الشهيد أدهم رمز من رموز المقاومة نحو درب النصر

عين عيسى/حسام إسماعيل ـ شارك في معارك الشرف والتصدي لمرتزقة داعش إبّان معارك مدينة المقاومة كوباني، وألحق بهم مع رفاقه خسائر فادحة، وخاصةً في معارك ريف كوباني العام 2015، ليكمل مشواره البطولي في عدة مدن حاول السواد أن يخيم عليها، ولكن إرادة الأبطال الشجعان صيّرت من ظلامهم نوراً يهدي جيلاً بعد جيل ليصبح طريقهم نبراساً للحرية، وخلاصاً للشعوب السوريّة التواقة لكسر نير المحتلين والمتربصين.

حذا الشهيد أدهم مسلم حذو رفاقه الأبطال لنيل الشهادة بعد تحقيق النصر المؤزر على المعتدين، ولم تكسر إصاباته المتكررة في ساحات الوغى عزيمته الصلبة للمضي على درب الشهداء الأبطال، بالرغم من قربه من نيل شرف الشهادة في كل مرة يُشارك في ساحاتٍ جديدةٍ تدور رحاها بين أبناء الشمس والظلامين المرتزقة.

كان هدفه الأول والأخير هو الخلاص من المرتزقة

ينحدر الشهيد أدهم مسلم مسلم من قرية (كورك) أبو حية الواقعة في الريف الغربي لمقاطعة كري سبي/ تل أبيض، ترعرع فيها ودرس في مدرستها مرحلته الابتدائية، كان متزوجاً ولديه ابنتين وولد وحيد.

تؤكد زوجته عوش عبد الله خلال لقاء أجرته صحيفتنا معها بأن هاجسه الأول والأخير كان الخلاص من المرتزقة الذين عاثوا فساداً وتدميراً ومجازراً بحق شعوب المنطقة، حيث كانوا مدفوعين من الدولة التركية المحتلة مادياً وعسكرياً بعدما فتحت حدودها على مصراعيها لنقلهم، وتجميعهم لمحاربة شعوب المنطقة، وتطبيق مخططاتها على الأرض السوريّة، وكان الشهيد أدهم مدركاً لما تخطط له هذه الدولة المحتلة، ويرى بأن أولى بشائر إحباطها هو تحقيق النصر على هؤلاء المرتزقة”.

كان المدافع عن جميع الشعوب  

الشهيد أدهم كان يدافع عن جميع أراضي شمال وشرق سوريا؛ فأي خطر يُحدق بأي بقعة ومنطقة كانت تجد الشهيد أدهم يشارك فيها ويدافع عن شعوبها وعن هذا أردفت زوجته “كان اندفاعه للمشاركة في معارك التحرير غير طبيعي وكان يعطي دفعاً معنوياً لرفاقه في القرية، وفي كل مكان بأن النصر هو الحليف، وأن لا مستقبل للمرتزقة على الأرض السورية، لذلك شارك في كل المعارك التي بدأها المرتزقة بريف كوباني وكري سبي، بعد تكشف نواياهم لتحقيق تقدم صوب مدينة المقاومة (كوباني)، وكان له مشاركة في معارك بلدة صرين، وكوباني المدينة عندما دخلها المرتزقة بعد ارتكاب عدة مجازر بحق أهلها”.

انتقم لرفاقه الشهداء

وتتذكر عوش موقفاً لن تنساه كما قالت وهو عندما أصيب زوجها الشهيد في إحدى معارك كوباني، واستشهد اثنين من رفاقه بنفس الواقعة وهم من أقاربه، وبالرغم من قسوة الواقعة عليه نفسياً وجسدياً….أصر على متابعة القتال ضد المرتزقة للثأر لهم ولكافة الشهداء مع أنه لم يُكمل علاجه بالكامل، وتابع مسيرته النضالية ليُشارك في معارك تحرير مدينتي الرقة ومنبج”.

“لا أستطيع الجلوس في بيتي والعدو يتربص بشعوبنا” 

عوش لم تنسَ إحدى مقولات زوجها الشهيد الذي كان يكررها دائماً “سامحيني يا زوجتي الغالية لا أستطيع أن أجلس في بيتي، وهناك عدوٌ يتربص بنا وبشعوبنا”، ثم كان يرفض فكرة ترك بلده بشدة، ويقول بحسرة ويتساءل:” كيف يهاجر شبابنا خارج وطنهم، وهو بأمسِّ الحاجة لهم..؟!”، ثم يُعزي نفسه بتكرار عبارة “سيدركون عاجلاً أم آجلاً بأنه لا ملجأ لهم إلا وطنهم، وسيندمون أشد الندم في تلك اللحظة”.

شهيداً للوطن بعد النضال

 أحبَّ الشهيد أدهم رياضة كرة القدم، وكان من مؤسسي الأندية الرياضية المحلية في ناحية عين عيسى، ومدينة الرقة بعد تحريرها، واستمر في نضاله لخدمة شعبه وبلده بعد انضمامه لقوى الأمن الداخلي (الأساييش)، وليشارك في جهود إزالة الألغام التي زرعها مرتزقة داعش بعد تحرير المدينة ليرتقي شهيداً بعد تأثره بجراحه إثر تفكيك أحد الألغام في مدينة الرقة بتاريخ 10/ 6/ 2019.