العلاقة بين السلطة والدولة
ويكمل حديثه عن الديمقراطية: “إنّ إنقاذَ الديمقراطيةِ المجتمعيةِ من هذه الغفلةِ غيرُ ممكنٍ إلا بتطويرِ الإداراتِ الذاتيةِ الديمقراطية. وفي حالِ عدمِ مطابَقةِ الإداراتِ الذاتيةِ الديمقراطية مع سلطةِ الدولةِ من جهة، وعدمِ تحريفِها تحت اسمِ الديكتاتوريةِ الشعبيةِ أو البروليتاريةِ من الجهةِ الأخرى؛ فحينها ستَكونُ أقربَ نموذجٍ إلى الحلِّ الصحيح. أي أنّ أرضيةَ الإدارةِ الذاتيةِ الديمقراطيةِ وخصوصيتَها لا تتجسدان في تَدَوُّلِها باسمِ الشعب، ولا في تحولِها إلى مُلحَقٍ بسيطٍ مُرفَقٍ بالدولة، فالمهمةُ التي تقعُ على عاتقِ المجتمع، هي إنشاءُ قوى العصرانيةِ الديمقراطيةِ الخاصةِ به في وجهِ قوى المدنيةِ التاريخيةِ وقوى الحداثةِ الرأسماليةِ المعاصِرة. هذا ويتجسدُ الدورُ التاريخيُّ للعصرانيةِ الديمقراطيةِ في بناءِ ذاتِها ضمن جميعِ الحقولِ الاجتماعيةِ والرقيِّ بمعانيها؛ دون الانصهارِ في بوتقةِ الدولةِ القائمةِ أو التحولِ إلى امتدادٍ مدنيٍّ لها، ودون استهدافِ هدمِ الدولةِ والتطلعِ بالمقابلِ إلى التدول”.
القادم بوست