كعادتها لدى اقتراب موعدِ أيّ استحقاق انتخابيّ في تركيا، تلجأ حكومة حزب العدالة والتنمية للخروجِ من دوامة أزماتها المتعددة لشن الهجمات خارج الحدود، لصرفِ أنظار الناخبين الأتراك، وقيادتهم إلى صناديق الانتخاب مدفوعين بوهمِ الأمن القوميّ، ولتضغطَ على المعارضة وتُحرجها.
جوهريّاً تتصل الهجمات بحالةِ العناد السياسيّ ورفض حكومة أنقرة أيّ حلٍّ سلميّ وسياسيّ للقضية الكرديّة. وهذا المعطى يؤكده التاريخ، فالدولة التركيّة لا تنفكُّ تعادي الكردَ وتستهدفهم في الداخل وعبر الحدود، والقول إنّها تواجه حركة الحرية الكردستانية، سطحيّ وفيها قصورٌ في النظر، فالعداوة لم تنقطع على مدى أكثر من قرن وفي مراحل سابقة وقبل عقود من تأسيسِ حزب العمال الكردستانيّ، حيث اُرتكبت خلالها العديد من المجازر منذ انتفاضة الشيخ سعيد ومجزرة ديرسم ووادي زيلان وصولاً إلى مجزرة روبوسكي وباريس، واقتحام المدن والبلدات الكرديّة واعتقال القادة الكرد والتضييق على ممثليهم في كلّ الانتخابات البرلمانيّة والبلديّة، وعبر الحدود ارتكبت المجازر في مناطق شمال وشرق وسوريا، وبذلك فما يحدث تعدد للميادين والساحات فيما القضية المستهدفة هي نفسها.
كما استهدفت في عامودا صالة كرم للأفراح، ومعمل روهلات علو للزيتون، والطريق الواصل بين مدينتي عامودا والحسكة، بالإضافة لقرية محركان في تربه سبيه، ومرآب للسيارات في كوباني. ونظراً لأهمية التنقل بالنسبة للأهالي في سياق حياتهم الطبيعيّة ونشاطهم اليوميّ استهدف القصفُ التركيّ حواجز قوى الأمن الداخليّ على الطرق العامة في كوباني وعامودا لإثارة مخاوفِ الأهالي ومنعهم من التنقل وتعطيلِ الحياة.
في مدينة كوباني، أدّى التدمير الكامل لمركز صحيّ رئيسيّ إلى توقف تقديم الخدمة الصحية لنحو 400 مريض يوميّاً من المستفيدين من خدمات المركز، علاوةً على خروج سيارات الإسعاف عن الخدمة.
في 22/12/2023، نفّذ مقاتلو الكريلا عملية الشهيد أحمد روبار الثوريّة في خاركورك، ففي منطقة تلة الشهيد كاموران وتلة الشهيد حقي وأسفرت العمليات عن مقتل 27 جندي تركيّ، وفي متينا وباليوم نفسه نُفذت عملية منسقة بتكتيكات التسلل ضد جيش الاحتلال في ساحة المقاومة في تلة ورتي، ما أسفر عن مقتل تسعة جنود أتراك، وجاءت تلك العمليات بعد عملية نوعيّة نفذتها قوات الدفاع الشعبيّ في أرموش، وقبلها في ساحة المقاومة بتلة الشهيد حقي.
السابق بوست