روناهي/ الدرباسية –
الحياة الحرة هي نتاج تضحيات الشهداء، هذا ما أثبتته ثورة روج آفا على مدى أكثر من عقد، فقد قدمت هذه الثورة عشرات الآلاف من الشهداء، الذين اختاروا طريق الشهادة لإنارة الدرب لشعبهم كالشهيد جودي علي.
على كامل جغرافيا شمال وشرق سوريا، روت دماء زكية طاهرة هذه الأرض المباركة، فأُطلق عليها أرض الشهداء؛ وذلك إيماناً بقادة هذه الثورة وهم شهداؤها.
لم تبخل أي مدينة من مدن شمال وشرق سوريا في تقديم شهداء لأرضهم، بل إن هذه المدن وما فيها من عوائل، تسابقوا لإلحاق أبنائهم بركب الثورة، مؤمنين بحتمية انتصارها، ووصولها إلى الحرية المنشودة، كما إنهم مؤمنون بالفكر، الذي قامت عليه هذه الثورة، وهو فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي وضع الشهادة والشهداء في المقام الأول من الحياة الثورية.
على بعد بضعة كيلو مترات غرب ناحية الدرباسية في شمال وشرق سوريا، تحتضن قرية بر كفرة الآلاف من أبناء، وبنات ناحية الدرباسية وقراها في مزارها، المسمَّى بمزار “الشهيد رستم جودي”.
كان لكل شهيد من أولئك الشهداء حياته الخاصة، ولكلٍ منهم حكايته، التي تختلف عن حكاية الآخرين، إلا أن جميعهم تشاركوا في الروح الثورية ومعاهدة الوطن، وقدموا أرواحهم فداء لأرضهم ووطنهم.
الشهيد “جودي علي”، الاسم الحركي: موردم، من مواليد الدرباسية 1999، التحق بصفوف قوات الكريلا في عام 2015؛ لتحقيق حلم طفولته، فقد خاض العديد من المعارض في جبهات الوطن، ليرتقي شهيداً في جبهة عفرين على يد دولة الاحتلال التركي، ومرتزقته في عام 2018.