الفستق الحلبي في مقاطعة الشهباء… موسم ضعيف هذا العام والحصار الحكومي أبرز العوامل المؤثرة

الشهباء/ فريدة عمر –

أوضح الرئيس المشترك للجنة الزراعة لمقاطعة عفرين والشهباء “باسم عثمان”، أن موسم الفستق الحلبي، الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية في المنطقة، ضعيف بنسبة 50 بالمائة، هذا العام، مقارنةً مع الأعوام المنصرمة، لعوامل مؤثرة عدة، أبرزها الحصار الحكومي.

تعدّ شجرة الفستق الحلبي، من أهم المحاصيل الزراعية في مختلف المناطق في شمال وشرق سوريا، ومدن أخرى، بما فيها مقاطعة الشهباء، والتي تكثر في قرى حليصة، بابنس، حاسين، فافين، تل شعير، قرامل، إضافةً إلى قرى الباب، وإعزاز، وجرابلس.

وتأتي التسمية بالفستق الحلبي، نسبة إلى ريف حلب الشمالي، أي /مقاطعة الشهباء/، حيث تقدر المساحة المزروعة في مقاطعة الشهباء بـ 700 هكتار، وتكثر الزراعة فيها، نظراً لمناخها المناسب لنموه؛ لأنه يحتاج إلى صيف حار وشتاء معتدل، ويفضل زراعته في الوديان وتجنب المرتفعات، لأن حرارة الصيف غير كافية لنمو البذور.

ويعد نبات الفستق الحلبي، من النباتات المعمرة، ويصل طول شجرة الفستق إلى أربعة أمتار، تكون هذه الأشجار مذكرة وأخرى مؤنثة، وتتواجد عادةً بالحقل الواحد حتى تتم عملية التلقيح، وبالتالي إنتاج محاصيل وفيرة من الفستق.

وتتنوع ما بين الصنف العاشوري، العجمي، البندقي، الباتوري، ويعد الصنف العاشوري من أكثر وأشهر الأصناف المتوفرة في منطقة حلب، وعادةً ما يتم تناول الفستق الحلبي نيئاً، أو محمصاً، أو مملحاً، ويستخدم أكثر في صنع الحلويات، وتزيين الأطباق.

موسم ضعيف بنسبة 50 %

وفي هذا السياق، وحول موسم هذا العام، أفاد الرئيس المشترك للجنة الزراعة لمقاطعة عفرين والشهباء، “باسم عثمان” لصحيفتنا، ببعض المعلومات، حيث أوضح في بداية حديثه، أن موسم هذا العام ضعيف بنسبة 50 بالمائة مقارنةً مع الأعوام المنصرمة: “يعد الفستق الحلبي، أحد أهم الزراعات الهامة، والرئيسية لسكان المنطقة، وتقدر مساحة زراعته بـ 700 هكتار، وتنتج كل شجرة من خمسة إلى عشرين كيلو غرام للشجرة الواحدة، ويبدأ إنتاجه من عمر ست سنوات، وما فوق، ويكون إنتاجه مثل شجرة الزيتون، أي يكون عاماً منتجاً، وعاماً غير منتج بشكل جيد، إلا أن نسبة الإنتاج خلال هذا العام، مقارنةً مع حجم التكاليف كانت ضعيفة، ويعود ذلك لعوامل مؤثرة عدة”.

الحصار.. أبرز العوامل المؤثرة

وأكد عثمان، أن الحصار الحكومي كان السبب الرئيسي بتضرر الموسم وضعف الإنتاج: “كان لضعف الموسم خلال هذا العام، عوامل عدة أثرت في الإنتاج، منها أحوال الطقس، ومعدلات الهطل المطري، وظروف التربة، قطع الأشجار، والأوبئة، ولعل الحصار الحكومي كان أبرز هذه العوامل، لقلة الأسمدة والمبيدات، إضافةً إلى شح مادة المازوت وقلة سقاية الكروم، لأن الفستق بحاجة إلى ري تكميلي، بمعدل من مرتين إلى ثلاثة، والاهتمام برش المبيدات بعناية، لكن استمرار الحصار الحكومي وشح المواد والمستلزمات الأساسية، أضر بالواقع الزراعي في المقاطعة بشكل كبير، بما فيه كروم الفستق الحلبي، الذي يعد مصدر دخل هاماً لمعظم سكان المقاطعة”.

وأشار عثمان إلى مخاوف المزارعين من مخاطر الهجمات التركية المستمرة: ” عادةً يبدأ المزارعون بجني محصول الفستق الحلبي، في أواخر شهر آب، إلا أنهم جنوا محصولهم هذا العام بشكل مبكر، بسبب التخوف من الهجمات التركية المستمرة على المنطقة، حيث أن معظم الأراضي الزراعية الأخرى لم يزرعها أصحابها بسبب الهجمات التركية اليومية”.

ويقدر سعر الكيلو الواحد للفستق الحلبي، خلال هذا العام، بين 35000 ليرة سورية إلى 60000 ليرة سورية، فيما يباع النوع الجيد، ويكون فقط اللب بـ أكثر من 100 ألف ليرة سورية.