سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الشهيدة دلفين قامشلو؛ عروسة سري كانيه..

وكالة/ أنباء الفرات

قالت كلستان عزيز بأنها فخورة باستشهاد ابنتها دلفين التي استشهدت في مقاومة الكرامة ضد المحتل التركي لغزو سري كانيه/ رأس العين، مؤكدةً إنه من واجبها أن تكون على قدرِ المسؤولية حيال استشهاد ابنتها.
تحدثت الوالدة كلستان عن مقاومة وشجاعة ابنتها دلفين قامشلو والمئات من مقاتلي مقاومة الكرامة، حيث قالت: “ابنتي عروسة سري كانيه، كانت الصغرى من بين أخوتها شجاعة  ومُحبة للجميع وكانت تحب والدها بشكل كبير. التحقت ابنتي بالمدرسة الابتدائية لمدة ثماني سنوات، وكانت متفوقة في المدرسة. لطالما كانت تهتم لأمر المقاتلين من أجل حرية بلادهم، وكانت تحبهم كثيراً وتتمنى بأن تنضم لهم وتعيش حياتهم، بسبب مشاعري الأمومية كنت أمنعها من ذلك وأطلب منها بأن تكمل تعليمها وأن تصبح صاحبة مهنة. كنت أقول لها حاربي من خلال تعليمكِ، فنحن بحاجة إلى العلم أيضاً كي نحارب به ليس فقط السلاح. إلا أنها كانت تحب أن تحمل السلاح إلى أن انضمت للمقاتلين، لكن لم أستطع العيش بدونها لأنني كنت أشتاق إليها كثيراً. ذهبت وأعدتها إلى المنزل. ولكن عندما ذهبت للمرة الثانية قلت في نفسي إنها تريد الانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة YPJ واحترمت قرارها”.
“كانت تحب الحياة كثيراً”
أحبت ابنتي الرقص والاحتفالات. وكانت في معظم الأحيان تطلب منا بأن ننضم إلى حلقة الدبكة. كنت انضم معها إلى الرقص بالرغم من عدم قدرتي على ذلك كي لا أجعلها حزينة. كانت تحب أن تتجول مع رفاقها وكانت تحب الحياة كثيراً.
كما تحدثت والدة الشهيدة دلفين عن انضمام ابنتها لوحدات حماية المرأة YPJوقالت: “لقد حققت رغبتها وانضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة YPJ. لقد بدت جميلة جداً في اليوم الذي خرجت به من المنزل وانضمت لهم. لقد كانت سعيدة للغاية لانضمامها لصفوف الحرية. أخبرها أصدقائها أنني بكيت عليها كثيراً. فأخبرتهم والابتسامة تعلو وجهها “دعوا أمي تمارس بعض الألعاب الرياضية أيضاً”.
عندما ذهبت لزيارتها، قالت لها والدتها حينها: طريقك مفتوح، لكن لا تنسى بأن تفكيري وقلبي معكِ. وكان ردها: “لا تدع قلبك ينشغل، فأنا ورفاقي جميعنا متشابهون. لديّ رفاق من مختلف المدن والبلدان. وهذا يعني أن الشبيبة مثلي من جميع الأجزاء الأربعة في كردستان قد تحولوا إلى ثورة”.
“سأتغنى باستشهادها دوماً”
كما علقت والدة الشهيدة دلفين على مشاركة ابنتها في مقاومة الكرامة في سري كانيه/ رأس العين وقالت: “لم أكن أعرف أن ابنتي قد قدمت إلى مدينة سري كانيه. ومع ذلك، شعرت دائماً بأنها كانت في خضم مقاومة الكرامة كرفاقها. ظهرت صورها في سري كانيه، وسررت للغاية عندما رأيتها تقف بكل عزة وقوة أمام التلفاز. بعد يومين أو ثلاثة أيام أصبحت المعركة في سري كانيه أكثر صعوبة. وسمعت ذات مرة يقولون بأن الطائرات تقصف حي الصناعة في المدينة، وقلت في نفسي إن ابنتي قد استشهدت أيضاً. في نفس اللحظة تمنيت بأن تستشهد وبأن لا تقع أسيرة بيد دولة الاحتلال التركي وهذه العصابات المتوحشة. ثم تلقينا معلومات تفيد بأنها قد استشهدت”.
وأكدت أم الشهيدة دلفين بأنها فخورة جداً باستشهاد ابنتها وبأنها ستتغنى باستشهادها ما دامت على قيد الحياة. وأضافت: “في الحقيقة من الصعب أن تسمعي بأن فلذة كبدك قد استشهد، إلا أننا كنا مستعدين لاستشهادها. قبل أن تستشهد، تحدثت إلى إخوتها أنظروا، أختكم تقاتل في خط المواجهة في سري كانيه. إذا سمعتم عن استشهاد أختكم دلفين، فلا تتفاجؤوا”.
وتابعت بالقول: “كنت أعرف أنها ستستشهد. عندما أخبرتهم شعروا بالحزن والغضب، ولكن على الرغم من كل شيء، كانوا فخورين. نحن، كعائلتها، لا نتأسف على الطريق الذي اختارته ابنتنا دلفين وسنسير على طريقها دائماً مع أصدقائها. إنه وقت صعب للغاية بالنسبة لجميع الأمهات لسماع نبأ استشهاد أبنائهن، لكننا نعرف أي طريق سلكنا وندرك جيداً ما هو الثمن الذي سندفعه وسندفعه رغم كل شيء”.
وذكرت أيضاً بأن إحدى الاعلاميات أثناء المعارك في سري كانيه أرادت إجراء لقاء تلفزيوني مع دلفين، لكنها أخبرتها؛ “لن انطق بكلمة واحدة إلا إذا دمرت مدرعة تركية”. ثم علمنا أنه تم تدمير أربعة مدرعات في ذلك اليوم في حي الصناعة. وهذا يعني، أن دلفين ورفاقها، بشجاعتهم وقوتهم، ردوا هجمات المحتل التركي بإرادتهم الحرة ضمن حقهم في الدفاع المشروع”.
واختتمت كلستان عزيز قائلةً: “بصفتي والدة الشهيدة دلفين، انحني إجلالاً لجميع شهداء سري كانيه ورفيقتها الشهيدة نوهال، ونتعهد بالسير على طريقهم طالما هنالك قطرة دم في أجسادنا وسننتقم لجميع الشهداء”.