القمة العربية في الجزائر … فرصة العراق لكشف اعتداءات تركيا وإيران وتقوية علاقاته الاقتصادية

في أخر أيامه تسلم رئيس الحكومة العراقية السابق مصطفى الكاظمي دعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لحضور القمة العربية التي يرجح أن يحضرها العديد من الزعماء العرب.

وتعهد الكاظمي وقتها بالعمل على إنجاح القمة العربية المزمع انطلاقها في الجزائر في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

هذا وعُقدت آخر قمة عربية عام 2019 وذلك بعد تأجيلها في عامي 2020 و2021 بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.

وسبق أن أعلنت الجامعة العربية عن الاتفاق النهائي على عقد قمتها في الجزائر في الأول من تشرين الثاني المقبل.

ويتزامن تاريخ انعقاد القمة العربية المقبلة مع ذكرى إحياء “ثورة التحرير” الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي قبل 68 عاماً.

ثائر مخيف

ويقول عضو البرلمان العراقي ثائر مخيف أن “جدول الاعمال سيشهد ملفات صعبة في ظل هذه التغيرات الدولية والاقليمية”.

ويعتقد مخيف خلال تصريحه لوكالة (روج نيوز) بأن “قمة الجزائر هي من أصعب القمم التي تواجه العرب على اعتبار تغير خارطة النظام الدولي والتحديات الاقليمية ثم التحدي المتعلق بمتغيرات سوق الطاقة بسبب الحرب الروسية”.

وأضاف: “سيكون هناك تحد مطروح عن كيفية اجراء بعض الاصلاحات السياسية داخل العالم العربي. من مخاطر هذه القمة أن تقع خلافات حول الزعامة إذ نلاحظ هناك قطر التي تريد الزعامة والسعودية تريد الزعامة ولهذا الاختلاف مخاطره الكبيرة على الوطن العربي”.

ولفت مخيف إلى أن”القمة أما أن يولد معها عالم عربي جديد أو تنشأ عنها مجموعة من الكتل”. ومن المؤكد ان تغير الاحداث المتلاحقة في المنطقة من ترتيب جدول اعمال القمة.

مصادر مقربة من لجنة التحضير للقمة، قالت: “ستة قادة عرب بينهم خمس قادة خليجيين أبلغوا الجزائر، قبل الملك سلمان وولي عهده، بتعذر مشاركتهم في القمة”.

وأضافت المصادر في تصريحات تابعتها (روج نيوز) أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، لن يشارك في القمة، وسينوب عنه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، كما سينوب نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم عن رئيس البلاد محمد بن زايد آل نهيان.

ووفق المصادر، من المرجح أن ينوب وزيرا خارجية سلطنة عمان والبحرين عن السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى آل خليفة، فيما يعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون هو الرئيس السادس عربياً الذي لن يشارك أيضاً.

الفرصة أمام العراق

ويرى الباحث العراقي نبيل جبار التميمي، بأن ”القمة العربية المقبلة في الجزائر ستناقش عدة قضايا اساسية في اجندتها التي بدأت تتوضح قبيل عقدها، منها ما هو سياسي مرتبط بالملف الدائم في القمم المتعقدة ألا وهو ملف القضية الفلسطينية، وايضا القمة تحاول التركيز على مسألة عودة سوريا لأشغال مقعدها في الجامعة العربية وهي رغبة جزائرية ملحة، وايضا ستناقش القمة مسألة التدخلات الايرانية في الشؤون العربية والتي بلا شك ستكون الاضواء مسلطة على الاحداث التي وقعت في العراق ، والاضرار التي لحقت بالعراق من الهجمات والاعتداءات الايرانية والتركية على حد سواء”.

وأضاف التميمي خلال تصريحه لوكالة (روج نيوز) ذلك ستناقش القمة للمرة الأولى طرح مبادرات وستراتيجيات تتعلق بالأمن الغذائي العربي وسبل تطوير التعاون العربي الاقتصادي إذ تمثل هذه الخطوة تطور جديد في عمل القمم العربية في ضوء تطور الاحداث الدولية وانعكاسات ازمة الصراع الروسي – الاوكراني”.

وأشار إلى أن”الأبواب سوف تفتح أمام دول أعضاء الجامعة العربية لطرح مبادرات أو صياغة اتفاقيات ثنائية أو اتفاقيات متعددة الأطراف الغرض منها تطوير وتعزيز التعاون الاقتصادي العربي”.

ويؤكد التميمي أن” القمة فرصة سانحة للعراق للعمل على تقديم مشاريعه او فتح افاق تعاون اقتصادية جديدة مع الآخرين”.