الكرد.. حساسية المرحلة وضرورة وحدة الصف

نوري سعيد (كاتب)-

كل الشعوب وحتى القبائل والعشائر في المنعطفات التاريخية المصيرية تتفق وتتحد إلا نحن الكرد اتفقنا على ألا نتفق، بعكس الجميع، وما يثير الاستغراب أنه إذا سألنا أي طرف في الحركة السياسية الكردية السورية، عن رأيه بخصوص وحدة الصف الكردي أجاب بأنه مطلب جماهيري وأن نضالنا السياسي هو من أجل خدمة شعبنا الكردي، ونعمل ليل نهار دون كلل أو ملل لتحقيق هذا الهدف. مطلب وحدة الصف حلم كل كردي في الأجزاء الكردستانية الأربعة، وكل ما يحصل لنا من ويلات سببه التفرق وعدم الوحدة. والسؤال هنا طالما الأمر بهذه الأهمية فلماذا لا يتحقق هذا الهدف؟ يجيبون لسنا المسؤولين عما يحدث من شقاق بل الأطراف الأخرى، وهكذا يُدخلون جماهير شعبنا في دوامة لا يعرف فيها من تصدق.

من هنا نقول: بعد إعلان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عن مبادرته لتوحيد الصف الكردي في سوريا، تأملنا خيراً وشعر الجميع بالنشوة والارتياح، سيما بعد أن تم الاتفاق بين الطرفين المتحاورين، المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، على التوجهات السياسية الداخلية والمرجعية الكردية. وتم فتح مكاتب المجلس الوطني كان من الأسلم المتابعة وعدم ترك بقية المواضيع لفترة طويلة، قد تكون هناك أسباب منطقية تؤخذ بعين الاعتبار، لهذا تم اتباع سياسة خطوة خطوة لأن التوافق وتوحيد الصف الكردي يحتاج لفترة من الزمن، وبالأخص المسائل العسكرية والمالية والانضمام والمشاركة في مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية. كل ذلك من أجل توطيد ودعم المسائل التي تم الاتفاق عليها، وخلق أجواء الثقة المتبادلة والعمل الأخوي المشترك، حتى يشعر كل طرف أنه بحاجة إلى الطرف الآخر، بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة، والاقتناع بأن تحقيق مطالب شعبنا المشروعة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال وحدة الصف وتوافق الرؤى والقرار المستقل، وأنها لا تشكل التهديد لأي جهة، لكن هناك من يعمل على إحداث الهوة بين الطرفين، وبخاصة بعد أن أقدم المجلس الوطني الكردي مع بعض الأحزاب الأخرى، على تشكيل جبهة السلم والحرية في الوقت الذي كانت الحوارات تدور حول كيفية انضمامها إلى الإدارة الذاتية، إضافة إلى موضوع شنكال والطلب التركي من الديمقراطي الكردستاني بالعمل على محاربة حزب العمال الكردستاني.

 وهنا لا بد من التنويه بأنه كلما شعرت تركيا بأي تقارب كردي –  كردي في أي جزء من أجزاء كردستان تحاول دق إسفين في طريق نجاحه، وعلى الحركة السياسية الكردية إفشال المخططات التركية، وإبعاد شبح الاقتتال الأخوي، ومن الضروري انسحاب المجلس الوطني الكردي من الائتلاف الإخواني، لأنه أصبح أداة في يد النظام التركي المحتل يستخدمهم لتحقيق أجنداته ليس إلا، ومجلس سوريا الديمقراطية هدفه العمل على بناء سوريا جديدة ديمقراطية لا مركزية تعددية، وإن حل الأزمة السورية لن يكون إلا بأيادي سورية، وعلى الأرض السورية، وليس في أنقرة وآستانا وغيرها، وعبر حوار سوري – سوري.

وفي الختام: على الأطراف الكردية اتباع الحكمة والتروي للتوصل للقرارات السليمة، لأن أي نزاع في أي جزء كردستاني يؤثر على الأجزاء الأخرى، ويصب في مصلحة أعداء قضيتنا العادلة.