سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الصويرة أو موغادور.. مدينة التسامح والتاريخ القديم

تعد مدينة الصويرة التي كانت تعرف قديماً باسم “موغادور” إحدى أجمل وأعرق المدن المغربية، لذلك تم إدراجها منذ دجنبر من سنة2001 ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فالمدينة غنية بمآثرها التاريخية، وأماكنها الدينية وفضاءاتها الرحبة، التي تحمل جزءاً هاماً من الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية للمغرب.
تاريخياً، اكتشفها الفينيقيون خلال القرن السابع قبل الميلاد، وكانت تستخدم مرسى يتم استخدامه على الطريق المؤدي إلى الرأس الأخضر وخط الاستواء، وفي سنة 146 قبل الميلاد غزا الرومان هذا الموقع وجعلوه تابعاً لهم، ومع نهاية القرن الأول قبل الميلاد اكتسبت المدينة شهرة كبيرة بسبب صناعة الصباغات الأرجوانية المستخرجة من المحار، والتي طورها الملك جوبا الثاني مؤسس مدينة وليلي. وفي العصور الوسطى قام البرتغاليون إنشاء مشاريع تجارية هامة، وأطلقوا على المدينة اسم “موغادور”. غير أن المدينة الحديثة يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1765م على يد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الذي أوكل وضع تصميمها آنذاك إلى المهندس الفرنسي “تيودور كورني”، حيث رسم تخطيطاً لهذه المدينة وأحاطها بتحصينات مستلهمة من أعمال “فوبان” أستاذ الهندسة المعمارية العسكرية الفرنسية.
أما اليوم؛ فإن زائر الصويرة لا يمكن أن تخطئ عينه جمال وسحر هذه المدينة، وخاصة الجزء القديم منها؛ والذي تتصل وتتشابك فيه الطرق والأزقة ببعضها، فهذه الأخيرة مخصصة للمارة دون السيارات في أكثرها، بعضها مغطى بالعقود الحجرية الجميلة، التي ترجع إلى العصور القديمة الغابرة، وهو ما يوفر الظلال المريحة للمشاة، ويخفف من درجات الحرارة، ويحول دون التسرب المباشر لأشعة الشمس. ويكمن سحر مدينة الصويرة أيضاً في كون أبنيتها من الحجر، مصبوغة باللونين الأبيض والأزرق، تعلوها قباب من الخشب والجير والطين، نوافذها صغيرة المساحة، مفتوحة في جدران سميكة لتؤمن التهوية والإضاءة، وتمنع دخول الأشعة في الوقت ذاته، وبعض هذه الأبنية يطل على الطرقات من خلال مشربيات خشبية جميلة الصنع، تستعمل للجلوس والاستراحة ومشاهدة ما يجري في الخارج دون التعرض لنظرات المارة، وما يميز هذه الأبنية أيضاً هو أنها تتلاصق مع بعضها، وكأن المدينة عبارة عن مبنى واحد متشابك الأجزاء.
وأهم ما يميز مدينة الصويرة إنها مدينة يتعايش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون جنباً إلى جنبٍ منذ سنوات طويلة؛ فهي لم تعرف على مر تاريخها أي صراع أو عنف بين مختلف مكوناتها الدينية، فالمؤرخون لم يسجلوا أي حالة اقتتال أهلي بين مكوناتها منذ وجودهم وسكنهم المدينة وإلى يومنا هذا، مما طبع المدينة بطابع التعايش والسلام، ولو لم تكن كذلك لما استمر هذا التعدد والتنوع والعيش المشترك بين كل الجماعات المختلفة دينياً والتي تشكل المجتمع الصويري.
وتَعرف المدينة خلال شهر أيلول قدوم جماعات كبيرة من اليهود لأداء الحج والصلاة في الأديرة التي ما زالت قائمة إلى اليوم، منها دير الحاخام بينتو، والذي يضم داخله معرضاً من الصور التاريخية التي توثق لحياة اليهود في مدينة الصويرة قبل عام 1948، كما يضم طابقاً علوياً مخصصاً للنساء اللواتي يؤدين الصلاة لدى اليهود الأرثوذكس بشكل منفصل عن الرجال. ومنها كذلك الدير المعروف باسم صلاة الكهل والذي بدأ ترميمه سنة 2012 بدعم من اليونسكو، وأعيد افتتاحه مع نهاية سنة 2017.
كما تضم الصويرة حياً سكنياً يهودياً وهو ما يعرف بالملاح والذي يعود بناؤه إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، حيث استقدم إليه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي نخبة من التجار اليهود لتنشيط ميناء المدينة التجاري، فعرف تاريخياً باسم ملاح تجار السلطان. ومع بداية القرن السابع عشر عندما أعاد السلطان العلوي محمد بن عبد الله (محمد الثالث) بناء مدينة الصويرة على النمط العصري بشوارعها الواسعة خلافاً للمدن العتيقة بالمغرب، وبنى فيها ميناء جديداً وقاعدة عسكرية بحرية، استقدم إليها بدوره نخبة من التجار والدبلوماسيين اليهود. وتحولت الصويرة منذ ذلك الحين إلى العاصمة الاقتصادية للمغرب، واستمرت في هذا الدور حتى بداية الحماية الفرنسية التي حولت مركز ثقل الاقتصاد المغربي من الصويرة إلى الدار البيضاء.
وبما أن الصويرة مدينة التعايش والسلام فقد كان لدُور العبادة المسيحية أيضاً حضور لافت، والدليل على ذلك وجود كنيسة قائمة إلى وقتنا هذا، هي كنيسة السيدة العذراء، والتي تم بناؤها سنة 1936م خارج المدينة العتيقة، على بعد أمتار معدودة من باب مراكش الشهير، تستقبل لحد اليوم المسيحيين الكاثوليك المقيمين بالصويرة، أو العابرين لأداء شعائرهم الدينية أو الاستفسار عن أمور حياتية أو لتنظيم مناسبات أسرية كالزواج والجنائز، كما تحتضن الحفلات الموسيقية وخاصة الصوفية، التي تنظمها المدينة نهاية شهر مارس من كل سنة.
تعد إذنْ مدينة الصويرة نموذجاً يحتذى به في مجال التعايش والتسامح والعيش المشترك، فقد آمن سكانها ومؤسسوها منذ القديم بأن الاختلاف هو جوهر الوجود وشرطه الرئيس، الذي لا يقوم إلا به ولا يتأسّس إلاّ عليه، لذلك أكد المجتمع الصويري على ضرورة قبول الآخر المختلف؛ عرقاً أو لوناً أو ديناً أو فكراً أو جنساً… حتى أضحى رفض الآخر في مدينة الصويرة فضيحة أخلاقية قبل أن يكون جريمة في حق الإنسانية.
وقبل الختام؛ لا بد أن نشير إلى أن سكان مدينة الصويرة والجمعيات الفاعلة في هذه المدينة يعملون بشكل طبيعي ومتواصل على تبديد المخاوف من التعايش المشترك بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى، وذلك بعقد الندوات وإقامة المهرجانات والحفلات التي يحضرها جميع الأطياف دون تمييز، حتى صارت حكاية التعايش الفريدة أمراً حقيقياً يعتز به سكان مدينة الصويرة، فالتعايش في هذه المدينة حقق معجزة الانصهار، وصار الناس بفضله إخواناً ورفاقاً يؤثثون الحياة بالقيم الإنسانية الرفيعة التي تعلي بنيان الخير والحب والعدل والجمال.
وكالات
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle