سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الكرد… الرد المناسب في الوقت المناسب

رفيق إبراهيم –

في الآونة الأخيرة ونتيجة مبادرة قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، التي توجت بعقد لقاءات عدة بين جميع الأطراف السياسية الكردية في روج آفا، وكانت اللقاءات إيجابية لتحقيق وحدة الصف الكردي التي أصبحت ضرورة حتمية، وبخاصة أن هناك من يصيد في الماء العكر ويحاول إجهاض أي محاولة لتقريب وجهات النظر الكردية في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية، وبالطبع هذه المحاولات ليست بجديدة وهي مستمرة لإحداث الخلافات بين صفوف الحركة الكردية على المستوى السوري والكردستاني أيضاً. حيث تحاول الدولة التركية المحتلة وبشتى الوسائل الممكنة إحداث شرخ في صفوف الكرد، محاولةً الاستفادة قدر الإمكان من حالة التفرقة التي تعيشها القوى السياسية الكردية، وهذا ليس حكراً على جزء معين من أجزاء كردستان، بل جميع الكرد مستهدفون من هذه الخطط التركية التي تهدف ضرب أي مشروع كردي هدفه وحدة الصف والتقارب.
والدولة التركية لا تخفي عدائها للكرد، وهي تقول علناً بأنها ضد أي مشروع لحصول الكرد على حقوقهم المشروعة والطبيعية كأي شعب يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين، وفي الحقيقة ما أثار انتباهي هو رفض وزير الخارجية التركي داوود أوغلو، المساعي التي تجري الآن بين الأطراف الكردية لتحقيق وحدة الصف، حيث قالها صراحةً بأن المجلس الوطني الكردي لا يمكنه أن يوقع اتفاقاً مع حزب الاتحاد الديمقراطي، ونحن نرفض أي تقارب بينهم ولا يمكننا القبول بأي تقارب بين الطرفين وسنعمل على إفشال أي جهود من أجل وحدة الصف الكردي، وهذا ما أكدناه للمجلس الوطني الكردي، وأن على المجلس أن يفي بتعهداته لنا بخصوص ذلك.
إذاً ماذا ينتظر الكرد أكثر من هذه الصراحة المطلقة من الجانب التركي، وعندما كنا نؤكد بأن الأتراك هم أعداء لأي مشروع كردي وهي لا تفرق بين البارزاني والآبوجي والطالباني، كان البعض الذين يعلمون هذه الحقيقة يرفضون هذا الطرح، لعلها بعض المصالح الشخصية هي التي كانت تقف عائقاً أمام اعترافهم بالحقيقة. الآن وقد توضحت النوايا التركية في ضرب المكتسبات الكردية والتعامل مع الإرهاب والمرتزقة وهي السمة البارزة للنظام التركي، لتستخدمهم ضد المناطق الكردية وما جرى في سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) ليس ببعيد، لذا على الكرد تشخيص الحالة الذي تعاني منه الحركة السياسية الكردية وإيجاد الدواء المناسب وفي الوقت المناسب، قبل فوات الأوان وقبل الندم على ما قد يحصل، والرد المناسب على أوغلو وحكومته المحتلة هو وحدة الصف والوقوف في وجه المخططات التي تستهدف إبادة الكرد، ومشاريعهم الديمقراطية.