سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الفريسك… فن راق وعريق

إعداد/ آرين شنكالي –
 ربما لم يسمع الكثيرون منا بفن “الفريسك – الفريسكو” والذي يعيد الكثيرون أصل التسمية إلى الايطالية وتعني “الطازج”، وهو فن عالمي معروف بقدمه ولكنه غيرُ معروف كثيراً للعامة ربما لخصوصياته المتعددة واستعمالاته الأكثر فيما يخص المعابد والأمكنة الدينية.
“الفريسك” نوع من الرسم علي الجص، والذي ينتج عن شيِّ نوع من الحجارة الخاصة لم يجف بعد ومن هنا أتت التسمية؛ أي الجص اللين، وفي الغالب فإنه ينفذ على حائط مغطى بطبقة من الجص قبل جفافه ويرسم عليه بألوان مائية. ولذلك؛ نرى أنَّ ألوان الفريسك باهتة نتيجة لامتصاص الجص لها، وغالبا ما يضع الفنان تصميمه الفني على الطبقة قبل السطحية، ثم يقوم بتحديد الخطوط الخارجية لمختلف الأشكال بالألوان المائية ويقوم بعد ذلك بوضع طبقات الجبس بمساحات صغيرة يقوم بتلوينها قبل أن تجف ويدعمها بمساحات مناسبة من الألوان المتوافقة معها، ثم يترك العمل ليتفاعل ملح الكالسيوم الموجود في الجبس مع ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو لتتكون طبقة شبه عازلة فوق الألوان
تثبتها وتجعلها جزءاً لا يتجزأ من السطح وتعطي الألوان نصاعة ونضارة مميزة, وتستخدم الألوان في الفريسك على شكل طبقات رقيقة شفافة وغير داكنة ذات منظر طباشيري وتتميز أعمال الفريسك في عصر النهضة بالألوان المشبعة.
فن عريق وانتشار واسع
منذ اكثر من 1500 عام قبل الميلاد وفي جزيرة كريت بالبحر المتوسط عرف الفريسك، ومن ثم عرف في الكثير من مناطق العالم، ومنها مناطق المتوسط، كإيطاليا ومصر والمغرب، ويعتقد أنَّ بعثات من كريت قصدت الكثير من مدن العالم لتنشر هذا الفن الراقي.
عرفت لوحات فريسك نادرة وقديمة جداً في اليونان القديمة وإيطاليا، وفي مصر، حيث ترك المصريون لوحات علي جدران معابدهم ومقابر موتاهم، وفي جنوب إيطاليا في مستعمرة إغريقية وتحديداً في معبد يرجع تاريخه الي 470 قبل الميلاد وتعد من أجمل اللوحات المكتشفة في إيطاليا، ووجدت بين أطلال مدينة بومباي ويعود تاريخها إلي القرن الأوَّل قبل الميلاد، وعثر على قطع أخرى من أواخر عهود الامبراطورية الرومانية من القرنين الأول والثاني الميلادي، وفي الهند لوحات مكتشفة من القرن السادس الميلادي، وفي سيجيريا بسريلانكا، وجدت أكبر لوحة للفريسكو في العالم وقد رسمت ما بين القرنين الخامس والسادس الميلادي.
كما تزدان العشرات من الكنائس في إيطاليا بلوحات نادرة للفريسك في الكنائس والعديد من المباني الحكومية، أما أندر لوحات الفريسك في العصر الإسلامي فقد رسمت في “قصر عمرة”  القصر الصحراوي لبني أمية.