العلاج السلوكي المعرفي يُشفي من اضطراب الكدر التالي للصدمة

قالت الرابطة الألمانية للأطباء النفسيين إن اضطراب الكدر التالي للصدمة، هو رد فعل مرضي تجاه أحداث الحياة القاسية مثل الطلاق والفصل من العمل وكسر الثقة والتعرض للظلم أو الإهانة والإذلال.

وأضافت الرابطة أن المريض يشعر بمرارة شديدة وكدر طويل الأمد، بالإضافة إلى العصبية الشديدة والعدوانية وفقدان الدافعية، إلى جانب بعض الأعراض الجسدية مثل صعوبات النوم وفقدان الشهية وآلام بالجسم، الأمر الذي يمنع المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

ويجب أن يخضع المريض للعلاج النفسي في الوقت المناسب؛ نظراً لأن الإحساس بالمرارة والكدر قد يدفعه إلى التفكير في الانتحار، علماً بأنه يمكن علاج هذا الاضطراب بواسطة العلاج السلوكي المعرفي، الذي يهدف إلى مساعدة المريض في التخلص من تأثيرات حدث الحياة الحرج، الذي تسبب في شعوره بالمرارة والكدر، وذلك من خلال تحليل الأفكار وتغيير الرؤى ووجهات النظر وإعادة بناء الثقة بالنفس.

واضطراب الكدر التالي للصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة يسمى أحياناً اضطراب الكرب التالي للرضح هو نوع من أنواع المرض النفسي حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها، ويسبق اضطراب ما بعد الصدمة استناداً إلى تعريف الاضطراب، حادثاً واحداً أو عدة حوادث كارثية أو تهديدات استثنائية، وليس من الضروري أن يكون التهديد هذا موجهاً إلى الشخص ذاته، بل يمكن أن يكون موجهاً إلى أشخاص آخرين.

وتظهر الأعراض النفسية والجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة عادةً في غضون نصف عام بعد الحدث الصادم. ويؤدي الحادث الصادم إلى اهتزاز فهم الشخص لذاته والعالم من حوله وإلى تشكل أحاسيس العجز لديه.

عوامل الخطر

وحدد خبراء علم النفس سلسلة من عوامل الخطر المسبقة للصدمة، ويشمل ذلك جملة أمور منها، الافتقار إلى الدعم العاطفي للوالدين أو الأقارب والنشأة في العوز والفقر، وانخفاض المستوى التعليمي للوالدين، والنشأة في عوائل كثيرة الأعضاء مع ضيق المساحة السكنية، والجريمة وانتحار أحد الوالدين أو كليهما، وانخفاض الترابط الأسري، وإصابة أحد الوالدين أو كليهما باضطراب نفسي.

كما أن السلوك الاستبدادي لأولياء الأمور والتنشئة في ظل أحد الوالدين فقط، وقصر المسافة العمرية لولادة الأطفال، وافتقار الأطفال إلى العلاقة والتواصل مع أقرانهم، عوامل من شأنها أن تساعد على الشعور باضطراب الكدر التالي للصدمة.

ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في العام 2011، تصاب النساء اللواتي يعانين من اضطرابات ما بعد الصدمة بنسبة أكبر، بالتهابات مزمنة، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة التي تُقصّر العمر.

ويعد الشرط الأساسي لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة أن تكون الصدمة قد حدثت في الماضي، حيث ليس من الممكن إجراء العلاج من اضطرابات الصدمة، في حين أن الشخص لا يزال في حالة صدمة، وينصح غالباً بإجراء العلاج النفسي للمصابين بالصدمات النفسية.

وبدءاً ينبغي نصح المريض وكجزء من التثقيف النفسي عن مصاعبه، لتتيح له فرصة فهم الأعراض والأسباب، ويوصى عادةً في البداية بالعلاج شبه السريري إذا أثّر الاضطراب على القيام بالوظائف اليومية الهامة، مثل عدم استطاعة المصاب الذهاب إلى العمل أو إذا كانت المضاعفات المرضية للاضطرابات موجودة.

وينصح بالعلاج السريري الكامل للمرضى الذين لديهم ردود فعل قوية من الذعر أو غيرها من الأعراض والمضاعفات المرضية الشديدة جداً لغرض الحصول على استقرار حالتهم المرضية، وقد يكون المزيد من العلاج في العيادات ضرورياً بعد تحقيق الاستقرار.

وإذا كان الشخص المعني غالباً ما تطغى عليه ذكريات معايشة الصدمة النفسية وينجم عن ذلك أحاسيس وعواطف عنيفة، يمكن أن يكون مفيداً مساعدته على كيفية التعامل مع الذكريات الاقتحامية بدلاً من معالجة الصدمة نفسها مباشرةً، وفي هذا النهج يتم تجنب مواجهة مباشرة مع تجربة الصدمة، أما إذا كان الشخص المعني تطغي عليه ذكريات الحادث بشكل أقل، قد يكون التصدي المباشر لتجربة الصدمة مفيد.