سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الغائب الحاضر “محمد شيخو” رمز للفن الجميل

قامشلو/ ليلاف أحمد ـ

“سمعت أنك مريض يا قلبي… ماذا أفعل إذا كان حظي تعيساً دائماً..” محمد شيخو (بافي فلك) ابن أمٍّ عظيمة… وغنّى لوطنٍ كبير، لا تزال أغانيه تتردد على شفاه الكرد في كل مكان، تميز بحسه القومي معبراً عن آلام وآمال شعبه في أنحاء كردستان.
 يُعد الراحل محمد صالح شيخموس (محمد شيخو) من الفنانين الكرد الكبار، ولد عام 1948م في قرية خجوكة بمقاطعة قامشلو، عُرف بروحه النضالية القومية، برزت موهبته الفنية منذ صغره وقد طورها رغم تحفظ المجتمع عليها والتحديات الأمنية آنذاك، ليخطو خطوات ثورية جريئة، راسماً لأبناء مجتمعه طريقاً فنياً عظيماً لم يخلُ من العقبات، ارتبط بقضايا أمته المصيرية، مدافعا قوياً عبر أغانيه العابرة للحدود المصطنعة لتصل عموم كردستان.
الجرأة والمبادئ
وحول حياة الفنان القدير محمد شيخو تحدث أخوه الفنان القدير بهاء شيخو، قائلاً: “لا شك أن لكل شخص مميزات وغايات، وما تميزت به شخصية محمد شيخو مجموعة صفات، أهمها الشجاعة والصراحة في القول والفعل، والأمر الآخر صراحته وعدم النفاق، بل العكس من ذلك، كان ينصح الجميع بالعمل بمبادئ الأخلاق، الشيء الذي كان جلياً في شخصيته الفنية والسياسية”.
شيخو أشار في حديثه إلى بداية ميول شقيقه الفنية، ومدى ارتباطه بالعزف على الآلات بقوله: “تميز محمد شيخو بحبه للغناء والطرب منذ الطفولة، حيث كان يتدرب على أبسط الأدوات، إضافة إلى ذلك المساعدة التي قدمها عمه “حسين” في رسم مسيرته البدائية عندما صنع له طمبوراً، ومنذ ذلك الوقت ارتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الآلة وأحبها من بين جميع الآلات”.
بدايات مسيرته وأعماله
أوضح “بهاء شيخو” أن بعض النقاط الهامة في مسيرة الخالد الفنية، ومنها مسيرة عمله المهني كان قراره دراسة الموسيقا، والذهاب إلى بيروت عام 1970م حيث شارك مع العديد من الفرق الغنائية والموسيقية وانضم إلى فرقة “نوروز”.
وأكد شيخو أن سوء الأوضاع الأمنية والحروب الأهلية في بيروت أجبرته على العودة إلى وطنه، وقد أسس في مدينة رميلان فرقة موسيقية، وكانت أغلب أغانيه تحاكي الوطن في الأم والحبيبة، لذا كانت استخبارات الحكومة السورية ترى في محمد شيخو شخصية ناضجة ومشروعاً لنشر الحس القومي الكردي مما أدى لملاحقته واعتقاله والعمل على إيقاف نشاط فرقته.
وعلى الرغم من المشاكل والتحديات التي تعرض لها استطاع أن يسجل أول ألبومه في مدينة دمشق عام 1974م، إضافة إلى ذلك أقام في مدينة بغداد العديد من الحفلات وغنى مجموعة من أغانيه الكردية، وفي عام 1983م نظم فرقة موسيقية وغنائية في قامشلو، ليعبر من خلال أغانيه عن نضاله وقوميته.
وعبر بهاء شيخو عن تجارب “محمد شيخو” الأليمة بقوله: “لاحقته الاستخبارات السورية الخارجية، وعملوا على إيقاف نشاط فرقته، الأمر الذي انعكس سلباً على مسيرته الفنية، ولكن بالرغم من ذلك استمر في مشواره، حيث سجل مجموعة من الأغاني ولقي الاهتمام الكبير في جميع أنحاء كردستان والعالم، تاركاً خلفه إرثاً غنائياً عظيماً وهو بعمر 41 عاماً”.
وفي نهاية حديثه اختتم شقيق محمد شيخو الفنان بهاء شيخو قائلاً: “ترك محمد شيخو خلفه أعماله الأسطورية التي تعبر عن وطنه وشعبه، ويجب أن نعطي هذه الكنوز الفنية أهميتها المستحقة، لتكون صفحات لا تُنسى في كتاب الفن في الأيام الآتية”.