عين عيسى/ حسام اسماعيل ـ
يواجه مهجرو مخيم كري سبي/ تل أبيض صعوبات جمة لتأمين قوتهم اليومي في ظل غلاء المواد الاستهلاكية الأساسية، مع دخول شهر رمضان المبارك أيامه الأولى، وتقنين المنظمات الإنسانية العاملة داخله، الدعم الإغاثي الشهري.
ويقطن مخيم مهجري كري سبي، والذي أُسِّس في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني ٢٠١٩، أكثر من ٦٠٠٠ مهجر موزعين على ١٢٠٠ خيمة، وهم الذين هجرهم المحتل التركي ومرتزقته قسراً، بعد احتلال مدنهم في مناطق مقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة، وقراها.
ويعاني أغلب المهجرين القاطنين في المخيم ظروفاً معيشية صعبة مع دخول شهر رمضان المبارك؛ بسبب قلة فرص العمل المتاحة، وتقنين المنظمات الإنسانية الداعمة الحصص الغذائية الشهرية الموزعة، وغلاء المواد الاستهلاكية، الذي تسبب في ضعف القدرة الشرائية للمواطنين عامة، ومهجري المخيمات على وجه الخصوص.
المنظمات تقنن حصصها والأسعار ملتهبة
صالح الفارس أحد المهجرين في المخيم يعمل بعمل مياومة، داخل وخارج المخيم بشكل يومي، حيث يخرج من الصباح الباكر إلى العمل، حتى ساعات متأخرة من الليل في سبيل تأمين لقمة العيش، فيوضح لصحيفتنا ظروفهم المعيشية كمهجرين في المخيم “بعد تقنين المنظمات الإنسانية للسلال الغذائية، أصبح الوضع في غاية السوء مع دخول شهر رمضان، وارتفاع تكاليف المعيشة اليومية”.
الحصص الغذائية، التي كانت تقدم لهم من قبل المنظمات، وصلت إلى نصف ما كان يتلقونه سابقاً، وهذا الأمر زاد من معاناتهم المعيشية، كما أكده المهجر “السلال الإغاثية باتت لا تكفي، ولا تسد حوائجنا بعد تقنينها إلى النصف تقريباً، من قبل المنظمات الداعمة، وعليه نضطر للاستدانة من الباعة بفوائد معلومة، لذلك هنالك مشكلة حقيقية، وخاصة مع فقدنا لمصادر أرزاقنا بعد تهجيرنا من بيوتنا، وممتلكاتنا من قبل المحتل التركي ومرتزقته”.
وطالب صالح الفارس في نهاية حديثه المنظمات الإنسانية، والإغاثية، والجهات المعنية في الإدارة الذاتية بدعم المهجرين خلال شهر رمضان المبارك، والسعي لتحسين الوضع المعيشي المتردي، الذي فُرض عليهم بسبب تهجيرهم من قبل الدولة التركية المحتلة، وفي ظل صمت المجتمع الدولي المخزي.
عزوف عن الشراء لضيق ذات اليد
من جهتها عزفت المهجرة سارة العلي، وعائلتها عن شراء الكثير من أصناف الخضروات، وأصبحت الفاكهة واللحوم من الأصناف “الكمالية” فيما يتعلق بها خلال شهر رمضان المبارك، لعدم وجود المعيل، وقلة فرص العمل، حيث اقتصرت على فرصة وحيدة كل ستة أشهر، ولمدة لا تتجاوز عشرة أيام، وبمردود بسيط للغاية لا يفي بمتطلبات عائلتها.
وطالبت سارة الجهات المعنية في المخيم بتكثيف الرقابة التموينية على السلع، أو إيجاد حلول فيما يتعلق بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وخاصة في شهر رمضان المبارك، والضغط على المنظمات الإغاثية العاملة في المخيم، بغية زيادة دعم المهجرين بحصص غذائية إضافية، بما يساهم في تحسين أوضاعهم، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية، التي باتت صعبة المنال.
وتتمنى المهجرة سارة العودة إلى بيتها، الذي هُجّرت منه قسرا في مقاطعة كري سبي، والعودة إلى أرضها، التي كانت تزرعها، وتعيش من مردودها، بعد دحر المحتل التركي والمرتزقة التابعين له، وإتمام شهر الصوم (رمضان) في بيتها وعلى أرضها التي دنسها المحتل.
