القائد أوجلان: “يجب أن يحلّ السلام محل الحرب، فالحرب لا تأتي بالحلول”

مركز الأخبار ـ تسعى دولة الاحتلال التركي إلى تصدير مشاكلها وإخفاقاتها الداخلية إلى الخارج عبر إطلاق تهديدات باحتلال مناطق شمال وشرق سوريا وإنشاء منطقة آمنة فيها بحجة حماية أمنها القومي، في الوقت ذاته دعا القائد عبد الله أوجلان إلى إحلال السلام وحل الأزمات العالقة في كل من سوريا وتركيا، بل وفي الشرق الأوسط برمته وذلك عبر رسائله في الآونة الأخيرة.

وأشار أوجلان بأن الحل في شمال وشرق سوريا ليس الحرب، وإنما السلام، وقال: “المسألة لا تحل بسفك الدماء، ونحن مستعدون دائماً للسلام”؛ جاء ذلك في تصريح لشقيق القائد محمد أوجلان لوكالة ميزوبوتاميا، حيث التقى محمد أوجلان بالقائد عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي بمناسبة عيد الأضحى، وذلك بتاريخ الـ 12 من آب الجاري، وعن هذه الزيارة صرح محمد أوجلان، بأنه منذ عام 2016 وإلى الآن لم يلتق بشقيقه قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، سوى ثلاث مرات.

وأوضح محمد أوجلان بأن زيارته الأخيرة والتي كانت بمناسبة عيد الأضحى دامت قرابة ساعة من الزمن، وتابع بالقول: “يتم منعنا بحقنا في زيارة الموجودين بسجن إيمرالي. ولكن؛ بعد الإضرابات العامة عن الطعام، تم تحقيق بعض الحقوق، وعام 2019 عام لا يمكن نسيانه، وبخاصة الفعاليات التي نظمت لإنهاء العزلة”.

وأوضح محمد أوجلان: “تعرضنا لعملية تفتيش قذرة، وجردونا من ملابسنا، أنا في الـ 68 من العمر، وهم يعرفوني جيداً؛ لأنه منذ 20 عاماً وأنا أزور إيمرالي، هذا الأمر غير قانوني ولا يمكن قبوله”.

وعن لقائه بالقائد عبد الله أوجلان، قال: “في كل لقاء كنت أنظر إلى الباب، ولكن هذه المرة طلبوا مني أن أغير اتجاهي، وعندما قدم القائد، استدرت باتجاهه، وسلمنا على بعضنا البعض، وقال لي حينها (لم أكن بانتظاركم)، وكأن ذهابنا كان صدفة، وقلت له بأن المحامين قالوا لنا بأنه بإمكاننا زيارتك في اليوم الثاني من العيد، وسألني القائد عن مجريات الأحداث التي يشهدها الوطن، وأنا قلت له بأن هناك ثلاثة مواضيع، أولها مسألة شمال وشرق سوريا، والثاني الهجمات التي تشن على المنطقة، والثالث المشاكل التي تواجه المؤسسات، بالإضافة إلى الضغوطات التي يتعرض لها الشعب، وقلت له بأن الشعب متلهف لمعرفة وضعك الصحي، وهو قال لي (أنت تراني) بهذه الجملة أجابني”.

وقال محمد بأن القائد عبد الله أوجلان، قال بخصوص شمال وشرق سوريا: “الحرب ليست الحل، فتركيا ستتضرر أكثر، كما أن الشعب الذي يعيش مع بعضه البعض أيضاً سيتضرر، يجب أن يحل السلام، الحرب ليست الحل، وإذا دخلت تركيا الأراضي السورية لن يكون هذا حلاً بالنسبة لها، والصحيح هو أن الحرب ليست جيدة للشعوب. لقد بقيت 20 عاماً في سوريا، وأعرف شعبها بشكل جيد، وأعرف العشائر العربية هناك أيضاً بشكل جيد، وكانت لي علاقات معهم، أوصلوا تحياتي للعشائر العربية والشعب هناك، يجب حل المشكلة عبر الديمقراطية؛ لأن الحرب لا تأتي بالحلول”.

ونوه محمد أوجلان، بأن القائد عبد الله أوجلان، تطرق إلى حل القضية الكردية، وقال: “من أجل حل القضية الكردية نحن نقوم بدورنا، وننفذ المهام التي تقع على عاتقنا، والهجمات التي تشن تحت اسم “المخالب”، تعني الحرب، أي تحرك نحو الحرب، ولكن المسألة لا تحل بسفك الدماء، ونحن مستعدون دائماً للسلام، ونحن دائماً ضد الحرب، يجب أن يحل السلام مكان الحرب”.

وأشار محمد أوجلان بأن القائد تحدث أيضاً عن الوحدة الكردية، وأنه يولي أهمية كبيرة لهذا الموضوع، وقال في هذا السياق: “تركيا لا يمكن أن تحقق أي انتصار بدون باشور كردستان، وبدونه سيكون صعباً جداً، وهذا التحرك  سيكون بمثابة ضربة لوحدة الشعب الكردي، ولهذا يجب أن يتحرك الجميع من أجل تحقيق وحدة الشعب الكردي”.

وقال محمد أوجلان، بأن القائد أوجلان أرسل رسالة إلى حزب الشعوب الديمقراطية أيضاً وقال: “هناك 60 برلماني لكم، وخلال الانتخابات فزتم بالبلديات أيضاً، وقلت المرة الماضية، إذا كنت في الخارج، كنت سأنظف الشوارع، يجب عليهم خدمة الشعب، الشعب سلم إرادته لهم، ولهذا عليهم هم أيضاً أن يخدموا الشعب”.

وفي نهاية حديثه؛ قال شقيق القائد أوجلان محمد أوجلان، بأن القائد عبد الله أوجلان هنأ عموم شعوب الشرق الأوسط وتركيا، والعالم الإسلامي بمناسبة عيد الأضحى.

وحول فكر القائد عبد الله أوجلان في حلّ أزمات الشرق الأوسط؛ أجرت وكالة هاوار للأنباء لقاء مع رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في كري سبي (تل أبيض) كديم إبراهيم.

وعن رسالة أوجلان الأخيرة التي أرسلها مع محاميه في السابع من شهر آب الجاري، قال إبراهيم: “رسالة القائد الأممي عبد الله أوجلان التي وجهها عبر محاميه تؤكد على ضرورة خلاص الشعوب من القتل وويلات الحرب والدمار وإحلال السلام والأمن والاستقرار”.

وفي سياق حديثه عن عداء الدولة التركية المحتلة لمكتسبات الشعب في ثورة روج آفا، قال كديم إبراهيم: “أردوغان يلجأ إلى الأساليب القذرة”.

وأضاف رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في كري سبي: “يخشى أردوغان من الرؤى السياسية والمنهجية التي يقدمها شعوب المنطقة والتي تشمل المواطن والمجتمع والدولة, وتُوحّد شعوب شمال وشرق سوريا, ويخشى من مشروع الأمة الديمقراطية الذي تصدى للمشروع الإخواني، ويخاف أن ينتقل مشروع الأمة الديمقراطية إلى تركيا وأن يصحى الشعب التركي من غفوته وأن ينتقل من مرحلة القومية إلى مرحلة المواطنة”.

ولفت إلى أن تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية سيحل النقاط العالقة فيما بينهم وبين الدولة التركية؛ لما يحققه المشروع من عدالة ومساواة بين الشعوب والأطياف دون تفرقة.

وفي ختام حديثه؛ أكّد رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في كري سبي (تل أبيض) كديم إبراهيم حرصهم على إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار والعالم والشعب التركي الصديق، ونوّه إلى حرصهم على عدم بناء عداوة بين الشعبين التركي والسوري، وحثّ الشعب السوري للتكاتف والوقوف بصف واحد للدفاع عن الوطن ضد الأعداء.