الرياضة ودورها في إبعاد الشباب عن التدخين وإدمان الكحول والمخدرات

تقرير/ جوان محمد –

روناهي / قامشلو ـ منظر جميل وخلاب تشاهده حين تشاهد الشباب يمارسون هواياتهم الرياضية المختلفة، ويبتعدون عن أجواء التدخين وشرب الكحول وإدمان المخدرات، وهذا لا ينفي بوجود رياضيين ولاعبين يشربون الكحول ويدخنون ولكن شرط ألا ينعكس سلباً على صحتهم أولاً، وعلى من يعيش معهم من الأهل ثانياً.

انشغال الشباب بالعمل من ثم التوجه لممارسة رياضاتهم المفضلة كهواية أو كلاعبين ضمن النوادي لمختلف الألعاب قضية هامة جداً، فهي تبعدهم عن الأجواء التي تدمر الشباب وهم في مقتبل العمر، بحيث الرياضة اليوم لها دور ريادي في تطور المجتمع عكس من يصبح عالةً على المجتمع وأولهم أهله.

منظر السيجارة في يد اللاعب والحكم والمدرب غير محبب قبل المباراة أو ما بين الشوطين أو بعد نهاية المباراة داخل الملعب أو على المضمار، وهذه المناظر نشاهدها في ملاعبنا وإن لم يكن بكثرة ولكن حبذا فقط على الأقل في الملعب نترك التدخين، لأن الأجيال تراقبك وتتعلم منك كل شيء.

المدرب قدوة ولكن؟؟؟!!!

يلعب المدرب دور الأب للفريق بأكمله واللاعبين هم في عهدته، وهو قادر بأسلوبه المرن التأثير المباشر أحياناً أكثر من الأهل على اللاعب، وحين يتمتع المدرب بصفات أخلاقية ويحترم اللاعب وخاصةً في الفئات العمرية الصغيرة ويقدم له النصائح ويدله على فعل الخير والارتقاء بطبعه وعدم الانجرار وراء الأمور المسيئة فهذا الأمر يزيد من فرصة ولادة لاعب مميز وبنفس الوقت يكون الأهل محظوظين للعب ابنهم تحت إشراف هذا المدرب الخلوق ويستحق أن يكون قدوة لابنهم.

ولكن بنفس الوقت نشهد تصرفات لبعض المدربين تكون في غير مكانها منها السب والشتم للاعب أمام الجميع وحتى تشاهده يدخن وهنا نتسأل من المدرب هل هذا المنظر -والسيجارة بيدك- وتعظ لاعبك منظر مقبول، وهل نؤثر على اللاعب بكلامك؟؟؟. حالك حال الطبيب ينصح المريض بعدم التدخين وسيجارته في يده فهل من الممكن أن يأبه لكلام الطبيب، بكل تأكيد لا وهذا حال المدرب واللاعب.

الرياضة والأهل هم السبب في ابتعادنا عن التدخين

للأهل دور كبير في إبعاد أبنائهم عن التدخين ورفاق السوء والأمور المضرة بصحتهم والرياضة تأتي لتكمل هذا الدور الهام، وتلعب هي الأخرى دوراً كبيراً في منع تدخين الكثيرين للسجائر وشرب الكحول وتناول المخدرات.

لاعب من مدرسة قنديل الكروية والذي يلعب حالياً أيضاً في صفوف نادي قامشلو وهو برزاني مصطفى من مدينة قامشلو ذكر بأنه لم يقترب من التدخين بسبب ممارسته للرياضة منذ العام 2007م بالإضافة لتنويه الأهل عليه بعدم التدخين لأنه يضر بالصحة وخاصةً لشاب بعمره، بحيث هو الآن في السادسة عشر من عمره، وأضاف بأنه من غير ممكن أن تكون رياضياً وتدخن وخاصةً في الملاعب فهو منظر غير محبب.

أما لاعب كرة الطاولة لعمال الجزيرة محمود شيبو فأشار بأن أهله والرياضة لعبا دوراً هاماً في عدم اقترابه من التدخين أو التفكير بتناول المخدرات وشرب الكحول وطالب المعنيين بمنع التدخين في الملاعب والصالات الرياضية ونوه بأنه بإحدى البطولات لكرة الطاولة استغرب من مراقب للبطولة وهو يدخن!!!.

ومن جانبه لاعب نادي برخدان بكرة القدم من الفئات العمرية بدرخان حسين ذكر بأن للرياضة والأهل دوران كبيران بعدم شربه للسجائر، أوضح بأن للمدرب دور كبير في قضية التأثير على اللاعب بعدم التدخين، وذلك من خلال تقديم النصائح له وأفاد بأن المدرب الذي يدخن ويطالب اللاعب بعدم التدخين لن يفيد كلامه ولن يقنعه بتركه وعدم الشرب، وشدد على منع التدخين ضمن الملاعب والصالات لأنها صورة سلبية ومؤثرة على رياضتنا بشكلٍ عام.

حملات توعية بين الشباب ضرورة وحاجة مُلحة؟؟؟

يجب القيام بنشر برشورات بين الفئة الشابة، وتقديم إعلانات وفقرات عبر الفضائيات وكافة وسائل الإعلام على عدم التدخين وإدمان شرب الكحول وتناول المخدرات، لأنها الطريق إلى الهلاك، وغياب هذه الحملات في إقليم الجزيرة من قبل المعنيين بالرياضة وخاصةً الاتحاد الرياضي أمر في غير مكانه وخاصةً نشهد بأنه الكثيرين يحاولون الترويج للمخدرات بين الشباب ولكن بجهود الجهات المختصة وتصديها لهؤلاء تفشل الكثير من المحاولات من قبل هؤلاء المرتزقة.

وبادرة جميلة شهدناها في الأسبوع المنصرم من قبل هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بدير الزور بالقيام بماراثون رياضي ضمن إطار حملة “معاً لمكافحة المخدرات” والذي كان من دوار الكسرة إلى قرية الصعوة وتوج اللاعب عرفان الظاهر بالمركز الأول، وهذه الخطوات مهما كانت ستشهد مستقبلاً التأثير والنتائج الإيجابي.

الحديث عن أضرار التدخين وإدمان الكحول والمخدرات ومدى تأثيرهم على حياة الإنسان أصبح أمر غير قابل للنقاش فيه، لذلك ممارسة الرياضة تبعد ممارسيها عن الكثير من الأمراض وعن التفكير بالتدخين، وكما ذكرنا هناك رياضيين يدخنون ويشربون الكحول ولكن يجب على الاتحاد الرياضي فتح دورات تثقيف وتوعية لكافة اللاعبين وخاصةً الفئات العمرية والذين يعتبرون اليوم عماد المستقبل لرياضتنا التي كانت ومازالت تُروى بدماء شهدائنا الطاهرين.