“السياييل” موروث ثقافي لا زالت نساء الرقة يحافظن عليه

روناهي/ الرقة – اعتادت شاهة أن تصنع السياييل وهي من الوجبات الرئيسية في إقليم الجزيرة، حيث أن أهالي الرقة ودير الزور والحسكة وبعض من أرياف حلب المحاذية للرقة كانوا عندما يأتيهم ضيوف يعدون لهم السياييل تقديراً لهم.

تشتهر الرقة بموروثها الثقافي الشعبي المتأصل في المجتمع وخاصةً بالنسبة للمأكولات الشعبية كالسياييل التي باتت جزءًا من ثقافة المجتمع الرقي، ويعود سبب انتشارها في مناطق الرقة ودير الزور إلى كون هذه المناطق منتجة للسمن العربي وهي المادة الرئيسة في إعداد السياييل، حيث انتشرت هذه الوجبة في سوريا ومناطق العراق الغربية القريبة من دير الزور والحسكة في خمسينيات القرن الماضي.

ومع أن الوجبة الشهيرة لم تلق انتشارًا في مناطق الداخل السوري إلا أنها أدخلت نفسها كصنف أساسي يضاف لسلسلة من المأكولات الشرقية كالجبن، الكشك، الهقط، والسمن العربي وغيرها.

بينت شاهة الشيخ والتي تبلغ من العمر 54 عامًا من سكان ريف الرقة: “في السنوات المنصرمة؛ تقلص انتشار السياييل في المنطقة ويعود ذلك لعدة أسباب، أبرزها الغزو الكثيف الذي شنته المأكولات الغربية وانتشار المطاعم بشكل كبير في المدن والأرياف، كما وأنَّ الجهد الكبير الذي تحتاجه السياييل جعل النساء اللاتي يتباهين بإعداد المعجنات والأطايب الغربية يبتعدن عن إعدادها رغم تواجد المواد الرئيسية اللازمة لإعدادها”.

وتتابع شاهة: “عشت فترات كثيرة، وعاصرت أطعمة متنوعة، لكن لم تستطع أي وجبة أن تحل محل السياييل وقد علمت بناتي وأزواج أبنائي كيفية إعدادها بحكم أنها ثقافة أصيلة في المنطقة”.

طريقة صناعتها..

وعن طريقة صناعتها توضح شاهة: “لإعداد السياييل علينا صناعة أرغفة سميكة من خبز الصاج لكن بحجمٍ أصغر، ثم نعد القطر حيث نغلي الماء مع السكر حتى يصبح قوامه لزجًا، توضع قطع الخبز السميكة في صحن واسع ثم نقوم بإذابة السمن العربي وصبه فوق الخبز حتى يمتصه ومن ثم نصب المزيد من السمن، بعدها نضيف القطر على الوجه وتصبح جاهزة للأكل”.

وغزت السياييل بعض البلدان المجاورة، حيث بات أهالي محافظات تركيا الجنوبية يقبلون على اعتمادها كوجبة تقدم للضيوف.

ويصنع السمن العربي الذي يعد المادة الرئيسية لصنع السياييل من حليب الغنم، ولا يمكن صناعته من حليب الماعز أو الأبقار، ويعود ذلك لكثرة الدسم في حليب الشياه.

وتعد الرقة ودير الزور والحسكة من أكثر المناطق السورية التي تتواجد فيها الأغنام، وذلك لتوافر مساحات الرعي فيها، كما وأن خصوبة المزروعات فيها تدفع مربي المواشي للمكوث فيها.