سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الصحة النفسية في الإسلام

 محمد القادري_

تعتمد الصحة النفسية في الإسلام على قوة الإيمان بالله، وذكره في مراحل حياة الإنسان اليومية لأن الصحة النفسية، تعتمد على طمأنينة النفس، ويقول الله سبحانه وتعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، وحيث أن الأمراض النفسية تأتي من القلق والحيرة والخوف وعدم الثقة بالنفس، فإن الإسلام يؤكد، أن كل ذلك يُعالج بزياده الإيمان والتوكل على الله والرضا بما قسم الله سبحانه وتعالى للإنسان من قواه العقلية والنفسية والجسدية والمادية، ويصف أوليائه بقوله: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، فالإنسان المؤمن المسلم لا يخاف ولا يحزن حين يكون صادقاً في إيمانه، مستقيماً في أقواله وأعماله، يقول تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ”. ونعلم كذلك، إن الله سبحانه وتعالى قد نهى المسلم عن الأخلاق الذميمة، يجب ألا يرتكبها كقوله تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، وأيضاً الله سبحانه وتعالى نهى عن ظن السوء وقال: “إن بعض الظن إثم”، ونهى عن الغيبة والنميمة والكذب، وهذه كلها أمراض نفسية أخلاقية تعبر عن سلوك نفس مريضة، وتؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية لدى الإنسان وحينما يبتعد عنها يشعر بالطمأنينة، ولا يكون في حالة عدائية مع المجتمع حوله، فيكون محل تقدير واحترام ممن حوله.
والأمراض النفسية خطيرة جداً حتى إنها قد تؤثر على الجسد المادي، فإن تطور الحزن إلى الكآبة يحول الإنسان إلى انطوائي معزول عن محيطه، وقد تصيبه الآفات الجسدية، ومثال ذلك ما حدث مع يعقوب والد نبي يوسف يقول الله سبحانه وتعالى: “وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ”، من شدة حزنه أصيب بالعمى، ثم أنهم حينما جاؤوا بقميص يوسف والقوة على وجه أبيه ارتد بصيراً، لذلك، فإن الأمراض النفسية يجب معالجتها قبل استفحالها، لأنها قد تؤدي بالمريض في بعض الحالات الى الانتحار وإزهاق النفس، التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها بقوله: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”؛ لذلك، نرى الإسلام قد حافظ على الصحة النفسية والجسدية معاً للإنسان المسلم.