سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

السلام في الإسلام

محمد القادري_

من يتتبع رسالة الإسلام، وما قام به منذ بدايته، يعلم أن السلام هو من أهم أهداف الإسلام، حيث يأمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة.. “، أي اتركوا المنازعات والصراعات، وليكن مجتمعكم مجتمع سلم وسلام، ويدعو أيضاً إلى السلام مع الأعداء بقوله: ﴿ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾؛ لذلك نرى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، كانت مسيرته سلمية، كاملة في مكة، وبعد هجرته إلى المدينة، لم تكن حروبه إلا دفاعاً عن النفس، وقد حاول نشر الأخوة والسلام في مجتمع المدينة، حين آخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع ركائز السلم المدني بين مكونات الشعب، وقال: “عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))؛ رواه مسلم”، وحض أيضاً على ذلك بقوله: عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: ((أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله، لأن المسلم  حينما يلقي السلام لأي شخص، دليل على إنه لن يغدر به، ولن يحاول إيذاءه أو قتله، فالسلام شيء مقدس، فهو تحيه الله لعباده بقوله: “سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم”، وهو تحيه الملائكة لأهل الجنة، بقوله: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ۝ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ” فيما يعدّ السلام تحية خالدة آمنة للبشرية جمعاء.