الكرة النسائية في أوروبا تنتصر

إعداد/ جوان محمد ـ

---

بعد نجاح بطولة كأس أمم أوروبا لسيدات كرة القدم 2022، وتتويج سيدات إنكلترا باللقب، بعد فوزهن على سيدات ألمانيا بهدفين مقابل هدف واحد، بدأت الكرة النسائية في أوروبا والعالم تتصدر المشهد، في دلالة واضحة لكسرهن وانتصارهن على الذهنية التي كانت ترفضهن وتقلل من شأنهن في عالم كرة القدم.

ويعتبر الزخم الإعلامي والاهتمام الذي لاقته بطولة يورو السيدات وخاصةً في مباريات الأدوار النهائية إنجازاً للكرة النسائية التي كانت تُهمش بشكلٍ كبير، وكانت لا تتساوى مع بطولات الرجال من كافة الجوانب خاصةً المالية والإعلامية منها، ونشرت صحيفتنا العديد من التقارير بهذا الخصوص ومنها مع انطلاق البطولة.

وكانت بطولة كأس أمم أوروبا للسيدات بكرة القدم 2022 والتي أقيمت في إنكلترا بمشاركة 16 منتخباً، عبارة عن ملحمة كروية رائعة استمتعت بها الجماهير الكروية في العالم وخاصةً المباراة النهائية حققت رقماً قياسياً بأوروبا في الحضور الجماهيري والذي بلغ 192ر87 متفرج، وهو أعلى حضور جماهيري لبطولة أمم أوروبا سواء على مستوى الرجال أو السيدات في ملعب ويمبلي.

حضور جماهيري قياسي

وأول إنجاز تحقق هو وصول مبيعات تذاكر المباراة الودية للمنتخب الإنكليزي للسيدات أمام نظيره الأمريكي المحدد وموعدها في تشرين الأول المقبل، إلى 65 ألف تذكرة في أقل من 24 ساعة.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم أعلن عن عودة المنتخب الإنكليزي للسيدات للمشهد مجدداً بعد فوزه بلقب كأس أمم أوروبا (يورو 2022).

وسيواجه أبطال أوروبا نظيرهم الأمريكي بطل العالم يوم 7 تشرين الأول المقبل، وذلك في حال وصل الفريق لنهائيات كأس العالم في أيلول المقبل.

وقال الحساب الرسمي لمنتخب السيدات الإنكليزي عبر موقع تويتر، في رسالة للجماهير “أنتم مذهلون لقد تم بيع 65 ألف تذكرة لمباراة تشرين الأول أمام الولايات المتحدة الأمريكية”.

وتسبب ذلك في عطل بالموقع الإلكتروني الخاص بحجز التذاكر نظراً للإقبال الكبير.

وجاء ذلك بعد حضور 192ر87 متفرج، وهو أعلى حضور جماهيري لبطولة أمم أوروبا سواء على مستوى الرجال أو السيدات في ملعب ويمبلي، حيث فاز المنتخب الإنكليزي على ألمانيا 2-1، ليحقق الفريق أول لقب كبير في تاريخه.

بطلات أوروبا

وسيعود فريق المدربة الهولندية سارينا ويجمان للمشهد الكروي من جديد، حينما يواجه النمسا خارج ملعبه يوم 3 أيلول المقبل في تصفيات كأس العالم.

كما سيواجه منتخب لوكسمبورغ بعد ذلك بثلاثة أيام في ملعب ستوك، ووصلت مبيعات التذاكر للمباراة الأخيرة إلى 20 ألف تذكرة حتى الأسبوع الماضي فقط.

ويتصدر المنتخب الإنكليزي حامل لقب يورو السيدات 2022 ترتيب مجموعته في التصفيات برصيد 24 نقطة من ثماني مباريات خاضها وسيضمن تأهله للمنافسات التي ستقام العام المقبل في أستراليا ونيوزيلندا، في حال تعادله مع النمسا صاحبة المركز الثاني.

وذكر الاتحاد الإنكليزي للعبة أنه في حال اضطر المنتخب الإنكليزي للعب تصفيات الملحق في تشرين الأول المقبل، فإن أي مشجع لديه تذكرة لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية سيكون أمام خيارين أحدهما استعادة أمواله أو منحه الفرصة لشراء تذكرة مباراة الملحق، مشيراً إلى أنه سيعمل في تلك الحالة على الاتفاق مع الاتحاد الأمريكي على موعد جديد.

ولم يلعب الفريقان معاً في ملعب “ويمبلي” أبداً، وجاءت المرة الأخيرة التي التقيا بها تحت قيادة فيل نيفيل المدير الفني السابق للمنتخب الإنكليزي، حيث خسر الفريق 0×2 في عام 2020 في كأس “شي بيلفيز”.

وفي كأس العالم للسيدات في فرنسا عام 2019، فازت الولايات المتحدة على إنجلترا 2-1 في الدور قبل النهائي من البطولة.

سيدات ألمانيا

كما أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم، أن منتخب السيدات سيلعب أولى مبارياته على ملعبه، بعد خسارته نهائي أمم أوروبا (يورو 2022)، في وقت الذروة.

وذكر الاتحاد المحلي أن المنتخب الألماني للسيدات، سيواجه نظيره الفرنسي ودياً، في السابع من تشرين الأول المقبل، على ملعب دريسدن، بحضور 30 ألف متفرج.

وستنطلق المباراة في الثامنة والنصف مساءً (18:30 بتوقيت غرينتش)، وستذاع على الهواء مباشرةً من خلال قناة “إيه آر دي”.

وقالت مارتينا فوس تيكلينبرغ، مدربة المنتخب الألماني للسيدات: “شيء عظيم أن نقدم أنفسنا للجماهير، في المباراة الأولى بعد نهائي اليورو، وفي الوقت المناسب”.

وفازت ألمانيا على فرنسا (2-1) الأسبوع الماضي، في الدور قبل النهائي بأمم أوروبا، قبل أن تخسر المباراة النهائية (2-1) أمام إنكلترا (البلد المضيف) على ملعب ويمبلي.

وأضافت مارتينا تيكلينبرغ: “نسعى لأن نواصل الأداء على هذا المنوال، في ملعب سيكون مكتظاً بالجماهير، وأمام منافس على مستوى عالٍ”.

وتأمل ألمانيا أن تساهم نجاحات الفريق في أمم أوروبا، بالإضافة إلى الأرقام القياسية في المشاهدة التلفزيونية لمباريات السيدات، في دعم كرة القدم للسيدات في البلاد، حيث أن مباريات المنتخب الألماني ودوري السيدات كانت تُنقل في الماضي في أوقات غير ملائمة، وتشهد حضوراً جماهيرياً منخفضاً.

وستكون أولى مباريات المنتخب الألماني، عقب نهائي أمم أوروبا، في تصفيات كأس العالم 2023، أوائل أيلول المقبل، خارج ملعبه أمام كل من تركيا وبلغاريا.

أعربت مارتينا فوس تيكلينبرغ مدربة منتخب ألمانيا، عن أملها في أن تكون مسيرة فريقها نحو نهائي كأس أمم أوروبا للسيدات (يورو 2022) بمثابة دفعة للكرة النسائية في ألمانيا، كما دعت إلى توفير راتب أساسي للاعبات.

وتلقت لاعبات ألمانيا استقبالاً حافلاً لدى عودتهن إلى فرانكفورت.

وأكدت مارتينا فوس تيكلينبرغ أن التحسن الدائم في كرة القدم النسائية ينبغي أن يحدث الآن في أعقاب الاهتمام الكبير الذي حظيت به بطولة يورو 2022.

وقالت “ما نحتاج إليه الآن هو استراتيجيات وتطبيقات واضحة، نحتاج إلى الترويج للمواهب بطريقة أفضل، الانتقال إلى الملاعب الكبيرة وتقديم راتب أساسي في البوندسليغا”.

وتقام مباريات كرة القدم النسائية في ألمانيا على ملاعب صغيرة في حضور نحو ألف مشجع، ولا تقام المباريات في مواعيد مناسبة، ولا يمكن للاعبات الاعتماد على كرة القدم كمصدر رزق.

ولكن مسابقة البوندسليغا للسيدات تشهد بعض التحسينات، وأولها سيكون من خلال مباراة آينتراخت فرانكفورت مع بايرن ميونخ في أيلول المقبل في افتتاح الموسم الجديد، حيث ستقام المباراة على الملعب الكبير لفرانكفورت مع توقعات بحضور 30 آلف مشجع على الأقل.

وأكدت سفينيا هوث مهاجمة منتخب ألمانيا أنه ينبغي وضع الأسس، حتى لا تضطر اللاعبات “للعمل بشكلٍ إضافي بين 30 و40 ساعة أسبوعياً”.

من جانبه دعا هورست هروبيش الذي يتولى تدريب منتخب الشباب الألماني تحت 21 عاماً منذ فترة طويلة، كما سبق له تدريب منتخب السيدات بشكلٍ مؤقت، لتوفير راتب أساسي للاعبات يتجاوز المبلغ الذي اقترحته اللاعبة لينا ماجول خلال كأس الأمم الأوروبية، والمُقدر بين ألفين وثلاثة آلاف يورو.

وأشار هروبيش إلى أن اتحاد الكرة الألماني ينبغي أن يمنح المنتخب الألماني للسيدات المكافأة الكاملة لبلوغ نهائي يورو 2022، والتي تبلغ 60 ألف يورو وعدم الاكتفاء بمنحه 30 ألف يورو، لأن ما حققه الفريق وباقي الفرق في البطولة كان من “طراز عالمي”.

وأوضح سيغفريد ديتريش رئيس لجنة كرة القدم النسائية باتحاد الكرة الألماني، “من الضروري أن تتمكن اللاعبات من العيش من خلال كرة القدم.. لدينا فرصة هائلة لتحقيق ذلك الآن”.

وأشارت ألكسندرا بوب قائدة المنتخب الألماني “بالطبع نأمل حدوث شيء الآن، من الصعب تحقيق قدر أكبر من الصخب، لقد قمنا بواجبنا على أكمل وجه، الآن نعوّل على الأشخاص الآخرين المعنيين بالأمر”.

تصنيف الفيفا

وتقدم منتخب إنكلترا المتوّج حديثاً بلقب كأس أمم أوروبا، إلى المركز الرابع في النسخة الأحدث من التصنيف العالمي لمنتخبات السيدات، التي أعلن عنها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وحلَّ منتخب ألمانيا في المركز الثاني وظل منتخب أمريكا بطل العالم في الصدارة بعد فوزه مؤخراً بكأس أمم أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف).

وتقدم منتخب ألمانيا ثلاثة مراكز إلى المركز الثاني، وتراجع منتخب السويد مركزاً واحداً إلى المركز الثالث، وتقدم منتخب إنكلترا من المركز الثامن إلى الرابع بعد التتويج القاري.

وحل منتخب فرنسا في المركز الخامس، وهولندا في المركز السادس، وكندا في المركز السابع، وإسبانيا في المركز الثامن، والبرازيل في المركز التاسع، وكوريا الشمالية في المركز العاشر.

وأوضح الفيفا أن أربعة منتخبات جديدة دخلت التصنيف العالمي للكرة النسائية، ليرتفع عدد الاتحادات الوطنية الأعضاء بالاتحاد الدولي إلى 185 عضواً، في رقم قياسي.

والمنتخبات الأربعة الجديدة في التصنيف هي كمبوديا المركز 120، تركمانستان المركز 137، تيمور الشرقية المركز 152 وغينيا بيساو المركز 169.

ويعتبر ما يحصل انتصاراً اليوم للكرة النسائية في أوروبا، وقد يتعجب البعض عن كلامنا لا أبداً فالتمييز والعنصرية والتنمر وعدم المساواة والتهميش كان حاضراً وبقوة، وخاصةً من جهة الأجور والمكافأة في البطولات والدوريات الأوروبية والتظاهر بالإنسانية والمساواة بالشعارات في أوروبا، لا يعني بأنه يُطبق حرفياً، وخاصةً في الرياضة، فقد كان التهميش حاصلاً للكرة النسائية بشكلٍ عام، وظهر ذلك من خلال التقرير الذي وردت في وسائل إعلامية كثيرة.