الفيلم السوري “نزوح” يفوز بجائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا الدولي

الفيلم السوري “نزوح”، الذي يروي قصص آلاف السوريين الذين نزحوا من منازلهم خلال السنوات الماضية، حصد جائزة الجمهور في ختام مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، بنسخته الـ 79 الذي أُقيم في إيطاليا، وتسلمت الجائزة مؤلفة ومخرجة الفيلم، سؤدد كعدان.

 جائزة من مهرجان دولي

 منذ أيام كان مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في نسخته الحالية 2022، شهد العرض العالمي الأول لفيلم “نزوح”، والذي يُعرض ضمن مسابقة امتداد الآفاق.

ونال فيلم “نزوح”، السوري جائزة الجمهور في ختام مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، التي أعلنت عن نتائجها السبت المنصرم، والفيلم من بطولة الممثلة السورية كندة علوش، والممثل السوري سامر المصري، إلى جانب هالة زين، نزار العاني، ومن إخراج سؤدد كعدان، وتدور أحداثه حول عائلة محاصرة في إحدى مناطق دمشق، يخوض أفرادها صراعاً حول قرار البقاء، أو الفرار.

وحضر عرض الفيلم في فينيسيا طاقم العمل ومخرجته، ومن المقرر أن يتم عرضه كذلك في لندن، وكوريا، واليابان، ثم ينطلق في عروضه إلى العالم العربي.

وعبّر المصري، بطل الفيلم، عن سعادته بحضوره للعرض الخاص لفيلمه، متمنياً “أن ينال العمل رضا الجمهور، وأن يسعدهم، ويلمسوا الخبرات التي حصلنا عليها وعشناها في هذا الفيلم”، وفق مقابلة مع منصة “سيدتي”، الفنية.

وأضاف المصري، أنه على قدر سعادته بعرض الفيلم في مهرجان فينيسيا، الذي يُعد واحداً من أكبر المهرجانات في العالم، وفي رسالة وجهها المصري للجمهور، قال: “شكراً جزيلاً لكم، ونتمنى أن نراكم قريباً في عرض الفيلم في العالم العربي، لأن الفيلم سوف يتم عرضه في العديد من المهرجانات العالمية، متمنياً أن ينال الفيلم إعجابهم”.

من جانبها، كشفت مخرجة الفيلم سؤدد كعدان، عن تفاصيل اختيار فيلم “نزوح”، للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، مؤكدةً أن “الجميع يسمع عن أن الأفلام السورية ليست محببة لهم حتى لا يكتئبوا أو يحزنوا من مشاهدتها، لكني آثرت في هذا الفيلم أن أقدم عملاً يحبه الجميع ولا يضطرون إلى التفكير مرات عدة قبل مشاهدته.

وأشارت سؤدد كعدان، في لقاء مع منصة “سيدتي”، أثناء مشاركتها بالمهرجان، إلى أن السينما، والدراما السورية ممتعة في حد ذاتها، مضيفةً “لذا أحاول الآن تقديم أفلام سينمائية ممتعة وفي الوقت نفسه نجعل المشاهد يعيش المزيد من الأحاسيس بين الضحك والبكاء والاحتكاك بالشخصية”.

ردود أبطال نزوح

 في المقابل، كتبت الفنانة كندة علوش عبر حسابها على منصة “تويتر”، معلنةً الفوز بالجائزة، ومحتفيةً بجهود فريق العمل: “الحمد لله سعيدة وممتنة بفوز الفيلم السوري نزوح بجائزة الجمهور في مهرجان ڤينيسيا السينمائي.. مبرووك لكل طاقم الفيلم مبروووك للصديقة المخرجة والمؤلفة سؤدد كعدان الجائزة بعد المجهود الجبار مبرووك صديقي الرائع سامر مبروك حلا ونزار.. وكل فرد شارك في صنع هذا الفيلم”.

من جانبه، احتفل الفنان سامر المصري بالجائزة أيضاً، وكتب عبر حسابه الشخصي على منصة “إنستغرام”: “هي ليست كغيرها من باقي التجارب التي خضتها.. ولكن لها طعم خاص طعم يشبه كرز الشام الذي لا يتكرر… نزوح هو كرز الشام وياسمينها ورائحة حاراتها العتيقة… أشكر كل من شارك بالعمل ونحن اليوم نكرم بجائزة الجمهور من مهرجان فينسيا السينمائي العريق”.

قصة الفيلم

 في سياق متّصل، تدور أحداث الفيلم السوري “نزوح” في مدينة دمشق، وذلك من خلال أسرة تقرر البقاء في منطقة محاصرة، حيث يدمر صاروخ سقف منزل الفتاة زينة (هالة زين)، ذات الـ 14 عاماً، لتنام بعدها لأول مرة تحت النجوم، وتقيم صداقة مع عامر (نزار العاني)، الصبي بالمنزل المجاور.

ومع تصاعد العنف تُصِرُّ والدتها هالة (كندة علوش)، على الرحيل وتدخل في صراع مع زوجها معتز (سامر المصري)، الذي يرفض أن يتحول للاجئ ويمنع عائلته من ترك المنزل.

وكان مشروع الفيلم قد حصل على جائزة “باومي”، للسيناريو من برلين، وفي مهرجان “كان” السينمائي، فاز بجائزة تلفزيون “أي أر تي إي”، وجائزة “سورفوند”، ضمن ورشة سينيفونداسيون، كما نال دعماً من تورينو فيلم لاب، ومؤسسة الدوحة للأفلام، معهد الفيلم البريطاني (منحة تمويل الياناصيب الوطني).

الفيلم من تأليف وإخراج سؤدد كعدان، وتم تصويره في تركيا، وهو من إنتاج زجل للإنتاج (سؤدد كعدان)، وبيركلي ميديا جروب (يو فاي سوين)، ويشارك في الإنتاج أكس نيلو (مارك بوردور).)

نبذة عن أبطال الفيلم

الممثلة كندة علوش، ولدت سنة 1982 بمدينة حماة السوريّة، لأب يعمل طبيب وأم مهندسة، درست الأدب الفرنسي بالجامعة قبل أن تنتقل لدراسة النقد المسرحي، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، تزوجت من الممثل المصري عمرو يوسف، سنة .2017

وبدأت كندا علوش، مسيرتها الفنية كمساعدة مخرج في المسرح في عدد من الأعمال المسرحية، ومن بعدها عملت كمساعدة مخرج في السينما في فيلم “المهد”، للمخرج الهولندي هافال أمين، وفيلم “حفلة صيد”، للمخرج نبيل المالح. عملت بشكلٍ مكثف في الدراما السورية حتى عام 2009 في العديد من المسلسلات منها “الاجتياح، أشواك ناعمة، شغف.”

كما وعرفها الجمهور المصري لأول مرة من خلال دورها في مسلسل “أهل كايرو”، ومن خلال دورها القصير في فيلم “ولاد العم” للمخرج شريف عرفة، ومنذ ذلك الحين ظلت تعمل بشكلٍ متوازن بين مصر وسوريا. بجانب التمثيل أخرجت الفيلم الوثائقي “في مهب الريح”، الذي يتناول معاناة العمال السوريين في لبنان، كما أعدت وساعدت في إخراج السلسلة الوثائقية “إغراء تتكلم”، التي تتحدث عن النجمة السورية إغراء.

أما الفنان سامر المصري، ولد سنة 1969، ونال شهادة البكالوريوس في علوم اللغة الإنكليزية عام 1991، وتخرج في “المعهد العالي للفنون المسرحية” عام 1996. بدأ حياته المهنية منتصف تسعينات القرن العشرين بمسلسلات “فارس في المدينة” 1995، “هوى بحري” 1997، “تاج من شوك” 1998

تميّز بدوره في ثلاثة أجزاء من مسلسل “باب الحارة”، المسلسل الذي حقق نجاحاً كبيراً وشارك في عدد من المسلسلات والأعمال الفنية، ومن أشهر مسلسلاته: “السلطان والشاه، الدبور، أبو جانتي، وجه العدالة”.

وكالات