سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الشاعر رعد اللهيبي: ألوان ومناهل الشعر الشعبي متشابهة في سوريا والعراق

الحسكة/ محمد حمود ـ

أكد الشاعر الشعبي العراقي؛ رعد اللهيبي أن شعراء إقليم شمال وشرق سوريا الشعبيين متأثرون بالشعر العراقي للقرب الجغرافي؛ كما تطرق إلى تجربته الشعرية في بلده العراق.
رعد حمد عواد غثيث “رعد اللهيبي” شاعر شعبي عراقي من مواليد كركوك؛ وله العديد من الإنتاجات الشعرية؛ أبرزها: “مزنة مطر – ديوان شعر شعبي”، إضافة إلى مشاركاته العديدة في مهرجانات وأمسيات ومسابقات داخل العراق. كما أنه حاصل على العديد من الدروع التكريمية والشهادات التقديرية في العراق وسوريا، والسعودية؛ وينشر كتاباته في مجلة آفاق وصحيفة الجميع؛ وله استضافات تلفازية وإذاعية.
في السياق؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الشاعر، وكان معه هذا الحوار:
حدثنا عن بدايات كتابتك للشعر
بدأت كتابة الشعر عام 2011 وكانت بمحاولات بسيطة جدا ومتواضعة، وأكتب الشعر على الفطرة دون التقيد بالأوزان وأساسيات الشعر حتى عام 2016 بدأت دراسة علم العروض، وبعد سنة خضت اختبار الانضمام الى جمعية الشعراء الشعبيين العراقيين عام 2017، ونجحت بالاختبار، وحصلت على عضوية الجمعية وارتقيت المنصة في ذلك العام، وكانت انطلاقتي في الفعلية عام 2017.
كيف كان رد فعل المقربين في البدايات؟
الكثير من المقربين كانت ردود أفعالهم تشجيعا لي؛ فكان إصراري كبيراً، والحمد لله، وروح التحدي كانت عالية، وبعد مرور السنين، الآن هم من المعجبين بأشعاري، وهذا يدل على النجاح الذي حققته، وأما أبرز الداعمين في بداياتي، هم الأستاذ عدنان مدرس اللغة العربية في المرحلة الإعدادية، ووالدي رحمه الله، كان له الفضل الأكبر بعد الله على صقل موهبتي وتشجيعي واستمراري في الكتابة.
إلى أي مدى تأثرت لغتك الشعرية ببيئتك ومحيطك؟
إلى حدا ما، وذلك لعدم وجود المقومات الكافية فيها؛ لأني أعيش في بيئة نوعا ما بعيدة عن الشعر والذائقة الشعرية، لم تكن بحجم الذائقة الموجودة في المحافظات الأخرى؛ بسبب التنوع السكاني الكبير ووجود أكثر من قومية في محافظتنا العزيزة، ولكني تأثرت بالبيئات المجاورة.
بمن تأثرت من الشعراء سواء من العراق، أو من خارجه؟
تأثرت بالجمال أينما وجد، وبالكثير من القصائد الناجحة، وبألوان الشعر، وليس بشاعر معين. فالشعر عالم واسع ومجالات الجمال فيه متنوعة وطقوسها متشعبة ولا شك أن المتذوق للشعر سينهل من العيون، والمشارب.
كيف أثرت الحروب والصراعات على الشعر الشعبي؟
أثرت الحروب والصراعات بشكل كبير على الشعر الشعبي، وسببت عوائق عدة بإقامة المهرجانات والأمسيات الأدبية، وذلك لقلة الدعم المادي والمعنوي وصعوبة التنقل بين المحافظات، والبلدان للمشاركة في المهرجانات المحلية والدولية وانشغال الإعلام بالأوضاع السياسية، وعدم تسليط الضوء على الشعر الشعبي في ذلك الوقت وأيضا دخول الشعراء هذه الحروب؛ أدى إلى استشهاد العديد منهم
كيف تنظر إلى تطور الشعر الشعبي في العراق وسوريا؟
تطور كبير جدا وملحوظ للشعر الشعبي في السنوات الأخيرة بوجود جيل من الشعراء المبدعين، الذين يسيرون على خطا أسلافهم من الشعراء الرواد في الشعر الشعبي، بتطويع قوافيهم الجميلة، ويتميزون بكتابة الصورة الشعرية المبهرة ويحترفون بتصوير المواضيع بلقطات فنية رائعة، ويكتبون ألوان الشعر المتوارثة ويحاولون التجديد فيها بابتكاراتهم ألوان وأوزان جديدة في الشعر الشعبي؛ ما جعل البعض في السنوات الأخيرة يميلون أكثر للشعر الشعبي، لبساطة المفردات الدارجة في اللهجة الشعبية وفهمها وتأثيرها في دواخل الناس بصورة أكبر.
إلى أي مدى أثرت المدرسة الشعرية العراقية بالشعر الشعبي في سوريا من حيث النظم، والعبارات، والمصطلحات؟
حسب وجهة نظري المتواضعة، لا توجد مدرسة للشعر الشعبي في العراق؛ لأن المدرسة تكون أتباعا لمنهج معين يتبعه كل من ينتمي إليها، وإنما يوجد شعراء رواد لهم أثر كبير في الشعر الشعبي العراقي وتأثر بهم الشعراء المعاصرون.
ولتقارب البلدين، ولتقارب اللهجة وأواصل الترابط والمصاهرة بين الشعبيين فنجد تأثيراً متبادلاً من ناحية، والتأثير أكبر على الشعر الشعبي في سوريا، وفي شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص؛ من حيث النظم في كتابة ألوان الشعر مثل (العتابة، والزهيري، والميمر، والنايل) وذلك لقربهم من المناطق الغربية من العراق وفي الآونة الأخيرة تأثروا بالألوان الجنوبية أيضا مثل (الأبوذية، والدارمي، والنعي) ومن حيث عبارات ومصطلحات اللهجة الشعبية الجنوبية في العراق كانت واضحة على كتابات بعض الشعراء الشعبيين في سوريا.