الرياضيون يستنكرون جريمة القتل في أمريكا

إعداد / جوان محمد –

روناهي / قامشلو ـ مازال العالم يشهد القتل بدافع العنصرية، والقضية التي شغلت الرأي العام العالمي والتي أدت لانتفاضة شعبية ببعض الولايات في أمريكا، هي مقتل رجل ذو بشرة سوداء على يد رجل شرطة أمريكي بشكل لا إنساني، لتخرج بعدها بيانات واستنكارات عالمية ومنها رياضية بخصوص هذه الحادثة.

وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لجريمة بشعة هزت الولايات المتحدة، يظهر فيه شرطي يجثم بركبته فوق رقبة الضحية لمدة ست دقائق في الوقت الذي يستغيث الأخير متوسلاً: “لا أستطيع التنفس”، قبل أن يفقد وعيه، ونقلته سيارة إسعاف إلى المستشفى حيث قضى نحبه.

وبهدف نبذ العنصرية بعد هذه الحادثة أعرب لاعبو نادي ليفربول عن دعمهم لحركة “حياة السود مهمة”، أثناء تدريبات الفريق على ملعب أنفيلد. ووفقاً للحساب الرسمي للنادي على “تويتر” فقد جلس كل لاعب على ركبته حول دائرة منتصف الملعب، مع النظر إلى الكاميرا المتواجدة في الأعلى في المدرجات.

ويعد هذا المران هو الأول لرجال يورغن كلوب على ملعب الأنفيلد بصورة جماعية، منذ توقف الموسم بسبب تفشي فيروس كورونا، وقرروا إيقاف التدريبات لإظهار تلك اللقطة.

ويعد ليفربول أول فريق من البريميرليغ يظهر دعمه بصورة جماعية لتلك الحركة التي عادت للتظاهر في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية.

وقام معظم نجوم ليفربول بإعادة نشر صورة الفريق وهو يدعم تلك الحركة عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.

بينما عبر بطل اتحاد “UFC” للفنون القتالية المختلطة “MMA” جون حونز، عن غضبه لمقتل رجل من أصول إفريقية يدعى جورج فلويد على يد شرطي بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية.

ونشر جونز “تغريدة” مقطع الفيديو للواقعة عبر صفحته على موقع “تويتر” وعلّق عليه، قائلاً: “لا أتمنى الطريقة التي أدت إلى وفاة فلويد، حتى لألد الأعداء. مارس هذا الضابط ما يكفي من الضغط لإبقائه مخنوقاً لمدة ست دقائق تقريباً. أستطيع القول بصراحة أنني لم أشعر بمثل هذا التعذيب طوال سنوات وجودي في رياضة الفنون القتالية المختلطة”.

وأضاف: “عندما يكون الرجل على الأرض مقيداً ويصرخ لا يستطيع التنفس، يجب عليك رفع رجلك عن صدره أو عنقه. إذا لم تكن قادراً على السيطرة على رجل في الأصفاد، خاصة وأنه على الأرض، فأنت لست جديراً بارتداء شارة الشرطة”.

ويأتي ذلك بسبب استمرار ظهور التجاوزات والحوادث العنصرية ضد اللاعبين في ملاعب كرة القدم وفي مختلف الرياضات الأخرى وأكثر من يتعرض للهتافات العنصرية هم الرياضيون من البشرة السوداء.

أثبتت عدة حوادث داخل ملاعب كرة القدم الأوروبية أن هذه الأخيرة تعاني من مظاهر العنصرية. وحتى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اعترف بهذه المشكلة التي تجبر الآن المسؤولين على اتخاذ إجراءات ردعية فعالة.

وتحدث سنوياً العشرات من الحالات التي تشير لمظاهر العنصرية وخاصةً في الملاعب الإيطالية والإنكليزية، بحيث من هذه الحالات والتي حصلت في العام الماضي 2019، تعرض اللاعب البرازيلي دالبير هنريكي لهتافات عنصرية أثناء المقابلة التي جمعت أتالانتا وفيورنتينا في إطار الدوري الإيطالي، فقرر الحكم وقف المباراة لبضع دقائق. وعلق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو وقته على ما حدث بأن الوضع “لم يتحسن” بخصوص العنصرية في الملاعب. وأضاف “يجب ألا نخاف من إدانة العنصريين، يجب أن نقاتلهم حتى النهاية”.

وأوضح إنفانتينو في تصريح لقناة “راي 2” الإيطالية أنه “تتم مكافحة العنصرية من خلال التعليم، وإدانتها والحديث عنها، ولا يمكننا قبول العنصرية في المجتمع وفي كرة القدم”.

وتابع إنفانتينو “علينا أن نحدد هوية المسؤولين ونطردهم من الملاعب. يجب فرض عقوبات واضحة، كما في إنكلترا، يجب ألا نخاف من إدانة العنصريين، يجب أن نقاتلهم حتى النهاية”.

وفي نفس الموسم، تم استهداف مهاجم إنتر ميلان الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو ولاعب وسط ميلان الدولي العاجي فرانك كيسيي، بصيحات القردة من دون اتخاذ أي عقوبة بحق الجماهير وأنديتها.

وفي تركيا يتم استهداف الأندية التي تتهم بأنها ذو غالبية كردية مثل نادي آمد سبور والذي تعرضت بعثتهم للهجوم من قبل متعصبين أتراك في مباراة ضمن مسابقة كأس تركيا مع نادي أنقرة كوجه ونجم عن الهجوم لجرح العديد من أفراد البعثة وذلك قبل سنوات.

ولردع هذه التجاوزات أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في العام المنصرم تشديد عقوباته ضد السلوك العنصري أو التمييزي.

وتنص العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ في 15 تموز الماضي على فرض حظر جزئي على جماهير الأندية التي تمارس انتهاكات عنصرية، بالإضافة لفرض غرامة مالية لا تقل عن 20 ألف فرانك سويسري كعقوبة أولى.

ومن المقرر أن تتم مضاعفة العقوبة لتصل إلى خصم النقاط أو الاستبعاد من المسابقات، حال تكرار السلوك العنصري أو التمييزي لجماهير الأندية.

وأعلن فيفا “تطبق عقوبة منع دخول 10 مباريات على الأقل على أي شخص يسيء لكرامة أو سلامة أي بلد أو شخص أو مجموعة من الأشخاص من خلال كلمات أو أعمال تمييزية أو مهينة  بأي طريقة كانت بسبب العرق أو لون البشرة أو الأصل العرقي أو القومي أو الاجتماعي أو الجنس أو الإعاقة أو الميل الجنسي أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع أو سبب آخر”.

ولدى حكام المباريات خطة من ثلاث مراحل في حال وقوع أي انتهاك عنصري، حيث من الممكن أن يتخذوا قراراً إذا لزم الأمر بإنهاء المباريات واعتبار الفريق الذي مارست جماهيره تلك الانتهاكات خاسراً.

وينطبق هذا القانون التأديبي على جميع المسابقات التابعة لفيفا وكذلك المباريات الودية التي تشمل الأندية والمنتخبات الوطنية.

القتل على الهوية ومن أجل الدين أو الطائفة أو العرق والمذهب ولون البشر أمر مدان عالمياً والرياضيين يتكاتفون بشكلٍ عام ضد هذه التوجهات التي لا تخلق غير العداوة بين الشعوب التي على العكس يجب عليها أن تتعايش بسلام بعيداً عن لغة الاستهزاء وإقصاء الآخر من أجل شكله ولون بشرته وعرقه ودينه.