سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الغربة والحنين في شعر أمير الشعراء

أحمد فضل شبلول_

حصل الباحث الفلسطيني نضال عليان عويض العماوي على درجة الماجستير من قسم اللغة العربية كلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة، عن أطروحته العلمية “الغربة والحنين في شعر أحمد شوقي – دراسة وصفية تحليلية” تحت إشراف د. ماجد محمد النعامي – أستاذ الأدب والنقد المشارك في الجامعة الإسلامية بغزة.
وفي بداية البحث أشار العماوي إلى ثقافة شوقي، وقال: إنها كانت وليدة عدة أسباب هي: نسبه المنحدر من أربعة أصول، وتتلمذه على يد شاعر هو الشيخ محمد البسيوني البيباني، وتعلمه اللغة الفرنسية، ودراسة الأدب الفرنسي، ورحلاته المتعددة لعدد من الدول العربية والغربية.
ويعود بنا إلى غضبة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي كان تلميذا وقت أن كتب شوقي قصيدته التي مطلعها:
“رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي
 مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ”
لقد أغضبت القصيدة تلميذ اللغة العربية محمد متولي الشعراوي (الذي أصبح فيما بعد الداعية الشهير 1911 -1998) وعاتب فيها شوقي، فاستمع لعتابه ثم تلا عليه قوله تعالى في سورة الشعراء: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ} [الشعراء: 224 – 226]. ثم تباسطا الحديث.
(وقد ظل شوقي يصعد) حتى كانت إمارة الشعر مكافأة لما قدمه لمصر، وللأمة العربية والإسلامية، فكان المدافع الأول لهموم الشعب المصري والشعب العربي كذلك، ناهيك عن براعته الشعرية، وأسلوبه العذب ولغته المنسابة كالجداول الهادئة، فاستحق بجدارة ذلك اللقب.
غير أنه تعرض لنقد كبير سواء بالثناء عليه، أو بالهجوم السافر على شخصه وشعره، ومما أثار غضب نقاده تكريمه بلقب إمارة الشعر في العصر الحديث، فقام نفر من الكتاب يهاجمون شوقي، وينتقدون مكرميه، وينكرون عليه مجرد الشاعرية، وما عملهم هذا إلا دليل على علو كعب الشاعر.
لقد شعر شوقي بالغربة عن وطنه والاغتراب عنه، بسبب عوامل سياسية، واجتماعية، ونفسية، وثقافية. وبعضها كان بإرادة شوقي، ولم يكن مكرهًا عليها.
أما الغربة الحقيقية التي شعر بها شوقي فهي عندما نفي إلى إسبانيا عام 1914 فقد كان هذا الحدث بمثابة التحول الكبير في حياته. إنها مرحلة قلبت الموازين في كيان هذا الشاعر. لقد أخذ منه النفي خمس سنوات لم يتمتع بها في وطنه، غيرت مجرى حياته ونظرته إلى الحياة، فكانت الباعث الأول للغربة الخارجية التي سيطرت عليه، فراح يصدح بأقوى الأشعار في شوقه للوطن وحنينه إليه. وكانت مرارة الغربة منذ ركوبه البحر متجهًا إلى منفاه، ومنذ اللحظة الأولى بدت عليه ملامح الأسى والحزن، وكان جرحًا غائرًا في قلب شوقي. (وتجسد هذا في قصيدة بعنوان “أندلسية”). وخاصة عندما يفقد والدته وهو في المنفى، فلم يستطع أن يودعها، فيقول:
“إِلى اللَهِ أَشكو مِن عَوادي النَوى سَهما
 أَصابَ سُوَيداءَ الفُؤادِ وَما أَصمى”
وتصل الحالة النفسية إلى أعلى مستوياتها عندما يطأ شوقي بقدمه ثرى مصر، بعد سنوات من الغربة، فيقول:
“ويا وطني لقِيتُكَ بعد يأسٍ
كأني قد لَقِيتُ بك الشبابَا”
وكانت العودة إلى الوطن بمثابة عودة الروح للجسد.
أما قلق الخوف من الموت، فكان شديد الظهور في شعره، ولعل ذلك ما أظهر أسباب الاغتراب بشكل واضح عنده. فشعور الإنسان بأنه مفارق لهذه الحياة يجعله يشعر بأنه غريب فوق هذه الأرض.
إن بواعث الغربة عند شوقي تنوعت بتنوع الحياة التي عاشها، ومع الفترة العمرية التي قضاها، فكل حدث مرَّ بحياته ترك أثرًا عليه، حيث تنوعت هذه البواعث إلى سياسية واجتماعية ونفسية وثقافية.
ولقد تجسد الاغتراب في شعر شوقي بالناحية النفسية وشعوره بنوع من الضيق النفسي لما مر عليه في فترات حياته. لذا انطلق الاغتراب عند شوقي من عدة نواح.
أما الاغتراب ذو المنشأ السياسي والديني، فيتمثل في تأثر شوقي بما يجري حوله، وأكثر ذلك فيما يخص الشؤون الإسلامية آنذاك. ومنها سقوط الخلافة الإسلامية على يد مصطفى كمال أتاتورك.
والغربة تستدعي الحنين، والحنين يدل على الصوت والشوق والطرب والرحمة، والحنين هو الشوق واللهفة لكل عزيز على النفس قد بعُد عنها. وقد ارتبط الحنين عند القدماء بالوطن والديار. وقد ظهر الحنين جليًا في شعر شوقي في مراحل عدة من حياته، ولعل أبرزها غربته عن وطنه. وعلى ذلك فإن الحنين إلى الوطن يعد من أهم مظاهر أو مطالب الحنين عند شوقي، وهو انتماء وولاء وحب لهذا الوطن، برز بروزًا ظاهرًا جليًّا خلال سنوات النفي، واتضح بقوة في قصائد “الأندلسيات” حيث أخذ يخاطب السفن لعلها ترأف بحاله وتعطف عليه، فقال:
“يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ
 ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ”
لقد أخذ الحنين من شوقي كل مأخذ، وفي إسبانيا ذات الطبيعة الخلابة منعه حنينه من التمتع بتلك الخيرات، والتلذذ بالجمال الساحر للطبيعة هناك. وكلما حلَّ الليل وأرخى سدوله جاء الحنين معه والاشتياق لكل شبر من مصر وأهلها. لذا أضحى شوقي رمزًا للوطنية في ذلك العصر.
وقد مثَّلت السفينة في حياة شوقي رموزًا كثيرة أقواها على الإطلاق، عندما كان ينظر إليها على أنها المخلص له من بُعده عن مصر. وكان يشكرها بقوله:
“شكرتُ الفُلكَ يومَ حوَيتِ رَحلي
 فيا لِمُفارِقٍ شكَر الغُرابَا
فأنتِ أرحتِني من كلِّ أنفٍ
كأنفِ المَيْتِ في النَّزعِ انتصابَا”
وهذا الشكر يحمل رسالة لكل محتل، أن حنين المغترب عن الوطن لا يقدَّر ولا يوصف، وأن الأوطان مهما فعل المحتل لا تُمحى من وجدان أهلها. وكان شوقي لا يترك أي مناسبة وطنية إلا ويُضفي عليها بصماته الشعرية معبرًا عن حنينه لوطنه وشوقه الشديد لثرى الوطن.
وبعد الحنين إلى الوطن، هناك الحنين إلى الأهل والأصدقاء، وهي حالة طبيعية متأصلة في النفس البشرية، ومن السمات الشخصية لشوقي أنه يقدِّر العلاقات الاجتماعية. وحنين شوقي إلى الأهل تنوع بين أمه وأبيه وجدته وأبنائه ومن هنا جاءت مرثياته الكثيرة والمتعددة عند وفاة أحدهم. وهو رثاء نابع من القلب متجذر في الوجدان، وفيه صدق العاطفة المليئة بالمودة. وقد حازت ابنته أمينة على نصيب الأسد في شعره من أبنائه.
والمطلب الثالث من مطالب الحنين، هو الحنين إلى الذكريات الماضية، وإلى كل جميل عايشه في فترة من فترات حياته، ومن أكثر تلك الذكريات فترات الشباب والرحلات الجميلة التي قضاها شوقي في حله وترحاله بين مصر ولبنان وفرنسا وتركيا وبعض الدول الأخرى.
أما المطلب الرابع، فهو الحنين الديني، فقد غلبت على شوقي النزعة الدينية، وكان كثير الحديث عن شؤون المسلمين، وما يحدث لهم من طوارئ في الحياة. وقد ظهر هذا الحنين في مدائحه النبوية، وظهر حنينه لمجد المسلمين وتاريخهم وحاضرهم، وحنينه إلى الديار المقدسة، ومن الأعمال الشعرية التي نظمها شوقي الدالة على تعلقه بالدين الإسلامي النابعة من حنين صادق أرجوزة “دول العرب وعظماء الإسلام” التي لم يترك فيها شاردة وواردة من تاريخ الإسلام إلا وذكره فيها.
وهناك الحنين إلى الأماكن، مثل بلاد الشام، خاصة لبنان، يقول:
“لبنان يا ملك الجبال تحية
رقَّت وأزلفها لك الإكبارُ”
ولم يترك شوقي مكانًا في لبنان لافتًا للأنظار تاركًا بصماته في قلب كل من نظر إليه وتمتع بخيراته إلا وكتب عنه. يقول عن بيروت على سبيل المثال:
“بَيروتُ يا راحَ النَزيلِ وَأُنسِهُ
 يَمضي الزَمانُ عَلَيَّ لا أَسلوكِ”
كما كتب عن زحلة، ودمشق التي يقول عنها:
لولا دِمَشقُ لَما كانَت طُلَيطِلَةٌ
وَلا زَهَت بِبَني العَبّاسِ بَغدانُ
كما حصلت بغداد على مكانة عند شوقي فقال عنها في “نهج البردة”:
“دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا
كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ”
وفي بلاد الغرب، حازت فرنسا على نصيب الأسد، خاصة باريس ونهر السين، وكان يحن للأيام التي قضاها في الأندلس بأسبانيا.
وهناك الحنين إلى المحبوب، ويندرج هذا الغرض تحت غرض الغزل.
إن ألفاظ الغربة والحنين عند شوقي تسهم في إبراز أحاسيسه وتوضح معانيه من ضغط نفسي هائل. وهي عبارة عن تفريغ انفعالي للمأساة التي يعيشها الشاعر، وهي كثيرة في معجم شوقي، ومنها اللفظ المباشر، واللفظ غير المباشر. يقول:
“تَحُنُّ إِلى ذاكَ الزَمانِ وَطيبِهِ
وَهَل أَنتَ إِلّا مِن دَمٍ وَحَنانِ”
وتتعدد أنواع التناص في شعر شوقي، ما بين التناص الديني الذي يندرج تحته استخدام الألفاظ القرآنية وتوظيفها في نصوصه والأحاديث النبوية الشريفة، والتناص الأدبي وهو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة وحديثة، شعرًا ونثرًا مع النص الأصلي، والتناص التاريخي وهو تداخل نصوص تاريخية مختارة قديمة أو حديثة مع النص الفني، بحيث تكون منسجمة ودالة على الفكرة التي يطرحها المؤلف أو الحالة التي يجسدها ويقدمها في عمله.
ومن الأساليب الإنشائية الطلبية في شعر شوقي العام، وشعر الغربة والحنين على وجه خاص: أسلوب النداء (يا)، وأسلوب الاستفهام، وأسلوب الأمر، وأسلوب التمني.
أما الصورة الشعرية عند شوقي، فلها مدخلان: الصورة البيانية، والصورة الحسية. أما الصورة البيانية فتشمل التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية، وشعر الغربة والحنين عنده يزخر بتلك الأمثلة. أما الصورة الحسية فتشمل الصورة البصرية، والصورة السمعية، والصورة الشمية، والصورة الذوقية.
أما موسيقا شعر شوقي فهي من أروع خصاله الفنية، وهناك الموسيقا الخارجية المتمثلة في الوزن الخاص بالبحور الشعرية والقافية، وقد حظي بحر الكامل باهتمام كبير في نظم شوقي لغرض الغربة والحنين، يليه الطويل، فالوافر، ثم البسيط، وهي بحور تتسع لبث الشكوى من خلالها، إما لطول تفعيلاتها أو لسرعة إيقاعها. بينما حظي رويُّ الميم بالنسبة الأعلى في قافية شوقي في هذا الغرض، يليه روي النون، وكلا الحرفين يشتركان في خروجهما من الخيشوم والذي يحمل دلالة الحزن والأسى، وهذا يتلاءم مع الجو النفسي الذي عاشه الشاعر.
أما الموسيقا الداخلية بين ثنايا النص الشعري، فتنوعت بين التصريع، وتكرار اللغة أو الحروف، وهو أمر ليس بالقبيح إلا حين يُبالغ فيه، إلى جانب الطباق، والمقابلة، والجناس، والتقسيم.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle