسها في أفئدة أطفالنا”
ومن جانبها بينت المدرسة أفين محمود قائلةً: “انطلاقاً من إيماني بأن الحفاظ على اللغة القومية هو السلاح الفعال لمقاومة أجندات الصهر من قبل مغتصبي كردستان اندفعت لتعلم لغتي، وتدريسها في مدارسنا، المدارس التي تحولت من التدريس باللون اللغوي الواحد إلى صرح لتعليم كافة لغات الشعوب الساكنة في شمال وشرق سوريا”.
وذكرت أفين بأن ثورة روج آفا وأفكارها التي حملتها بضرورة تعلم كافة الشعوب بلغتهم جعلتها تحترم التنوع اللغوي، والثقافي لكل الشعوب القاطنة في المنطقة، وقالت: “ثورة روج آفا، ولاسيما ثورتها اللغوية هي التي علمتني كيف أحافظ على الإرث الذي شيده أجدادنا بدمائهم، وأنا بدوري سأنقل وبكل أمانة وصايا جلادت بدرخان وسأصون لغة العاشقين مم وزين من خلال غرسها في عقول وأفئدة أطفالنا”.