سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الصحة الإنجابية وتأثيرها على النساء والأطفال

نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية، التي تفاقمت في البلدان المنكوبة مثل لبنان، أُهملت الأمور الأساسيّة، التي تعنى بحقوق الإنسان، ولاسيّما اللاجئون.
يرتبط مفهوم الصحة الجنسية والإنجابية للنساء ارتباطاً وثيقاً بحقوق الإنسان وحرياته، بما فيها الحق في الحياة، والحق في عدم التعرّض للتعذيب، والحق في الصحة، والحق في الخصوصية، والحق في التعليم، وحظر التمييز.
وتمثّل الصحة الإنجابية والجنسية 20 في المائة من العبء العالمي لسوء الصحة للمرأة، وذلك حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية منذ عام 2008.
الصحة الإنجابية
فالصحة الإنجابية تعني قُدرة الناس على الحصول على حياة جنسية مسؤولة ومُرضِيَة وأكثر أماناً، وأن يكون الأشخاص السويون قادرين على الإنجاب، ولديهم حرية اختيار التوقيت وكيفية القيام بذلك، وامتلاك التكاليف المطلوبة.
وتشمل أيضاً معرفة الرجال والنساء بوسائل تحديد نسل آمنة وفعّالة وميسورة التكلفة ومقبولة، والحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة للطب الجنسي والإنجابي، وتطبيق برامج التثقيف الصحي للحصول على فترتي حمل، وولادة آمنتين توفران للأزواج أفضل فرصة لإنجاب طفل سليم، بالإضافة إلى ممارسة نظام صحّي للمرأة لاسيّما خلال فترة الحمل.
ومن هذا المنطلق قمنا بزيارة منزل اللاجئة السورية منال العطو، للتّعرف عليها وعلى حاجاتها، دخلنا منزلها من باب خشبي مرّ عليه الدّهر، فهو قديم جداً لكن خلفه ألف رواية ورواية.
ويضمّ هذا المنزل المصنوع من البلاستيك والتنك والحديد، ثلاث عائلات، وكلّ عائلة تتألف أبناء وبنات. وأمام المنزل، تقوم منال العطو بطهي الطّعام على الحطب، إذا توفّر ذلك، لإطعام أولادها وأولاد جاراتها وزوجها المريض.
فقالت “منال العطو”: “لا تتوفر لدينا رعاية صحيّة، ولا لأولادي، وقد توفي ابني العام الماضي في بحيرةٍ قرب سكننا، بعد إصابته بطفح جلدي وتسمّم، كل هذا بسبب غياب الناحية الصحية”.
وتعمل منال، عاملة في أحد المنازل، وتتقاضى راتباً لا يؤمن لها أبسط حاجاتها، وتعيش من دون أيّ رعاية صحية، أو مادية، أو اجتماعية.
وأوضحت أنها، واجهت خلال فترة حملها العديد من الصعوبات لسوء التغذية، فهي لم تتلقَ علاجاً يحميها من مضاعفات الحمل، خلال فترة حملها، مبينة أنها لم تتلقَ تثقيفاً حول الصحة الإنجابية، وأنها لم تسمع بهذه العبارة من قبل، متسائلة: “ماذا تعني صحتي الإنجابية؟”.
والمخيف بالأمر، أنّها ليست الوحيدة المحرومة من حقها في معرفة مفهوم الصحة الإنجابية والرعاية الصحية، فمجتمعاتنا لا تزوّد هؤلاء النساء بالثقافة ولا بتأمين المستلزمات والرعاية الطبية والاستشفائية.
وحول هذا الموضوع قالت الطبيبة النسائية “حنان السّيد“: “إنّ التغذية السّليمة مهمّة جداً للصّحّة الإنجابيّة، لذلك غالباً ما ننصح المرأة أن تُوازن في أكلها، وتنوّع ما بين الخضار والفاكهة واللّحوم، مع الانتباه للوزن الزائد لأنه يخفف نسبة الخصوبة ويمكن أن يؤدّي إلى مشاكل في الحمل مثل السكري والضغط”.
وأكّدت، أنّ الصّحة الإنجابية تؤثر بشكلٍ مباشر على نموّ الطّفل، لذلك ولأنّ اللاجئة تعيش في ظل وضع معيشي صعب، نشهد ارتفاعاً في عدد الأطفال، الذين يعانون من نقصٍ في النمو، أو ضعف في التطور مثل الغدّة، وأمراض عديدة غيرها.
وأوضحت، بأنّ كثرة الإنجاب بشكلٍ متتالٍ، يمكن أن يؤثر سلباً على صحّة المرأة، لذلك من المحبّذ أن يكون الحمل بين الطفل والطفل فترة العام الواحد، لتتمكن الحامل من استعادة صحّتها وتقوية مناعتها، وأثبتت الدراسات أنّ كثرة إنجاب الأطفال يمكن أن يؤذي رحم المرأة.
ارتفاع كبير بعدد أفراد الأسر
كما أوضحت عالمة الاجتماع، الدكتورة “مي مارون“: “هناك ارتفاع كبير بعدد أفراد الأسرة، على الرغم من صعوبات الحياة واللجوء، نتيجة ارتفاع نسبة الأمية، وعدم التوعية”.
وشدّدت على ضرورة تثقيف الفتيات حول مفهوم الصحة الإنجابية والرعاية الصحية وغيرها، بالإضافة إلى توعية الشباب أيضاً قبل الزواج.
ونتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تفاقمت في لبنان المنكوبة، أهملت الأمور الأساسيّة التي تعنى بحقوق الإنسان، ولاسيّما اللاجئون في بلدانهم.
وكالة أنباء المرأة