الرياضة تحمي كبار السن من الزهايمر وتُحسّن صحة أدمغتهم

تُشير الدراسات الحديثة إلى أهمية الرياضة في الوقاية من الزهايمر والتقليص من الإصابة بمرض الخرف، ذلك أن التمارين الرياضية تساعد على ضخ الدم إلى مناطق في الدماغ فتحسن بشكلٍ خاص المهارات اللفظية وكذلك الذاكرة والحدة العقلية، وينصح خبراء اللياقة البدنية بضرورة ممارسة الرياضة من أجل تحسين صحة الدماغ.

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على أهمية ممارسة التمارين الرياضية في حياة كبار السن، فهي تساعدهم على الوقاية من الخرف وتحسّن صحة أدمغتهم مع مرور الوقت.

ووجدت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كالغاري الكندية أن ممارسة الرياضة لدى كبار السن يمكن أن تساعد في تعزيز صحة الدماغ، ما يقيهم من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، كما كشفت الدراسة أن كبار السن يؤدون بشكل أفضل في اختبارات التفكير والذاكرة بعد ستة أشهر فقط من ممارسة التمارين الرياضية.

وشارك في الدراسة 206 من البالغين الذين بدأوا ممارسة التمارين لمدة ستة أشهر، أكثر من أربعة أيام في الأسبوع بكثافة معتدلة، أو يومين في الأسبوع بكثافة عالية.

وتحسن المشاركون بنسبة 5.7 في المئة في اختبارات المرونة العقلية، كما زادت الطلاقة اللفظية التي تختبر مدى سرعة استرداد المعلومات لديهم بنسبة 2.4 في المئة وذلك بعد 6 أشهر من التمارين.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور مارك بولين إن تعزيز المهارات اللفظية لدى المشاركين يشبه ذلك الذي شوهد لدى شخص أصغر من هذا العمر بخمس سنوات.

وقبل 6 أشهر من التمارين الهوائية (الأيروبيك) وبعدها، تم قياس متوسط ذروة تدفق الدم إلى الدماغ باستخدام الموجات فوق الصوتية، وتكرر الاختبار البدني في ثلاثة أشهر، وفي نهاية الأشهر الستة ارتفع تدفق الدم من متوسط 51.3 سم في الثانية إلى متوسط 52.7 سم في الثانية، بزيادة 2.8 في المئة.

وقال بولين إن الزيادة في تدفق الدم ارتبطت بعدد من التحسينات المتواضعة ولكنها مهمة في جوانب التفكير التي عادةً ما تنخفض مع تقدمنا في العمر.

وأوضح أن التمارين القوية التي تدوم ستة أشهر قد تضخ الدم إلى مناطق في الدماغ وتحسّن بشكلٍ خاصٍ المهارات اللفظية وكذلك الذاكرة والحدة العقلية.

كما وجد الباحثون أنه بعد 6 أشهر من التمرين تحسن المشاركون بنسبة 5.7 في المئة في اختبارات المرونة العقلية.

وأكد بولين أنه في الوقت الذي يُتوقع أن تنخفض هذه الخصائص بسبب الشيخوخة الطبيعية، فإن الحصول على هذه الأنواع من التحسينات أمر مهم.

وقال (نكتشف جميعًا أننا نفقد قليلاً من الناحية العقلية والجسدية مع تقدمنا في العمر، لكن حتى إذا بدأت برنامجًا للتمارين في وقت لاحق من الحياة، فقد تكون الفائدة التي تعود على دماغك هائلة).

وأشار إلى إن التمارين الهوائية تجعل الدم يتحرك عبر الجسم ويبدو أنها تدفعه أيضًا إلى الانتقال إلى الدماغ، لا سيما مناطق الطلاقة اللفظية والوظيفة التنفيذية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة (قد تكون نتائجناً مهمة خاصةً بالنسبة إلى كبار السن المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر وغيره من الخرف وأمراض الدماغ).

وأشار إلى أن ممارسة الرياضة تقي من فقدان الذاكرة وتحسّن المهارات المعرفية، إضافة إلى فوائدها المعروفة للصحة البدنية والعقلية، ومنها خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري، وتقوية العظام والعضلات، إلى جانب التقليل من التوتر.

ويؤكد خبراء اللياقة البدنية أن المواظبة على ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام تعود بالنفع على الدماغ، فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة البدنية باستمرار يقل احتمال تعرضهم إلى تدهور الوظائف العقلية، كما يقل خطر إصابتهم بمرض الزهايمر، ويُعد النشاط البدني واحدًا من عوامل الخطر القابلة للتعديل المعروفة ذات الصلة بمرض الخَرف، وفضلاً عن هذا فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها دور في مقاومة عوامل الخطر الأخرى لداء الزهايمر مثل الاكتئاب والسمنة.

ومن بين الفوائد المرجوة لممارسة التمارين الرياضية عدة مرات بالأسبوع لمدة 30 إلى 60 دقيقة في كل مرة، الحفاظ على قوة التفكير ومهارات الاستدلال والتعلم لدى الأشخاص الأصحاء، وتحسين الذاكرة ومهارات الاستدلال والحكم على الأمور ومهارات التفكير (المهارات المعرفية) لدى مَن يعانون من درجة خفيفة من مرض الزهايمر أو قصور بسيط في الإدراك، وكذلك تأخير بداية الإصابة بمرض الزهايمر لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بهذا المرض أو إبطاء تفاقمه، وزيادة حجم جزء الدماغ المرتبط بتكوين الذاكرة المعروف باسم قُرَين آمون.

ويشير الباحثون إلى أن الأنشطة البدنية لا يقتصر نفعها على الحفاظ على تدفق الدم إلى الدماغ فحسب، بل تسهم كذلك في زيادة نسبة المواد الكيميائية التي تقي الدماغ وتحميه، وتفيد الأنشطة البدنية إلى حدٍ ما في مقاومة التدهور الطبيعي الذي يحدث في وظائف الاتصال بالدماغ مع تقدم السن.

كما شددت دراسة جديدة على أهمية الدور الذي تؤديه ممارسة التمارين الرياضية في الوقاية من مرض الزهايمر الذي يصيب حوالي 35 مليون شخص على مستوى العالم.