الكونفرانس الثاني لاتحاد المثقفين.. نقلة نوعية في مسار الحراك الثقافي

الرقة/ حسين علي –

انعقد الكونفرانس الثاني لاتحاد مثقفي مقاطعة الرقة، تأكيداً لضرورة التغيير وترسيخاً للديمقراطية، ودعماً للثقافة المجتمعية بعد تأسيسه عام 2019 لتوطيد دعائم الثقافة في المجتمع من خلال دورات اتحاد المثقفين في تنظيمات المجتمع الديمقراطي.

تعدٌّ مقاطعة الرقة من أهم المقاطعات في إقليم شمال وشرق سوريا، التي عانت كثيرًا منذ بدء الأزمة في البلاد، وقد تأثرت المنطقة بشدة جراء سيطرة مرتزقة داعش الإرهابي، الذي استمر عدة سنوات، وتركت تلك المرتزقة خلفها دمارًا هائلاً في البنية التحتية، والمجتمع المحلي، ما أثر ذلك على ذهنية وعقول الكثيرين.

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، ظهر دور المثقفين جهة مهمة في إعادة بناء المجتمع، وإعادة الحياة الثقافية إلى المنطقة، واستجابة لهذه الحاجة، تشكل اتحاد المثقفين في مقاطعة الرقة في عام 2019، وهو مؤسسة ثقافية تضم مجموعة من الكتاب والشعراء والفنانين والمفكرين الذين يعملون سويًا من أجل إعادة إحياء الحركة الثقافية والفنية في المنطقة، في سعي لتحقيق أهداف عدة، ولتشجيع الإبداع، والتعبير الثقافي بمختلف أشكاله وتجلياته، وللتواصل الثقافي بين شعوب وفئات المجتمع ومن خلال تنظيم المسابقات الأدبية، والمعارض الفنية، والندوات والحفلات الموسيقية، وتوفير وسائل التعبير الثقافي.

 الحضور اللافت للكونفرانس كان واضحا، وفي ختام أعمال الكونفرانس تم انتخاب هيئة إدارية جديدة عن طريق التصويت المباشر، ضمت “(د. حسين مرعي– ورعد الفاضل – وريم الحمود – وسجى الحمود– وعبد الرحمن الأحمد) وسيتم انتخاب عضوين من ضمن المجموعة؛ لتولي مهام الرئاسة المشتركة.

 وفي هذا الصدد أشار د. حسين مرعي عضو الهيئة الإدارية الجديدة: “شعارنا هو الثقافة، التي هي روح الديمقراطية وذاكرة الشعوب، وسنعمل على منح المثقف الدور الذي يستطيع من خلاله نشر الوعي بين فئات المجتمع كافة، ولأن المثقف هو من يحمل على عاتقه نشر الوعي، ورفض العنصرية، والطائفية، والعرقية، والدينية، ويساهم في نشر المحبة والسلام بين أبناء المجتمع للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر”.

دور اتحاد المثقفين في دعم الثقافة والوعي عند الشباب

يعمل اتحاد المثقفين على دعم الشباب الموهوبين في المجالات الثقافية والفنية، الذين هم ركيزة

 أساسية في بناء المستقبل، وتوفير الفرص والتدريب، كما يهدف الاتحاد إلى تطوير الكفاءات، والمهارات الثقافية للشباب، وتمكينهم من المساهمة في تطوير المجتمع، وإحداث التغيير الإيجابي شعرا ونثرا، وفي المسرح والفن التشكيلي، وفي تأكيد على هذا الدور قال الشاعر سعيد السراج مؤسس منتدى “أقلام رقية”:  “نشجع الجوانب التي تدعم وتساهم في نشر الثقافة، والوعي بين أبناء المجتمع في مقاطعة الرقة، ونحن مع هذا الكونفرانس، الذي يهدف إلى التغيير وتطوير الجانب الثقافي لدى المثقفين في المجتمع وندعم الأساس الديمقراطي الذي يفتح المجال لمشاركة الشخصيات الثقافية الشابة لأخذ الدور الثقافي والابداعي في المجتمع الديمقراطي”.

حماية الآثار والثقافة والموروث الشعبي

يعمل اتحاد المثقفين على الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، بعد أن تعرضت الرقة لتدمير كبير جراء الصراع، ومن خلال رصد وتوثيق التراث والتاريخ المحلي، يسعى الاتحاد إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للشعب السوري في مقاطعة الرقة، ومن خلال المؤتمر الثاني تتجسد القيمة الحقيقية للوعي والأخلاق والثقافة ومن خلال المشاركات والحضور من المؤسسات الثقافية كافة، وحتى الخدمية منها، وبهذا الصدد أكدت الرئيسة المشتركة لاتحاد السائقين في مقاطعة الرقة، آية الحسن: “حضورنا دعم للثقافة والأخلاق المجتمعية، فنحن نبارك انعقاد الكونفرانس الثاني؛ لأنه طريق الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات ونحن على يقين بأن اتحاد المثقفين يسير في طريق الوعي، والتثقيف المجتمعي والمحاضرات والفعاليات، التي يقوم بها اتحاد المثقفين، والتي ستكون منبعا ثقافيا لأبناء المجتمع”.

ولا شك بأن الوصول إلى مجتمع أخلاقي، يتطلب تضافر الجهود والتعاون بين اتحاد المثقفين ولجنة الثقافة والآثار والمثقفين أنفسهم، لبناء مجتمع ديمقراطي مثقف، يساهم في نشر الوعي والصمود الأخلاقي لدى المجتمعات، والمحافظة على الحالة التشاركية المتماسكة لدى الشعب السوري، من خلال تنظيم العمل النقابي والثقافي عن طريق تنظيمات المجتمع الديمقراطي.