سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الطورانيون.. حرب جديدة وحقد قديم

مثنى عبد الكريم –


 انتهاكات وتهجير وتدمير وتعذيب واغتصاب وأتاوات، اغتيالات وتهديد بالتصفية، هذا نهج الكلاب الشاردة الضالة، حماة الفاسدين والطغاة الراديكاليين والطورانيين والقومويين والمصلحوين وهذا ديدنهم، اعتاد هذا الشعب على كل تلك المآسي وقذارة تلك الأساليب، أما أن يتطور الأمر إلى حرب جديدة تستهدف تركيع الشعوب الحاضنة لمشروع أحياها من رقادها وسباتها وبث فيها شعاع أمل جمعهم بعد تفرقة، وزرع فيهم روح التشاركية والتعاون والإخاء، وأعاد ألوان الفسيفساء السورية ورونقها الجميل الذي كان وسيبقى مثالاً لكل دول العالم وتجربة رائدة، تلك الحرب الجديدة بقطع مياه نهر الفرات بحجة أنها لا تخضع للقانون الدولي وكأن تركيا بحزبها الحاكم اليوم – الظلم والتخلف – أصبحت كوكباً وحدها ضاربة بكل الاتفاقات والمعاهدات الدولية عرض الحائط مستمرة في استبدادها وفاشيتها وبمباركة من الرأسمالية البشعة، ألم يأن الأوان لهذا المجتمع الدولي الهرم الخرف أن يتحرك؟!! ألم يأن له أن يقف موقفاً إنسانياً ولو مرة واحدة في حياة نشأته!!

يبدو أننا أسمعنا لو نادينا حياً ….. ولكن لا حياة لمن تنادي.

هناك أزمة حقيقية ستواجه المزارعين والفلاحين وليس هم فقط بل وكل سكان المنطقة خاصة وسوريا عامة وجيراننا من دولة العراق، فقطع الماء سيؤدي إلى حدوث كوارث بشرية واقتصادية وتنموية بل وأشد خطراً هو عودة الجماعات الراديكالية المتطرفة وخلق الفوضى، وهذا ما تسعى تركيا لفعله فلا يمكن لها أن تخفي رأسها في التراب كنعامة متظاهرة بدور الضحية وهي الجلاد الحقيقي راعية الإرهاب ومصدرته، وهي التي تتبجح بأنها حامية للدين، فهل هذا من أخلاق الدين السمح !!! كلا أبداً فكل الأديان السماوية بريئة منها ومن أفعالها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وما هذه الأفعال إلا دليل حقيقي وبرهان واضح لما يريد حزب الظلم والتخلف أن يفعله، ومؤشر خطير يجب أن يؤخذ بالحسبان، وأن يناقش على كل المستويات فالأمر اليوم جلل، فتلك الفاشية الطورانية لم تكتف بشربها لدماء السوريين في رأس العين (سري كانيه) ولا في تل أبيض (كري سبي) ولا عفرين التي خلعت ثوبها الأخضر الزاهي لترتدي السواد، كلا لم تكتف بالتهجير أيضاً والتغيير الديموغرافي بل تكشّفَ القناع عن وجهها الحقيقي لتجعل الشعب السوري وشعوب الجوار تعاني أشد المعاناة ضاربة بالشيوخ والنساء والأطفال وكرامة الإنسان عرض الحائط، وهنا أتوجه بالسؤال لمن غُيّب عقله وفرح بالأسماء والألقاب والعملة التركية التي استبدل سوريته بها وباع نفسه لهم، هل أنتم راضون اليوم عن عطش السوريين؟؟؟ هل أنتم فرحين بدموع فلاح مات زرعه وضاع تعبه وربما انطفأ أمله وهو يعجز عن تأمين الماء لأرضه إلا بشق الأنفس؟؟؟

قلناها وسنقولها اليوم أيضاً إن حربكم هذه وإرهابكم لن يزيدنا إلا إصراراً وتمسكاً بمكتسبات حققها الشعب بتضحيات الشهداء والشهيدات فلا ولن نضيعها وستشرق شمس الأمل ولن تستطيعوا كسر إرادتنا فنحن أصحاب حق وسيحيى الوطن ويروي هو حكايته للأجيال القادمة.