سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العنف ضد المرأة لم يزداد!!!

بيريفان خليل –

العنف ضد المرأة لم يزداد!! ما أود البحث عنه هو موضوع العنف ضد المرأة قبل وبعد انتشار فيروس كورونا والتزام المنزل. تناقلت الكثير من الوسائل الإعلامية بأن حالات العنف ضد المرأة ازدادت في الحجر الصحي بعد انتشار جائحة كورونا العالمية، وكأن المرأة لم تكن تتعرض للعنف أو في حده الأدنى سابقاً وهذا برأيي شيء خاطئ لأن المرأة كانت ولازالت تتعرض للعنف الأمر الذي كان يخفي ذلك العنف أو كان نسبته قليلةً بعض الشيء هو عدم التقاء الشركين في اليوم كاملاً، فالزوج وربما الزوجة أيضاً كانا يقضيان معظم أوقاتهما في العمل لذا كان لقائهما في البيت الذي يجمعهما ضمن فترة زمنية قليلة بالمقارنة مع اليوم في ظل الحظر والبقاء في المنزل، هذه بالنسبة للزوجة أما بالنسبة للعزباء هي أيضاً لم تكن تلتقي بالوالد أو الأخ لخروجهم أيضاً للعمل. الرجل أو بمعنى آخر مالك الذهنية السلطوية هو نفسه لم يتغير، ذكوريته موجودة سابقاً باسط عرشه والقرار قراره فهو الآمر الناهي، والتدخل في شؤون المرأة مهمته الأساسية كما يدعي فهو أعلم منها ولديه ثقافة تخوله لاختيار الصح دوماً، أما المرأة فبالنسبة له هي موجودة ولكن شكلاً وقالباً لا تقوى على فعل شيء سوى القيام بالأعمال المنزلية وتربية الأطفال وتلبية متطلباته ناهيك عن عمل البعض من النساء خارج المنزل مثل الرجل تماماً وكأن هذا الشيء قليل.
فاليوم نظراً لبقاء الرجل مع المرأة لساعات أطول مما كان سابقاً يزداد تدخله في شؤونها والتعنيف ضدها، وادعاء بعض الوسائل الإعلامية بأن العنف ازداد أو نقص ليس بمكانه فالعنف موجود كما هو ولكن الرجل كشف على حقيقته اليوم مع أنه كان معروفاً بذهنيته وسلطويته أولياً. برهن بأنه مهما تقدم الزمن وازداد الوعي المعرفي وتطور المجتمع يبقى هو نفسه لا يتغير بين ليلة وضحاها، لذا ومن باب النقاش يجب ألا ننسى بأن المرأة لها حقوق ويجب حمايتها بكل الوسائل والوقوف في وجه غطرسة مالك الذهنية السلطوية الذي يتحكم بكل ما يعنيها، فلنكن حماة أنفسنا ونحمي جنسنا بكل الوسائل وإلا سيبقى تاريخ الذكورية هو المسيطر والمتحكم، فلتقم المرأة نفسها والمنظمات والمؤسسات المعنية بشؤونها بدورهم الجوهري والدفاع عن ذات المرأة بالشكل المطلوب.